لماذا نقيم ذكرى عاشوراء ونرتدي السواد ونحزن ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

لماذا نقيم ذكرى عاشوراء ونرتدي السواد ونحزن ؟ وما الهدف منه في الدنيا و الآخرة ؟

الجواب :

إنّ السرّ في إقامة ذكرى عاشوراء ومراسم العزاء على الإمام السبط الشهيد عليه السلام يكمن في أسباب استشهاده ونتائجه.

أمّا الأسباب فالخلاصة : هي أنّ الإمام لم يبايع يزيد ، لأنّه رأى أنّ البيعة معه إعطاء الشرعيّة لحكومته وتصرّفاته ، ويزيد رجل فاسق فاجر شارب للخمر ، ناكحٌ للمحارم منتهك للحرمات ، يريد القضاء على الدين من الأساس والعودة إلى الجاهلية الأولى (1) ، فضحّى الإمام عليه السلام بنفسه الشريفة ، وبأولاده وأصحابه من أجل بقاء الدين.

وأمّا النتائج فالخلاصة : هي فضيحة بني اُميّة ، وكشف الأستار عن واقع حالهم ، وحال المتقدّمين عليهم في الحكم ، وعن دسائسهم ضدّ هذا الدين والنبي وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام.

فالحسين خدم ديننا وضحّى من أجله ، ولأن نكون مسلمين مؤمنين فله هذا الحق العظيم ، فلا بدّ من إحياء ذكره وإبقاء قضيّته أداءً لحقّه ووفاءً لعهده ، وهذا أقلّ ما يمكننا القيام به. وشأننا في هذا ، شأن سائر أبناء المذاهب والشعوب تجاه من خدمها وضحّى من أجلها ، وهذه سنّة إنسانيّة وإسلاميّة دلّ عليها الكتاب والسنّة والسيرة النبويّة ، وعمل الصالحين من الاُمّة على مدى القرون والأعصار. والسلام عليكم.

الهوامش

1. راجع :

اللهوف في قتلى الطفوف « للسيد ابن طاووس » / الصفحة : 17 / الناشر : أنوار الهدى / الطبعة : 1 :

ثم أقبل ـ الحسين عليه السلام ـ على الوليد فقال : أيها الأمير إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة بنا فتح الله وبنا ختم الله ويزيد رجل فاسق ، شارب الخمر ، قاتل النفس المحرمة ، معلن بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله.

الطبقات الكبرى « لابن سعد » / المجلّد : 49 / الصفحة : 49 / الناشر : دار الكتب العلمية / الطبعة : 1 :

لما وثب أهل المدينة ليالي الحَرّة فأخرجوا بني أميّة عن المدينة وأظهروا عيب يزيد بن معاوية وخلافه أجمعوا على عبدالله بن حنظلة فأسندوا أمرهم إليه فبايعهم على الموت وقال : يا قوم اتّقوا الله وحده لا شريك له ، فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خِفْنا أن نُرْمى بالحجارة من السماء ، إنّ رجلاً ينكح الأمّهات والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة والله لو لم يكن معي أحمد من الناس لأبليتُ لله فيه بلاءً حسناً.

 
 

أضف تعليق

إقامة الشعائر

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية