الإنسان مجبر في أصل وجوده وإن كان مختاراً في أفعاله

طباعة
الإنسان مجبر في أصل وجوده وإن كان مختاراً في أفعاله
 
 
السؤال : في مسألة الوجود وعلاقتها بالجبر والتخيير، أنا اثنى عشري مؤمن بما هو مسلم عندنا من عقائد ولكن لا أدري قبلاً إن كان يجوز لي طرح مثل هذا التساؤل أصلاً أم لا ؟ وهل يعد طرحه في مقام التشكيك أم لا وهو : إن كنا نؤمن بأنّ الإنسان مخير في أعماله بعد إعطائه الإمكانيات التي يستطيع بها السير في طريق الحق أو الباطل ، ولو لم يكن مخيراً ، لبطل الثواب والعقاب ، ولانتفى الحساب والهدف من الخلق ، ولكن يأتي على البال مسألة الوجود في ذاته ألم يكن الإنسان مجبراً في ذات وجوده ، ولم يعطى الاختيار في أن يكون موجوداً أو غير موجود ، وكيف وما هو المقصود بكون الوجود نعمة كبرى ، وحسب المعنى كيف يمكن التوفيق بينه وبين عدم اختيار الوجود الذي قد يكون مآله أن يسلك الإنسان طريقاً باطلاً رغم كونه مخيراً بعد وجوده .
 
الجواب : من سماحة الشيخ هادي العسكري

كل إنسان مسؤول عن اعماله وافعاله وما يصدر منه باختياره وارادته ، من حركاته وسكناته ، ومن حسناته وسيئاته ، ولا يُسأل عما هو خارج عن نطاق عمله ، ولا يُعاقب عما لا سعي له بفضله ، ولا يشكل عليه ممّا هو خارج عن ارادته واختياره من لونه وطوله وقصره ، وايام حياته ، ومقدار بقائه ، وكل ما شابه ذلك ممّا لا يُحسب من عمله ، ولا يكون مأخوذاً عما هو مقهور عليه .