ما هو سبب ذهاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى الطائف ؟

طباعة

السؤال :

الاستفسار عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وانتقاله إلى الطائف ، حيث ان دعوته وصلت إلى حالة ركود وانكماش بسبب تعذيب قريش للمؤمنين ، وهذا جعله ينتقل إلى الطائف ، يلتمس النصرة من ثقيف ، فردّوا عليه ردّاً منكراً ، وجعلوا يرمونه بالحجارة.

وثمّ انّ تحليل تجربة الطائف انّها :

1 ـ ان الطائف لاتصلح قاعدة ارتكاز لدعوته صلّى الله عليه وآله وسلّم ، نظرا لعلاقتها الوثيقة وارتباطها بأهل مكّة.

2 ـ انّها لاتبعد الّا حوالي ٤٠ ميلاً عن مكّة ، ممّا يجعلها غير مأمونة من هجمات قريش ومباغتتها.

3 ـ عرض الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم نفسه للأذى في وسط معاد ، ممّا أدّى إلى محاصرته وإحباط دعوته كيف يذهب إلى الطائف مع كلّ هذا ، بحيث انّه معصوم وقراراته من عند الله ، فلماذا ذهب مع كلّ هذه الأمور ولم يذهب إلى المدينة مباشرة ، وليس بعد محاولة لم تنجح ، والمدينة :

1 ـ تبعد ٢٥٠ ميلاً عن مكّة ممّا يجعلها آمنة من هجمات قريش المتتالية والمفاجأة.

2 ـ مهيّأه اجتماعيّاً لتكون قاعدة ارتكاز للدعوة ، فإن طول النزاع القبلي بين سكّانها من الأوس والخزرج واليهود ، جعلها منطقه مفكّكة اجتماعيّاً ، فلا تستطيع ان تتماسك أمام رياح الاسلام.

3 ـ وباعتبار يثرب غنيّة بإمكانيّاتها الماديّة.

4 ـ ان النبي لديه خوال من بني النجار.

5 ـ وهي تسيطر على طريق تجارة مكّة ـ الشام.

فأرجو توضيح هذه الشبهه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجواب :

لم يكن ذهاب النبي صلّى الله عليه وآله إلى الطائف لأجل جعلها مركزاً للدعوة الإسلام ، ولا لأجل اتّخاذها مقرّاً له وللمسلمين فراراً من أذى المشركين ، بل لأجل انّ قريش حاصروا النبي صلّى الله عليه وآله حصاراً شديداً ، ومنعوا من نشر دعوته بين القبائل الأخرى بشتى الأساليب ، فكان كلّ من يدخل مكّة من القبائل الأخرى يلتقى به المشركون من قريش ، ويحذرونه من الاقتراب من النبي صلّى الله عليه وآله ، واستماع كلامه وكلام أصحابه باعتباره مجنوناً أو ساحراً أو معادياً للآلهة ؛ فاضطرّ النبي صلّى الله عليه وآله إلى الخروج من مكّة لكي يلتقى بسائر الناس ، فاختار طائف وقبيلة ثقيف ؛ لأنّها قبيلة معروفة لها ارتباط وثيق بالقبائل الأخرى. فبلّغهم الدعوة ، وقرأ عليهم القرآن ، وكان هذا يكفي حتّى لو قابلوه بالرد والمعارضة ؛ لأن العقلاء منهم ومن سائر القبائل يضطرون بحكم العقل إلى الفحص عن الحقيقة ، ولو بالملاقاة مع النبي وأصحابه في مكّة ، والسؤال عن حقيقة أمره.