هل يحتاج الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى واسطة بينه وبين الله ؟

طباعة

هل يحتاج الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى واسطة بينه وبين الله تعالى وهو  أفضل من جبرئيل عليه السلام وأعلم منه ؟

 

لا يدلّ وساطه جبرئيل في إيصال الوحي إلى الأنبياء عليهم السلام على أنّه أفضل منهم بل شأنه شأن كلّ واسطة بين الناس ، فإذا أرسل الملك مبعوثاً إلى ملك آخر وصار واسطة بينهما هل يكون الوسيط أفضل من الملك المبعوث إليه ؟ وقد دلّت الروايات على انّ جبريل كان لا يدخل على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حتّى يستأذنه إكراماً له وكان يقعد بين يديه جلوس العبد بين يدي مولاه.

قال الصدوق في [ اعتقاداته ] : « الاعتقاد في نزول الوحي من عند الله عزّ وجلّ بالأمر والنهي ؛ إعتقادنا في ذلك انّ بين عيني إسرافيل لوحاً فإذا أراد الله عزّ وجلّ أن يتكلّم بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل فينظر فيه فيقرأ ما فيه فيلقيه إلى ميكائيل ويلقيه ميكائيل إلى جبرئيل عليه السلام ويلقيه جبرئيل إلى الأنبياء ».

ولعلّ مراده من اللوح الذي يكون بين عيني إسرافيل هو اللوح المحفوظ ، فقد ثبت بالأخبار المستفيضة انّ جميع الكتب التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه أثبتها في اللوح المحفوظ قبل خلق السماء والأرض ثمّ ينزل منها بحسب المصالح في كلّ وقت وزمان.