ما الأولى أن أحبّ الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر أو أن أحبّ عليّاً كرّم الله وجهه ؟

طباعة

ماذا تقولون في حديث : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من والده وولده والناس أجمعين » رواه : [البخاري : 14 ] و [ النسائي 8 : 115 ] من حديث أبي هريرة ، وهو من حديث أنس عند [ البخاري : 15] و [ مسلم : 44 ] و [ النسائي 8 : 114 ، 115 ] ، و [ ابن ماجه : 67 ] ، و [ أحمد 3 : 177 ، 275 ] ؟
وما الأولى أن أحبّ الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر أو أن أحبّ عليّاً كرّم الله وجهه و رضي عنه وأرضاه ؟

 

قال الله تعالى : ( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) [ التوبه : 24 ].

فالآية تصرح بأنّ المؤمن لا بدّ أن يكون النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أحبّ إليه من والده وولده وجميع الناس. فلا حاجة إلى مثل هذا الحديث لإثبات ذلك خصوصاً مع عدم ثبوت وثاقة رواة أهل السنّة عندنا ، حيث انّ التوثيق والتضعيف عند علماء أهل السنّة يؤثّر فيه التعصّب والتقليد الأعمى ، ولذا نرى أنّ كثيراً من الرواة المؤمنين الملتزمين يصفهم علماء أهل السنّة بالضعف أو الغلوّ لمجرّد أنّهم شيعة يحبّون أهل البيت ويتبرّأون من أعدائهم ، فتراهم يقولون انّ فلاناً رافضي خبيث وان كان ثقة.

وقد روى البخاري في صحيحه عن أعداء أهل البيت مثل عمر بن سعد وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبه وسمرة بن جندب وعمران بن حطان الخارجي الذي مدح ابن ملجم قاتل أمير المؤمنين عليه السلام بقوله : « يا ضربةً من تقيّ ما أراد بها ... ».

فيعتمد على هؤلاء ولكنه لا يروي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم. وعلى كلّ حال فقد ورد مضمون هذا الحديث في بعض الروايات الواردة في كتب الشيعة منها ما رواه الصدوق قدّس سرّه في كتاب علل الشرايع باسناده عن الحكم بن أبي ليلى قال ، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « لا يؤمن عبد حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه ويكون عترتي أحبّ إليه من عترته ويكون أهلي أحبّ إليه من أهله ويكون ذاتي أحبّ إليه من ذاته ».

ثم انّ عليّاً عليه السلام نفس النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلّم وحبّه ملازم مع حبّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وقد أوصى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم المسلمين بحبّه وحبّ أهل بيته ، لا سيّما حبّ علي عليه السلام ، حيث قال صلّى الله عليه وآله وسلم ـ كما في الحديث الذي رواه السنّة والشيعه ـ : « عنوان صحيفة المؤمن يوم القيامة حبّ علي بن أبي طالب » [ احقاق الحق ج 7 / 248 ].

وعن الإمام الصادق عليه السلام عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « من أحبّني واحبّ ذريّتي أتاه جبرئيل إذا خرج من قبره فلا يمرّ بهول إلا أجازه إيّاه ».

وعن الباقر عليه السلام عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال للناس وهم مجتمعون عنده : « أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبّوني لله عزّوجلّ وأحبّوا قرابتي لي ».

وعن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ في حديث سد الأبواب مخاطباً لعمّه العبّاس ـ : « ما وضع حبّ علي في ميزان أحد إلا رحج على سيّئاته ولاوضع بغضه في ميزان أحد إلا رحج على حسناته ». وفي كتاب فضائل الشيعة للصدوق عن النبي صلّى
الله عليه وآله وسلّم قال : « الا ومن أحبّ عليّاً فقد أحبّني ومن أحبّني فقد رضي الله عنه ومن رضي الله عنه كافاه الجنّة » ... .