سؤال عن صحّة ومعنى حديث : « لا تعلّموا نساءكم سورة يوسف » ؟

طباعة
سؤال عن صحّة ومعنى حديث : « لا تعلّموا نساءكم سورة يوسف » ؟
السؤال : السلام عليكم :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
شيخنا الجليل ، ما رأي سماحتكم في رواية مفادها : « لا تعلّموا بناتكم سورة يوسف وعلموهنّ سورة النور » هل هذه الرواية صحيحة؟ وعن أيّ إمام؟ وإلى أيّ المصادر نرجع؟ ولماذا لا نعلّم البنات سورة يوسف ، إنّ كانت الرواية صحيحة؟ نسال الله لكم دوام الموفّقية ، خادمكم فاضل المدحوب .
الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدی
الرواية مذكورة في الكتب المعتبرة مثل الكافي ، لكنّها مرسلة ، فقد رواها الكليني بسنده عن يعقوب بن سالم رفعه ، قال : قال : أمير المؤمنين (عليه السّلام) : « لا تعلّموا نساءكم سورة يوسف ، ولا تقرؤهنّ أيّاها ؛ فإنّ فيها الفتن ، وعلموهنّ سورة النور ؛ فإنّ فيها المواعظ ».
وفي رواية معتبرة عن أبي عبد الله الصادق (عليه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « لا تنزلوا النساء الغرف ، ولا تعلّموهنّ الكتابة ، وعلّموهنّ المغزل وسورة النور ».
وفي رواية عن الصادق (عليه السّلام) قال : « حصّنوا أموالكم وفروجكم بتلاوة سورة النور ، وحصّنوا بها نساءكم ».
وهنا نكتتان :
الأولى :
ليس المراد من الرواية على تقدير صحّتها أنّ المرأة لا تقرأ سورة يوسف ؛ فإنّ قراءة القرآن مستحبّة ، وقد ورد التأكيد على ذلك بلا فرق بين سورة وأُخرى ، بل المراد ترك التفسير ، وبيان ما صدر من زليخا وصواحبها من الإنحراف الأخلاقي ، والفساد العملي ، وما ارتكبنه في حقّ يوسف الصدّيق من الإغواء .
الثانية : الإسلام يؤّكد على صيانة المرأة وحفظها من جميع عوامل الإنحراف الأخلاقي ، ويترّفع بها عن أسباب تهييج الشهوة ، وما يخالف عفاف المرأة وكرامتها ، ولذا أمر الإمام  (عليه السّلام) بتعليم سورة النور حيث إنّ فيها آيات الحجاب والستر ، والمواعظ التي تحفظ المرأة من الوقوع في الفساد ، ومنعت المرأة من الأمور التي توقعها في الإنحراف ، وهيجان الشهوة ، ومنها تفسير سورة يوسف ، وذكر الحوادث الواقعة في هذه القصّة .