مقامات أهل البيت ع

طباعة

مقامات  أهل البيت ع
 

السؤال : هل يصح القول بأنّ أهل البيت يمثلون صفات الله أو صفات الربوبية على الأرض ، وما معنى ذلك لو صح ؟
 

الجواب: من  سماحة الشيخ محمّد السند

 

قد ورد في الحديث النبوي : « تخلّقوا بأخلاق الله » ، كما ورد : « إنّ لله تسعة وتسعين اسماً ، فمن أحصاها دخل الجنة » ، أي : تخلّق بصفات تلك الاسماء المشتقة منها ؛ فيتصف بالرحمة في تعامله مع العباد والرحمة مشتقة من الرحيم ، ويتصف بالكرم ، وهي صفة مشتقة من اسم الكريم ، ويتخلق بالعزة عما في أيدي الناس ، وهي مشتقة من اسم العزير ، ويتصف بالعلم المشتق من اسم العليم ، ويتخلق بالحلم المشتق من اسم الحليم ، ويعفو عن الناس المشتق من اسم العفو ، وهكذا بقية المكارم والفضائل المشتقة من اسماء الله تعالى ، وقد ورد : « أنّ اقربكم إلى الله أحسنكم خلقاً » ، وهذا معنى الاتصاف والتخلق بأخلاق الله تعالى وصفاته من قسم صفات الفعل .
وقد ورد في قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}(الفتح/10). وفي قوله تعالى : { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى }(الأنفال/17).  فقد اسند فعل النبي صلى الله عليه وآله إلى فعله تعالى لكون النبي صلى الله عليه وآله كما قال تعالى:{وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}(النجم/3 ـ 4).
وقد ورد في الحديث النبوي : « لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها » .
وورد في قرب الفرائض : « إنّ العبد يكون يد الله وعين الله وسمع الله » ، وليس المراد من ذلك الحلول الباطل ونحوه بل يكون العبد مظهر مشيئات الله تعالى الفعلية .
وقد ورد نظير ذلك في الموت وقبض الأرواح فتارة أسنده إليه تعالى :{اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا }(الزمر/42). وأخرى اسنده إلى ملك الموت:{ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ }(السجدة/11). وثالثة اسنده إلى الملائكة اعوان ملك الموت:{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ}(النحل/28). ففعل ملك الموت بعد كون من إقدار الله تعالى : « وكون الملائكة عباد مكرمون لا يفعلون الا ما يؤمرون » أي : أن إرادتهم منطلقة من إرادة الله تعالى ، صح اسناد فعلهم إليه تعالى .
فكيف بثلة طهّرهم الله تعالى ، واذهب عنهم الرجس ، وأبعد عنهم الدنس ، وطهرهم تطهير : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}(الأحزاب/33). فهم لا يشاؤون إلا ما شاء الله تعالى ، فمن ثمّ ورد عن النبي صلى الله عليه وآله : « إنّ الله يرضى لرضا فاطمة ، ويغضب لغضبها »  .