معنى البراق وما هي صفاتها ؟

طباعة

 

معنى البراق وما هي صفاتها ؟
 

السؤال : أريد أن أسأل عن معنى البراق وما هي صفاته ؟ مع ارفاق المصادر والمراجع التي استندتم عليها في الإجابة.
 

الجواب : من سماحة الشيخ محمّد السند

 

روى علي بن إبراهيم القمي صاحب التفسير بسند صحيح عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال : « جاء جبرئيل وميكائيل وإسرافيل بالبراق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأخذ واحد باللجام وواحد بالركاب ، وسوّى الآخر عليه ثيابه ، فتضعضعت البراق ، فلطمها جبرئيل عليه السلام . ثمّ قال : اسكني يا براق فما ركبك نبي قبله ، ولا يركبك بعده مثله . قال : فَرَقَتْ به ورفعته ارتفاعاً ليس بالكثير ، ومعه جبرئيل عليه السلام يريه الآيات من السماء والأرض ... »  تفسير القمي ج1 / 395.
وروى الصدوق باسناده عن عبد الرحمن بن غنم ، قال : « جاء جبرئيل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بدابة دون البغل وفوق الحمار ، رجلاها أطول من يديها ، خطوها مدّ البصر ، فلما أراد النبي صلى الله عليه وآله أن يركب امتنعت . فقال : جبرئيل إنّه محمّد ، فتواضعت حتى لصقت بالأرض ، قال : فركب ، فكلما هبطت ارتفعت يداها وقصرت رجاها ، وإذا صعدت ارتفعت رجلاها وقصرت يداها ، فمرّت به في ظلمة الليل على عير في أوّل العير ، فنفرت العير من دفيف البراق » أمالي الصدوق/364 .
 وروى العياشي عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « إنّ جبرئيل عليه السلام أتى بالبراق إلى النبي صلى الله عليه وآله ، وكان أصغر من البغل وأكبر من الحمار مضطرب الأذنين في حوافره خطوته مد البصر »  تفسير العياشي ج2 / 299 .
وروى الخصيبي في الهداية الكبرى باسناده عن الصادق عليه السلام : «
إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال لقريش : ... حتى ركبت على البراق وقد أتاني به جبرئيل عليه السلام ، وهو دابة أكبر من الحمار واصغر من البغل ، وخطوتها مد البصر،  فلما صرت عليه صعدت إلى السماء ..
» الهداية الكبرى/57 .
وروى العياشي عن أبي عبدالله عليه السلام : « في تشريع الأذان في المعراج وأنّ جبرئيل أتاه صلى الله عليه وآله .. فأيقظه وأمره أن يغتسل به ، ثمّ وضع في محمل له ألف ألف لون من نور،  ثمّ صعد به حتى انتهى إلى أبواب السماء » تفسير العياشي ج1 / 177 .
وفي كتاب صحيفة الإمام الرضا عليه السلام ص154 ، عنه عليه السلام : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله : سخّر لي البراق ، وهي دابة من دوّاب الجنة ، ليس بالطويلة ولا بالقصيرة فلو أنّ الله عز وجل أذن لها لجالت الدنيا والآخرة في جرية واحدة ، وهي أحسن الدواب لوناً » .
 وفي روضة الواعظين/122 في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله في صفة البراق : « وجهها كوجه الإنسان ، وخدها كخد الفرس ، عرقها من لؤلؤ مسموط ، وأذناها زبرجدتان خضراوان ، وعيناها مثل كوكب الزهرة يتوقدان مثل النجمين المضيئين ، لها شعاع مثل شعاع الشمس منحدر عن نحرها الجمان ، منظمومة الخلق ، طويلة اليدين والرجلين ، لها نفس كنفس الآدميين ، تسمع الكلام وتفهمه ، وهي فوق الحمار ودون البغل » .
فتحصل : أنّها دابة جسمها من مادة لطيفة أخروية نورانية ، ومن ثمّ خواصها في الحركة تختلف عن الجسم المادي الثقيل الغليط الدنيوي ، وإذا كانت بعض المواد الفيزيائية الدنيوية كبعض الطاقات اللطيفة كالنور والقوة الجاذبة بين الأجسام وغيرها تختلف خواصها عن المواد الغليظة كالتراب والمعادن ، فكيف بما هو ألطف من النور الحس الفيزيائي ، ومن كل طاقات المادة الفيزيائية الدنيوية ؟ ! وقد ثبت أخيراً عند علماء التجربة من علم الأثير أنّ حركة الروح بالبدن المنامي بسرعة لا تقاس مع حركات المواد الفيزيائية اللطيفة .