ما حكم مَن لا يذكر الصحابة لا بسوء ولا بغيره ؟

طباعة
ما حكم مَن لا يذكر الصحابة لا بسوء ولا بغيره ؟

السؤال : ما حكم الذي لا يذكر الصحابة لا بسوء ولاغيره ؟ خصوصاً الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان ، بل وينصح عدم ذكرهم  بسوء ؟ الرجاء منكم الجواب ، وشكراً .

الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدى
 من الواجبات الشرعية بل من أهمّ الواجبات الولاية لأولياء الله ، والبراءة من أعداء الله تعالى : { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } {المجادلة/22} .
وفي الحديث الشريف : « هل الدين إلاّ الحبّ والبغض » .
فالمؤمن لابدّ أن يوالي الله ورسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته (عليهم السّلام) ، ويعادي أعدائهم ، ويظهر البراءة منهم .
كما قال الشاعر :
إذا لم تبرَ من أعدا عليّ            فما لك في ولايته نصيب
 
والأحاديث في هذا المجال كثيرة ومتواترة ، والآيات القرآنية تصرّح بذلك ، وقد ورد اللعن من الله ورسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لكلّ مَن آذى الله ورسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، ومن المعلوم إنّ الإيذاء أهل البيت والعترة الطاهرة (عليهم السّلام) خصوصاً  فاطمة الزهراء(عليها السّلام) يكون إيذاءً للنبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وقد قال : « فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها » .
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : « إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ، ويرضى لرضاها » .
وقال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا  }{الأحزاب/57} .
وفي  الحديث الشريف الذ رواه أهل السنّة والشيعة كليهما ـ عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : « ستة لعنهم الله ، وكلّ نبيّ مجاب : الزائد في كتاب الله ، والمكذّب بقدر الله ، والتارك لسنّة الله ، والمستحلّ من عترتي ما حرّم الله ... » راجع التاج 4 : 227 ، وإحقاق الحقّ 9 : 471 .
وأمّا الصحابة : فنحن وإن كنّا نقدّس أكثرهم ، ونعظّهم ونحترمهم ، إلاّ أنّ كلّ واحد منهم مرهون بعمله ، ولابدّ أن نرى هل وفى بصحبة النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وسار على نهجه ، أم أحدث وبدّل وغيّر ، وأبتلي بسوء العاقبة ؟
بل كان في عهد النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) منافقون مندسّون في صفوف الصحابة ، وقد صرّح القرآن الكريم بذلك حيث قال : { وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ } {التوبة/101}.
فمَن هؤلاء الذين كانوا مع النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في المدينة المنوّرة وكانوا منافقين ، لايعلمهم النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فضلاً عن غيره؟ أوَلم يكونوا مندسّين في الصحابة يظهرون الإيمان ، ويبطنون الكفر ؟
ثمّ إنّه قد روى البخاري ومسلم وغيرهما من أصحاب الصحاح روايات كثيرة وبألفاظ مختلفة تدلّ على سوء عاقبة كثير من الصحابة ، وأنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : « لتردنّ الحوض ولأُنازعنّ أقواماً فليذادنّ عنّي فأقول : أصحابي أصحابي . فيقال : لا تدري ما أحدثوا بعدك ».
فالصحابي المؤمن : الذي وفى لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يضاعف له الأجر والثواب ، وتكون له منزلة عظيمة عند الله تعالى ، أمّا الصحابي الذي غيّر وبدّل ، وابتدع ، وغصب الخلافة ، وآذى الله ورسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في عترته وأهل بيته (عليهم السّلام) فيضاعف له العذاب ، ولا قدسيّة له ولا إحترام .