إثبات مصادر نهج البلاغة عن طريق الشيعة

طباعة
إثبات مصادر نهج البلاغة عن طريق الشيعة
السؤال :  السّلام عليكم : دمتم بأمان الله
أرجوكم وبسرعة أن ترسلوا لي الإجابة عن هذا السؤال الذي طرحه أحد الأشخاص في أحد المواقع ، بحقّ صاحب الزمان ، أرجو الجواب في هذا الوقت ، وهذا هو السؤال : مَن يثبت لي من الشيعة نسبة كتاب نهج البلاغة للإمام عليّ (كرم الله وجهه) ؟ شريطة أن لا يرد من كتب أهل السنّة .
أرجوكم أجيبوني ؛ لأنّ الغيرة والحميّة على أهل البيت (عليهم السّلام) تقتلني ، ولا أعرف كيف أردّ عليه .

الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدى
راجع كتاب (مصادر نهج البلاغة) ، والجزء الأوّل من كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي .
وعلى كلّ حال فنهج البلاغة مجموعة من خطب ورسائل وكلمات الإمام أمير المؤمنين ( عليه السّلام) ، جمعها السيّد الرضي الذي هو من أعلام الإمامية ، وأقطاب المذهب الجعفري ، وكان من حيث الورع والعدالة حائزاً على مرتبة من العصمة ، كما أنّه كان من أهل الخبرة والاطّلاع في العلوم والفنون المختلفة ، وخصوصاً في الأدب والبلاغة والفصاحة ، وكان متمكّناً  من تمييز كلام إمام الفصحاء والبلغاء عن كلام غيره ، وإنّما لم يذكر إسناده إلى هذه الخطب لعلمه الكامل بصدورها من الإمام أمير المؤمنين ( عليه السّلام) ، قد روي أكثر خطب نهج البلاغة في كتب الأعلام من علماء الشيعة والسنّة قبل أن يولد السيّد الرضي (قدسّ الله سرّه الشريف) .
وعلى سبيل المثال نقول : خطبة الشقشقية التي يشكّك فيها بعض أهل السنّة ، ويدّعي عدم صدورها من أمير المؤمنين ( عليه السّلام) قد رواها قبل السيّد الرضي جماعة كثيرون من العلماء ، وذكروا أسنادهم إلى الإمام عليّ ( عليه السّلام).
فقد روى الشيخ الصدوق في معاني الأخبار ، وعلل الشرائع عن شيخه محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه عن البرقي ، عن أبيه ، عن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ...الخ .
ورواها الصدوق في معاني الأخبار وعلل الشرائع بسند آخر عن الطالقاني ، عن الجلودي ، عن أحمد بن عمار بن خالد ، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن عيسى بن راشد ، عن عليّ بن حذيفة (خزيمة) ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس .
ورواها الشيخ الطوسي في أماليه بسنده عن الإمام الباقر ( عليه السّلام) ، عن ابن عبّاس .
ورواها سبط ابن الجوزي من علماء أهل السنّة في التذكرة ، وابن عبد ربّه في الجزء الرابع من كتابه (العقد الفريد) .
قال في شرح نهج البلاغة (1 : 205 ـ 206 ) : « وقد وجدت أنا كثيراً من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي ـ إمام البغداديين من المعتزلة ـ ، وكان في دولة المقتدر قبل أن يخلق السيّد الرضي بمدّة طويلة ، و وجدت أيضاً كثيراً منها في كتاب أبي جعفر بن قبة أحد متكلّمي الإمامية ، وكان من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي ، ومات قبل أن يكون الرضي موجوداً » . وقس على ذلك سائر الخطب والرسائل والكلمات القصار والمواعظ .