ما هي العلّة من وراء تعدّد الرسل والأنبياء عليهم السلام ؟

طباعة

السؤال :

يرجى التفضل باعلامنا بما هي العلّة من وراء تعدّد الرسل والأنبياء عليهم السلام ؟

وهل توجد له علاقة مع مراحل تطوّر العقل البشري ؟ أو عصمة الأنبياء ؟

هل أن تبليغ رسالة السماء كانت على مراحل ؟

الجواب :

الأنبياء والرسل عليهم السلام معصومون ؟ جميعاً بلا استثناء.

أمّا تعدّدهم ، فلأنّ مقتضى لطف الله تبارك وتعالى بعباده هو بعث الرسل إليهم في كلّ زمان ، وفي كلّ مكان بحيث لا يخلو عصر من العصور ، ولا مجتمع بشري عن رسول مبعوث لهداية الناس ودعوتهم إلى الله تبارك وتعالى ، كي لا يبقى ولا إنسان واحد يعيش في عصر وفي مجتمع لم يبعث فيه نبيّ ، فلكي لا تكون لأيّ إنسان على الله حجّة ، كان لابدّ من أن لا تخلو الأرض من حجّة ، كما نقرأ ذلك في دعاء الندبة عن الأنبياء وتعدّدهم ، والعلّة في بعثهم :

وَكُلٌ شَرَعْتَ لَهُ شَرِيعَةً وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً وَتَخَيَّرْتَ لَهُ أَوْصِياءَ مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ إِلى مُدَّةٍ إِقامَةً لِدِينِكَ وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ ، وَلِئَلَّا يَزُولَ الحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَيَغْلِبَ الباطِلُ عَلى أَهْلِهِ وَلا يَقُولَ أَحَدٌ لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً

إذاً فلابدّ لكلّ إنسان من نبيّ مبعوث من قبل الله تبارك وتعالى لهدايته ، ولكي يُتاح للإنسان التصديق بنبوّة النبيّ ، لابدّ من أن تكون له معجزة أو معاجز يؤمن الإنسان من حلال مشاهدتها بنبوّته ؛ فالمعجزة دليل النبوّة ، وهي تختلف من عصر إلى عصر ، ومن مجتمع إلى مجتمع حسب اختلاف مراحل تطوّر العقل البشري ؛ فكان لابدّ من تعدّد الرسل والأنبياء ، أو كان لابدّ من اختلاف المعاجز والأدلّة على نبوّتهم ورسالتهم ، وذلك لتعدّد المجتمعات واختلافها ، والله العالم.