حديث أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة

طباعة

حديث  أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة
 

السؤال : استدل الشيعة علي بطلان حديث : « أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة » . بأنّ الجنة تخلو من الكهول بغضّ النظر عن بطلان إسناده ، ولكن حديث : « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة » . يدل في ظاهره على وجود من هم دون الشباب في الجنة ، وإلا لاستغنى الرسول عن لفظ الشباب في حديثه ، وقال عوضاً عنها : « الحسن والحسين سيدا أهل الجنة » ؛ إذن فالحديث في ظاهره يؤكد حديث : « إنّ أبا بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة» . ولا يبطله ؟
 

الجواب : من سماحة الشيخ علي الكوراني

 

الحديث المزعوم :« أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين عدا النبيين والمرسلين » . حديث موضوع في مقابل قول النبي صلى الله عليه وآله : « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما » ، وهو واضح  لكل متأمّل .
وقد صرح عدد منهم بصحة حديث الحسنين صلى الله عليه وآله ، وبضعف حديث أبي بكر وعمر ، ولمّ الحديث المزعوم العجلوني في كشف الخفاء ( راجع كشف الخفاء : 1/320 و : 2/3310 . وعدّوه في الموضوعات ! راجع الضعفاء للعقيلي : 2/345 ؟ ، والموضوعات لابن الجوزي : 1/398 ؟ ، والكامل لابن عدي : 2/381 ، والعلل للدارقطني : 3/142 ) .
وفي تلخيص الشافي : 2/219 : « أمّا الخبر الذي يتضمن أنّهما سيدا كهول أهل الجنة ، فمن تأمّل أصل هذا الخبر بعين انصاف علم أنّه موضوع في أيام بني أميّة ، معارضةً لما روي من قوله صلى الله عليه وآله في الحسن والحسين أنّهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما » .
وهذا الخبر الذي ادعوه يروونه عن : عبيد الله بن عمر ، وحال عبيد الله في الانحراف عن أهل البيت معروفة ، وهو أيضاً كالجار إلى نفسه ، على أنّه لا يخلو من أن يريد بقوله : «  سيدا كهول الجنة » : أنّهما سيدا كهول من هو في الجنة ، أو يراد أنّهما سيدا من يدخل الجنة من كهول الدنيا .
 فإن كان الأوّل ، فذلك باطل ؛ لأنّ رسول الله قد وقفنا ـ وأجمعت الأمّة ـ على أنّ جميع أهل الجنة جرد مرد ، وأنّه لا يدخلها كهل .
وإن كان الثاني فذلك دافع ومناقض للحديث المجمع على روايته من قوله في الحسن والحسين أنّهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما ... الخ . انتهى .
وقد رووا هم كما في الدارمي : 2/335 ، والترمذي : 4/86 ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وآله ، قال :«  أهل الجنة شباب جرد مرد كحل ، لا تبلى ثيابهم ، ولا يفنى شبابهم » ، فكيف يكون فيهم كهول؟!