كيف قتل زيد بن علي ؟

طباعة

كيف قتل زيد بن علي ؟

 

روى الصدوق في [ الأمالي ] بسنده عن حمزة بن حمران قال : « دخلت إلى الصادق جعفر بن محمد عليه السلام فقال لي : يا حمزة من أين اقبلت ؟ قلت من الكوفة. فبكى عليه السلام حتى بلّت دموعه لحيته. فقلت : يا ابن رسول الله مالك أكثرت البكاء ؟ فقال ذكرت عمّي زيداً وما صنع به فبكيت. فقلت له : وما الذي ذكرت منه ؟ فقال : ذكرت مقتله وقد أصاب جبينه سهم ، فجاءه ابنه يحيى فانكبّ عليه وقال له : أبشر يا أبتاه فانّك ترد على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ؟ قال أجل يا بنيّ ثم دعا بحدّاد فنزع السهم من جبينه فكانت نفسه معه فجيء به إلى صاقية تجري عند بستان زائدة ، فحفر فيها ودفن , أجري عليه الماء. وكان معهم غلام سندي لبعضهم فذهب إلى يوسف بن عمر من الغد فأخبره بدفنهم إيّاه فأخرجه يوسف بن عمر فصلبه في الكنّاسة أربع سنين ثم أمر به فاُحرق بالنار وذرِّي في الرياح ، فلعن الله قاتله وخاذله وإلى الله جلّ اسمه اشكو ما نزل بنا أهل بيت نبيه بعد موته وبه نستعين على عدوّنا وهو خير مستعان » [ بحار الأنوار ج 46 / 172 ].

وفي عيون أخبار الرضا عليه السلام للصدوق بسنده عن عبدالله بن سيابة قال : « خرجنا ونحن سبعة نفر فأتينا المدينة فدخلنا على أبي عبدالله عليه السلام فقال : أعندكم خبر عمي زيد ؟ فقلنا لقد خرج أو هو خارج ؟ قال فإن أتاكم خبر فاخبروني ، فمكثنا أيّاماً فأتى رسول بسّام الصيرفي بكتاب فيه : امّا بعد فانّ زيداً خرج يوم الأربعاء غرّة صفر فمكث الأربعاء والخميس وقُتل يوم الجمعة وقُتل معه فلان وفلان ، فدخلنا على الصادق عليه السلام ودفعنا إليه الكتاب فقرأ وبكى ثمّ قال إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، عند الله احتسب عمّي إنّه كان نعم العمّ ، انّ عمّي كان رجلاً لدنيانا وآخرتنا مضى والله عمّي شهيداً كشهداء استشهدوا مع رسول الله وعلي والحسن والحسين صلوات الله عليهم ».

وفي ثواب الأعمال للصدوق بسنده عن محمّد الحلبي قال أبو عبد الله عليه السلام : « انّ آل أبي سفيان قتلوا الحسين بن علي صلوات الله عليه فنزع الله ملكهم وقتل هشام زيد بن علي فنزع الله ملكه وقتل الوليد يحيى بن زيد فنزع الله ملكه ».

وفي الارشاد للشيخ المفيد : « كان زيد بن علي بن الحسين عليه السلام عين اخوته بعد أبي جعفر عليه السلام وأفضلهم وكان عابداً ورعاً فقيهاً سخياً شجاعاً وظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويطلب بثارات الحسين عليه السلام ».

وفي كشف الغمة من كتاب دلائل الحميري عن جابر قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : « لا يخرج على هشام احد إلاّ قتله فقلنا لزيد هذه المقالة فقال : إنّي شهدت هشاماً ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يسبّ عنده ، فلم ينكر ذلك ولم يغيّره فوالله لو لم يكن إلاّ أنا وآخر ، لخرجت عليه ».

وفي المناقب : « بلغ الصادق عليه السلام قول الحكيم بن العباس الكلبي :

صلبنا لكم زيداً على جذع نخلة * ولم أر مهدياً على الجذع يصلب

ووقستم بعثمان عليــــاً سفاهة * وعثمان خيــــر من علي وأطيب

فرفع الصادق عليه السلام يديه إلى السماء وهما يرعشان فقال : اللهم إن كان عبدك هذا كاذباً فسلّط عليه كلبك ، فبعثه بنو اُميّة إلى الكوفة فبينما هو يدور في سككها إذ افترسه الأسد ن واتّصل الخبر بجعفر عليه السلام فخرّ لله ساجداً ثمّ قال : الحمدلله الذي انجزنا ما وعدنا ».

وفي كشف الغمة : قال الصادق عليه السلام لأبي ولاّد الكاهلي : « رأيت عمّي زيداً ؟ قال نعم رأيته مصلوباً ورأيت الناس بين شامت حنق وبين محزون محترق فقال : امّا الباكي فمعه في الجنّة وامّا الشامت فشريك في دمه ».

وفي الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « انّ الله عزّ ذكره اذن في هلاك بني اُميّه بعد إحراقهم زيداً بسبعة أيّام ».

وفي كفاية الأثر للخزّاز بسنده عن محمّد بن مسلم قال دخلت على زيد بن علي عليه السلام فقلت : « إنّ قوماً يزعمون انّك صاحب هذا الأمر. قال : لا ولكنّي من العترة. قلت : فمن يلي هذا الأمر بعدكم ؟ قال سبعه من الخلفاء والمهدي منهم. قال ابن مسلم : ثم دخلت على الباقر عليه السلام محمد بن علي عليه السلام فأخبرته بذلك فقال : صدق أخي زيد صدق أخي زيد ، سيلي هذا الأمر بعدي سبعة من الأوصياء والمهدي منهم. ثمّ بكى عليه السلام وقال : كأنّي به وقد صلب في الكنّاسة ، يا ابن مسلم حدّثني أبي عن أبيه الحسين قال وصنع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يده على كتفي وقال : يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يقتل مظلوماً ، إذا كان يوم القيامة حشر وأصحابه إلى الجنّة ».

وفي حديث طويل عن يحيى بن زيد قال : « رحم الله أبي زيداً كان والله أحد المتعبّدين قائم ليله صائم نهاره يجاهد في سبيل الله عزّوجلّ حقّ جهاده. قال الراوي فقلت : يا ابن رسول الله هكذا يكون الإمام بهذه الصفة. فقال : يا عبد الله انّ أبي لم يكن بإمام ولكنّه من سادات الكرام وزهّادهم وكان من المجاهدين في سبيل الله. قلت : يا ابن رسول الله أما انّ أباك قد ادّعى الإمامة وخرج مجاهداً في سبيل الله وقد جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيمن ادّعى الإمامة كاذباً ؟ فقال : مه يا عبد الله انّ أبي كان أعقل من أن يدّعي ما ليس له بحقّ وانّما قال : ادعوكم إلى الرضا من آل محمد عني بذلك عمّي جعفراً. قلت : فهو اليوم صاحب الأمر ؟ قال : نعم هو أفقه بني هاشم ». [ بحار الأنوار ج 46 / 200 ].