حقيقة الدجّال

طباعة

ما حقيقة الدجال ؟

 

أكثر روايات الدجال وخروجه واردة من طرق أهل السنّة. وقد ورد في رواياتهم انّ الدجال كان على عهد النبي صلّى الله عليه وآله وهو باق إلى زمان المهدي عجل الله فرجه الشريف ، والعجيب أنهم يعتقدون بطول حياة الدجال وأنّه يستمر حياته من زمان النبي صلّى الله عليه وآله إلى ظهور المهدي عجّل الله تعالى فرجه ولكنّهم يستبعدون ولادة المهدي عليه السلام ويقولون انّه سوف يولد في آخر الزمان. اذ من البعيد أن يكون له هذا العمر الطويل ومعذلك يلتزمون بطول عمر الدجال ؟!.

وعلى كل حال فقد ورد في رواياتنا انّ خروج الدجال من علامات الظهور وأنّه يظهر الكفر والزندقه بل يدعى الالوهية ويبيح المنكرات ويقتل المؤمنين ثم يقتله المهدي عجّل الله تعالى فرجه ويعينه على ذلك عيسى بن مريم عليه السلام.

ففي تفسير فرات بسنده عن أبي جعفر عليه السلام « سيأتي على الناس زمان لا يعرفون الله ما هو التوحيد حتى يكون خروج الدجال وحتى ينزل عيسى بن مريم من السماء ويقتل الله الدجال على يده ويصلّي بهم رجل منّا أهل البيت الا ترى انّ عيسى يصلّي خلفنا وهو نبي ، ألا ونحن أفضل منه ».

وفي كمال الدين للصدوق بسنده عن المفضل بن عمر ، قال الصادق عليه السلام : « انّ الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نوراً قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام ، فهي أرواحنا. فقيل له : يابن رسول الله ومن الأربعة عشر ؟ فقال محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين آخرهم قائمهم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الأرض من كل جور وظلم ».

وفي بحار الأنوار عن معلّى بن خنيس قال : « دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليه السلام يوم النيروز ... إلى ان قال : وهذا اليوم الذي يظهر فيه فائمنا وولاة الأمر وهو اليوم الذي يظفر فيه قائمنا بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة وما من يوم نيروز الا ونحن نتوقع فيه الفرج ».

وفي حديث أن صعصقه بن صوحان سئل أمير المؤمنين عليه السلام : « متى يخرج الدجال ؟ فقال عليه السلام : في ضمن كلام له : الا انّ الدجال صائد بن صيد فالشقي من صدقه والسعيد من كذبه يخرج من بلدة يقال لها اصبهان من قرية تعرف باليهودية ، عينه اليمنى ممسوحة والأخرى في جبهته تضيء كأنها كوكب الصبح فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم ، بين عينيته مكتوب كافر يقرؤه كل كاتب وامّي ... ». [ بحار الأنوار ج 52 / 193 ].

وفي حديث عن المفضل بن عمر ، عن الصادق ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذكر فيه خروج الدجال وقرية يخرج منها وبعض أوصافه انّه يدعى الالوهية وانه يبتعه في اوّل يوم من خروجه سبعون ألفاً من اليهود وأولاد الزنا ومدمنوا الخمر وأصحاب اللهو والأعراب. قال في آخره : « فيبيح الزنا واللواط وسائر المناهي ، حتى يباشر الرجال ، النساء والغلمان في اطراف الشوارع عرياناً وعلانيه ويفرط أصحابه في أكل لحم الخنزير وشرب الخمور وارتكاب أنواع الفسق والفجور ويسخّر آفاق الأرض الاّ مكه والمدينة ومراقد الأئمة عليهم السلام ، فإذا بلغ في طغيانه وملأ الأرض من جوره وجور أعوانه يقتله من يصلّي خلفه عيسى بن مريم عليه السلام ». [ منتخب الأثر 480 الطبعة القديمة ].

وفي حديث رواه فضل بن شاذان بسنده عن عبد الله بن سنان قال : « سأل أبي عن أبا عبد الله ، عن السلطان العادل قال : هو من افترض الله طاعته بعد الأنبياء والمرسلين على الجن والانس أجمعين وهو سلطان بعد سلطان إلى ان ينتهي إلى السلطان الثاني عشر ، فقال : له رجل من أصحابه صف لنا من هم يا ابن رسول الله ؟ قال هم الذين قال الله تعالى فيهم ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) [ النساء : 59 ] ، والذين خاتمهم ، الذي ينزل فى زمن دولته عيسى بن مريم عليه السلام ويصلّي خلفه ، وهو الذي يقتل الدجّال ، ويفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ويمتدّ سلطانه الى يوم القيامة » [ منتخب الأثر الطبعة الجديدة ج 2 الصفحة 299 ].