ما المانع من رؤية الله يوم القيامة

طباعة
ما المانع من رؤية الله يوم القيامة
السؤال : ما المانع من رؤية ربّنا يوم القيامة ، وربّنا يقول : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } {القيامة/22 ـ 23}  . والأحاديث الواردة في مسالة الرؤية كثيرة ، وماهو قول علماء أهل البيت (عليهم السلام) الثابت عنهم في ذلك .
ثمّ ألاّ يدلّ قوله تعالى: { كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } {المطففين/15}. على أنّ المؤمنين يتنعّمون يوم القيامة برؤية علاّم الغيوب .
واختم بقول أحد كبار التابعين ، وهو الحسن البصري الذي تربّى في كنف إحدى أمّهات المؤمنين : تلك وجوه حقّ لها أن تنظر ، وقد نظرت إلى ربّ العالمين ؟

الجواب: من  سماحة السيّد علي الميلاني
المانع هو الدليل العقلي والنقلي على أنّ الله تعالى ليس بجسم ، وما ليس بجسم ، فلا يرى مطلقاً ، والقرآن الكريم يفسّر بعضه بعضاً ، وهذه الآية ونحوها لا بدّ من حملها على ما هو أظهر منها :
كقوله تعالى لموسى : { لَنْ تَرَانِي} {الأعراف/143} .
وقوله لأصحابه :{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَةُ ...} {البقرة/55} .
وقوله تعالى : { لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } {الأنعام/103}. وهو مطلق ، وغيرها من الآيات ، وعلى فرض عدم وجود ما يدلّ على الامتناع في القرآن ، ففي الأدلّة العقلية والنقليّة القطعية كفاية .
والأحاديث الواردة كلّها عاميّة ، وقول أهل البيت (عليهم السلام) الثابت عنهم هو الامتناع كما في ( الكافي ) للكليني (رحمه الله) ، و (كتاب التوحيد ) للصدّوق (رحمه الله) وغيرهما من كتب مشايخ الطائفة ، وأقوال الصوفيّة لا اعتبار بها في مثل هذه المسائل الأساسيّة المهمة .