مإذا تقولون في زواج الخليفة عمر من بنت الإمام علي ، أليس هذا الزواج قد وقع

طباعة

مإذا تقولون في زواج الخليفة عمر من بنت الإمام علي ، أليس هذا الزواج قد وقع

     السؤال : مإذا تقولون في زواج الخليفة عمر من بنت الإمام علي ، أليس هذا الزواج قد وقع ؟ وبالتالي ينتفي كلامكم وشبهاتكم حول عمر من حيث غصبه الخلافة ؛ لأنّ فعل علي ( المعصوم ) حجة لديكم ، وقد زكى علي عمرَ بتزويجه بنته .. فلا بدّ أنّه اختار لابنته رجلاً طيباً طاهراً ، وفي معرض هذا الكلام يجدر بي التنويه إلى رواية عن الصادق ( مضمونها ) : أنّه سئل عن هذا الزواج فقال بأنّ ( فرج غُصبنا عليه ) وهي مذكورة في كتاب الإستغاثة للشيخ أحمد الكوفي ( مع إنّي قرأت تضعيفا لهذا الرجل من عدة علماء منكم .. منهم السيد الخوئي في كتابه البيان ، ومنهم الطوسي حسبما أذكر ).

     كما قرأت تضعيفا لهذه الرواية القائلة بالتزويج من شيخكم المفيد حيث اعترض على أحد رجالها ، وهو الزبير بن بكار.

     ومع ذلك فإني أحب أخذ الأمور من أصحابها وبالتفصيل ما احتاج الأمر لذلك ؟ 

     وأخيرا أقدر لكم موضوعيتكم وأهيب بأخوتي المسلمين أن ينهجوا معكم طريق الحوار الموضوعي الهادئ لنتأكد ممّا نسمعه حيث أنّ كثيراً ممّا سمعته قد وجدته تهما لا طائل لها ، يشيعها من يود الفرقة بيننا وبينكم بإخوتنا في الله ...


     الجواب : من سماحة السيّد علي الميلاني 

 


     تسألون عن وقوع هذا الزواج ؟ هل على أساس مصادر أهل البيت أنفسهم ، الراوية بالأسانيد المعتبرة عنهم ، أو على أساس مصادر غيرهم ؟

     أمّا في مصادر غيرهم فلا الزواج قد وقع فقط ، بل إنّه أولدها بولدٍ أو أكثر !! بعد أن كان عليّ قد أرسلها إليه ، وقد أمر بتجميلها !! لينظر إليها أمام الناس !!! فقبلها وأخذ بساقها أمام الناس !!! ... إلى غير هذه الأشياء من الأكاذيب والأباطيل ... التي لا يصدّق بها ذو غيرةٍ وشرفٍ من بني الإنسان فضلاً عن المؤمن !

     وأمّا في مصادر روايات أهل البيت ؛ ففي ( الكافي ) بسندٍ صحيح عن الصادق عليه السلام أن ذاك فرج غصب منّا .
وفيه بسندٍ صحيح أنّ عمر لمّا مات جاء علي وأخذ بيد ابنته وأخذها إلى بيته ... وليس في سند صحيح عن أهل البيت أنّه دخل بها فضلاً عن أن يكون قد أولدها .

     أماّ مسألة الإرعاب والتهديد من عمر لعلي وأهل البيت في هذه القضيّة ، فهو مذكور في كتب الفريقين ، وإلى ذلك أشار الإمام عليه السلام في الرواية المزبورة ، فأصل الزواج لم يكن عن رغبةٍ أصلاً .

     وقد بحثت هذه المسألة بصورة موضوعيّة مفصّلة ، وعلى ضوء كتب الفريقين ، في رسالةٍ خاصّة مطبوعة ضمن كتاب ( الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في كتب السُنّة ) ، وعليكم بالرجوع إليها .