هل الشيعة هي الفرقة الوحيدة التي تقول بالتقية ؟

طباعة

 

 

هل الشيعة هي الفرقة الوحيدة التي تقول بالتقية ؟ 

 

السؤال : لا يكاد يذكر التشيع إلا وتذكر التقية معه في محاولة لإثبات أنّه لو كان هذا المذهب صحيحاً لما لزم هذا النوع من النفاق الصريح كما يزعم أهل السنة .
ومن الروايات التي يحتجون بها قول الإمام الصادق « ليس منا من لم يلزم التقية » .
وقول الإمام الحسين عليه السلام : « والله ما عبد الله بشيء أحب إليه من الخبئ ، قيل وما الخبئ ، قال التقية »
فما مدى صحة هذه الروايات ؟
وإن كانت صحيحة فما الذي تدعو إليه ؟
وهل الشيعة هي الفرقة الوحيدة التي تقول بالتقية ؟ 
وكيف يمكنني الرد على مثل هذا الاتهام ؟

 

الجواب : من سماحة الشيخ هادي العسكري

 

لا يكاد يذكر التسنّن إلاّ ويذكر تجسيم الله تعالى عن ذلك ، وتجويز كفرالأنبياء ، وإمامة الفسقة والفجّار على المسلمين ، وحرمة الخروج على الولاة الظالمين ... وغير ذلك من الشنائع والقبائح والبدع والضلالات ...لكنّ الله سبحانه أمر المسلمين بالتحاكم إلى النبيّ صلى الله عليه وآله في كلّ ما شجر بينهم ، وجعل ذلك رمز الإيمان بالله والرسول ؛ إذ قال:{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}(النساء/65).
والنبي بدوره قال في الحديث المتواتر بين المسلمين : « إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي » ، فجعل النبيّ سُنّة الأئمة من عترته أهل بيته حجةً كما أنّ القرآن حجة . هذا هو الأمر الثابت في كلّ مسألةٍ بصورةٍ عامّة .
وفي خصوص « التقيّة » فإنّ المغرضين المعادين للقرآن والإسلام يجعلونها بمعنى « النفاق » ، والحال أنّها واردة في القرآن الكريم في قضيّة الصحابيّ الجليل الشهيد عمار بن ياسر رضي الله عنه ، وواردة في سيرة النبيّ الأكرم بل سائر الأنبياء عليهم السلام ، أمّا إذا لم يكن غرض فجهل .
ونوّد أن نذكّر كلّ خارجٍ عن مذهبنا يريد الاطّلاع على عقائدنا بانصاف وتعقّل أن يرجع إلى كتبنا المعتبرة ، لا إلى الكتب المؤلّفة ضدّنا .
ونودّ أن نذكرّكم ـ وسائر أخواننا من أبناء المذهب ـ مطالعة الكتب المعتبرة المستندة إلى الكتاب ، وإلى روايات أهل البيت ، وإلى العقل السليم لتكونوا على بصيرة كاملةٍ في أُموركم الاعتقادية والعملية .
وبإمكانكم قراءة الكتب المؤلّفة في خصوص مبحث « التقية » ، منها : الرسالة الصادرة عن مركز الرسالة من المؤسسات التابعة لمكتب المرجع الأعلى السيد السيستاني في قم ، فإنّها تغنيكم عن أي كتابٍ آخر.