ما الدليل على أنّ الإمام المهدي عليه السلام مولود ؟

طباعة

السؤال :

ما الدليل على أنّ الإمام المهدي عليه السلام مولود ؟

الجواب :

الروايات الكثيرة المعتبرة وكذلك حكايات التشرّف ورؤية الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

وذكر هذه الروايات والحكايات يحتاج إلى تأليف كتاب مفصّل ؛ فراجع كتاب منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر المجلّد 2 / الصفحة 367 ـ 431 / الطبعة الثانية ، وكتاب المعجم الموضوعي لأحاديث الفصل 33 و 34 من الصفحة 771 إلى 838 ، وكتاب بحار الأنوار المجلّد 51 و 52 ، وكتاب كمال الدين وغيره.

ولنذكر بعض الروايات :

عن أبي هاشم الجعفري قلت لأبي محمّد ـ الإمام العسكري عليه السلام ـ : جلالتك تمنعني من مسألتك فتأذن لي أسألك ؟ فقال : سل. قلت : يا سيّدي هل لك ولد ؟ فقال : نعم. فقلت : فان حدث بك حدث فأين أسأل عنه ؟ قال : بالمدينة.

في كمال الدين ، عن محمّد بن عثمان العمري قدس الله روحه ، يقول : لما ولد الخلف المهدي عجّل الله تعالى فرجه سطع نور من فوق رأسه إلى أعناق السماء ، ثم سقط لوجهه ساجداً لربّه تعالى ذكره ثمّ رفع رأسه وهو يقول : شهد الله أنّه لا إله إلّا هو والملائكة ... ، قال : وكان مولده يوم الجمعة.

في كمال الدين ، بسند صحيح عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، قال : حدّثني عبدالله بن جعفر الحميري ، قال : حدّثني محمّد بن إبراهيم الكوفي : انّ أبا محمّد عليه السلام بعث الى بعض من سمّاه لي بشاة مذبوحة ، قال : هذه عقيقة ابني محمّد. [ بحار الأنوار 51 / 15 ]

وفي كمال الدين ، عن أبي جعفر العمري ، قال : لما ولد السيّد قال أبو محمد : ابعثوا الى أبي عمر. فبعث إليه ، فصار إليه ، فقال : اشتر عشرة آلاف رطل خبز وعشرة آلاف لحم وفرّقه ـ احسبه قال على بني هاشم ـ وعق عنه بكذا وكذا شاة. [ ومثله في اثبات الهداة 3 / 483 وبحار الأنوار 51 / 5 ]

إلى غير ذلك من الأحاديث المتواترة.

وممّا يدلّ على ولادة الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه ، قول رسول الله صلّى الله عليه وآله للحسين عليه السلام ـ وقد رواه علماء الشيعة والسنّة ـ : أنت إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمّة تسعة تاسعهم قائمهم.

حيث يظهر منه انّ المهدي هو التاسع من أولاد الحسين بن علي عليهما السلام ، وعليه فلا بدّ أن يكون للإمام الحسن العسكري عليه السلام الذي هو الثامن من أولاد الحسين عليه السلام ولد مولود ليصدق عليه انّه التاسع من أولاد الحسين عليه السلام.

فالأوّل من أولاد الحسين هو : الإمام علي بن الحسين.

والثاني : الإمام محمّد بن علي بن الحسين الباقر.

والثالث من أولاد الحسين عليه السلام هو : جعفر بن محمّد الصادق.

والرابع : موسى بن جعفر.

والخامس : علي بن موسى الرضا.

والسادس : محمّد بن علي الجواد.

والسابع : علي بن محمّد الهادي.

والثامن : الحسن بن علي العسكري.

فيا ترى هو التاسع الذي هو قائمهم ؟

فلا بدّ أن يكون هو محمّد المهدي بن الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليه السلام.

فلا بدّ أن يكون ـ حسب كلام النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله ـ للحسن بن علي العسكري ولد مولود ، هو التاسع من ولد الحسين عليه السلام.

ويدلّ على ذلك أيضاً حديث الثقلين المعروف والمشهور بين الفريقين :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً وانّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض.

يدلّ هذا الحديث على انّه لا بدّ ان يكون في كلّ عصر وزمان إمام معصوم من ذريّة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله ، وإلّا لزم افتراق العترة الطاهرة عن القرآن ، مع انّ النبي صلّى الله عليه وآله صرّح بأنّهما لن يفترقا إلى يوم القيامة ، فلا بدّ أن يكون في هذا الزمان إمام من العترة الطاهرة يجب التمسّك به مع التمسّك بالقرآن الكريم ، لأجل تحصيل الهداية.

وهذا الإمام لا يكون غير المهدي عجّل الله تعالى فرجه ، وإن شئت أن تسمّيه باسم آخر غير المهدي فلا يغيّر الواقع ، حيث انّنا نعتقد بأنّه هناك إمام من العترة الطاهرة حتّى في زماننا يكون حجّة الله على الخلق.

ويدلّ على ذلك أيضاً الحديث المعروف الذي رواه علماء الشيعة والسنّة عن النبي صلّى الله عليه وآله : من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة.

فمن هو إمامنا في هذا الزمان الذي إذا لم نعرفه كانت موتتنا ميتة جاهليّة ؟!!

إن قلت المقصود هو القرآن الكريم ، قلنا القرآن إمام جميع الأزمنة ولا يختصّ بزمان دون زمان ، مع أنّ النبي صلّى الله عليه وآله قال : من لم يعرف إمام زمانه ، أيّ الإمام الخاصّ بزمانه.