كيف السبيل إلى معرفة الناصب من المخالف

طباعة

 

كيف السبيل إلى معرفة الناصب من المخالف
 

السؤال : نحن نعرف أنّ النصب ، هو مناصبة المرء العداء لأهل البيت عليهم السلام ، إمّا لهم ، أو لشيعتهم ، كما أخبر الصادق ( ع ). لكن ما هي القيود الفعلية لتلك القضية ( اعني النصب ) ؟ كيف اعرف أن هذا مخالف لا ناصبي ، وانظر إليه نظرة المخالف فقط ، بينما انظر للآخر نظرة الناصبي.
دفعني إلى هذا السؤال إنّ كثير من الأخوة وقت النقاش والحماس يطلقون على أناس من المخالفين لفظ ناصبي دون أي حرج شرعي ، رغم أنّهم يعلمون مؤدى هذا اللفظ شرعاً ! أريد أن أعرف القيود من الأخوة الأفاضل مع ذكر أقوال علمائنا حتى يكون الكلام موثقاً  لا مفاهيم شخصية. وأريد أيضاً إرشادي إلى أهم الكتب المناقشة لمعنى النصب وأحكام النواصب .
 

الجواب : من سماحة الشيخ علي الكوراني

 

تعريف الناصبي ، محل خلاف بين فقهائنا رضوان الله عليهم ، وهي تعتمد على الموقف الشرعي ممّن خالف النبي صلى الله عليه وآله في أهل بيته وعصاه فيهم ، في حياته وبعد وفاته .. فأكثر فقهائنا يقولون:« إنّ الاُمّة بمخالفتها النبي صلى الله عليه وآله قد ضلّت ولم تكفر » .

ويستدلون بأحاديث متعددة ، منها : قوله لعلي عليه السلام : « ستغدر بك الاُمّة بعدي ، فسأله : أو أنزلهم في ذلك بمنزلة ردّة ، أم بمنزلة ضلالة ؟ قال : بل بمنزلة ضلالة ».
وقد استدلوا أيضاً بمعاملة الأئمة عليهم السلام لمن خالفهم من الاُمّة معاملة المسلمين .. الخ.
وبعض فقهائنا كالشهيد الثاني وصاحب الحدائق رحمهما الله ، ذهبوإلى أنّ مخالفة النبي صلى الله عليه وآله كفر وفسوق ، وتمسكوا لذلك بآيات وأحاديث ..وعلى هذا فالناصبي عند جمهور فقهائنا ليس هو كل مخالف لمذهبنا ، بل هو : المبغض الذي ينصب العداء لهم . . وعند الأقلية هو : « كل من خالف ..».
وقد بحث الفقهاء هذه المسألة مفصلاً في المصادر الفقهية ، في باب الطهارة _ باب نجاسة الكافر والناصبي .. كما ألف بعضهم فيها رسائل مستقلة ، ويمكنك مراجعة رسائل الشهيد الثاني المجلد الثاني .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .