ما هي أدلّة التوسّل بالأنبياء والأئمّة والصالحين ؟

طباعة

السؤال :

ما هي أدلّة التوسّل بالأنبياء والأئمّة والصالحين ؟

الجواب :

قال الله تعالى : ( وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) [ المائدة : 35 ] ، ومن الخطأ ما يذكره الوهابيّون من انّ المراد من الوسيلة الأعمال والطاعات إذ لا دليل على إحضار الوسيلة بذلك ، بل هذه الآية الشريفة عامّة تشمل التوسّل بالأنبياء والرسل والأئمّة عليهم السلام لأنّ الوسيلة بمعنى التقرّب والعرب استعملت الوسيلة في التوسّل بالإنسان كما في شعر عنترة :

انّ الرجال لهم إليك وسيلة * ان يأخذوك تكحلي وتخضبي

بل ورد في رواياتنا انّ المراد من الوسيلة المعصومون :

ففي عيون أخبار الرضا عليه السلام عن النبي صلّى الله عليه وآله قال : « الأئمّة من ولد الحسين ، من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله ، هم العروة الوثقى والوسيلة إلى الله ».

وعن أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى : ( وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) قال : « أنا وسيلته ».

وفي خطبة الزهراء عليها السلام المرويّة في « دلائل الإمامة للطبري » ، وفي « شرح نهج البلاغة » لابن أبي الحديد المعتزلي : « فاحمدوا الله الذي بنوره وعظمته ابتغى من في السماوات ومن في الأرض إليه الوسيله فنحن وسيلة في خلقه ونحن آل رسوله ».

وقد ذكر الحافظ أبي نعيم الإصبهاني في كتابه « نزول القرآن في علي » وكذلك الحافظ أبو بكر الشيرازي في « ما نزل من القرآن في علي » والإمام الثعلبي في تفسيره ، انّ المراد من الوسيلة في الآية الشريفه هم عترة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله.

وقد ورد في روايات السنّة والشيعة توسّل الأنبياء والرسل بأهل البيت عليهم السلام ، منها ما رواه السيوطي في تفسير الدر المنثور في قوله تعالى : ( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ ) [ البقرة : 37 ] قال : وأخرج ابن النجار عن ابن عبّاس قال : « سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله عن الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ، قال : سأل بحقّ محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت عليّ ، فتاب عليه ».

وفي رواية أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وآله انّ الله تعالى قال لآدم عليه السلام بعد ما رأى أشباحاً بالعرش وسئل عنهم : « هؤلاء خمسة من أولادك لولاهم ما خلقتك ولا خلقت السماوات والأرض ولا الجنّة ولا النار اشتققت أسمائهم من أسمائي ، فأنا المحمود وهذا محمّد وأنا العالي وهذا علي وأنا الفاطر وهذه فاطمة وأنا المحسن وهذا الحسن وأنا الإحسان وهذا الحسين فإذا كانت لك إليّ حاجة فبهؤلاء توسّل ». [ راجع الغدير ج 3 / 300 ]

وفي صحيح البخاري باب مناقب علي بن أبي طالب روى عن عمر استسقائه بالعبّاس قائلاً : « اللهم إنّا كنّا نتوسّل إليك بنبيّنا فتسقينا وانّا نتوسّل إليك بعمّ نبيّنا فاسقنا ».

قال الله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ) [ النساء : 64 ].

وهذه الآية تذكر ان من شروط قبول التوبة التوسّل بالنبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله حيث قال تعالى : ( جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ ) [ النساء : 64 ] ولم يقلّ ولو انّهم استغفروا الله لكان الله توّاباً رحيماً.

وهكذا بالنسبة إلى أولاد يعقوب النبي عليهم السلام : ( قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ) [ يوسف : 97 ] ، فتوسّلوا إلى أبيهم ليستغفر لهم مع انّه كان بإمكانهم ان يستغفروا بينهم و بين الله تعالى. ثم انّ يعقوب النبي عليه السلام لم يردعهم عن ذلك بل وافقهم ووعدهم بقوله : ( سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ ) [ يوسف : 98 ].

وفي فيض القدير ج 3 / 543 عن علي عليه السلام : « الدعاء محجوب عن الله حتّى يصلّي على محمّد وأهل بيته ».

وفي الصواعق المحرقه قال : اخرج الديلمي ان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « الدعاء محجوب حتّى يصلّي على محمّد وأهل بيته ».

اللهم صل على محمّد وآله.