من الذي يسبق الآخر الإيمان أم العمل ؟

طباعة

السؤال :

من الذي يسبق الآخر الإيمان أم العمل ؟

مثال : هل إيماني هو الذي يجعلني أقوم لصلاة الصبح أو أنّني يجب أن أصلّي حتّى يتحقّق لي الإيمان ؟ ولكن لا سبيل إلى العمل بجدّ دون إيمان ما المشكلة هل هو بالعزيمة أم ماذا ؟ وما العلاقة بين العزيمة والإيمان ، أيّهما يأتي قبل الآخر ؟ لأن صلاة الصبح هي مشكلتي وأملي فعندما أقوم بعمل مستحب مثلاً أقول في نفسي أنّك لا تصليّن الصبح وتأتين بالمستحبات ؛ فهل عدم إتياني لصلاة الفجر مشكلة يجب حلّها قبل العمل بغيره للسير على المنهج الصحيح وتكملة طريق جهاد النفس ؟

الجواب :

لا تلازم بين الاعتقاد والعمل ، ولا تقدم لأحدهما على الآخر ، وقد يصدر عمل من غير اعتقاد ، وقد يكون اعتقاد من دون عمل ، نعم للعمل أفضل الآثر ، وعند تكرّر الأعمال ومداومة الأفعال تتحقّق أكثر الآثار ، والعمل هو الذي يمهّد الطريق ، ويجلب التوفيق حتّى له أن يجذب الفريق.

قال الحكيم في كتابه الكريم : ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) [ الزلزلة : 7 ـ 8 ]. فلا يصح لأحد ترك المستحبات لأجل عدم إتيانه الواجبات ، ولا يجوز الإكتفاء بالواجبات والتهاون بالمندوبات ، فلكلّ عمل أثره ، ولكلّ فعل ثمرهُ ، ولكلّ سعي حاصله في الدنيا ، وعند الجمع ويوم الحساب : ( فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ) [ القارعة : 6 ـ 9 ]. صدق الله العليّ العظيم