لماذا نجد بعض علماؤنا يخرّجون بكتبهم روايات مستندة إلي أبي هريرة ؟

طباعة

السؤال :

بسم الله الرحمن الرحيم

المعروف أنّ أبا هريرة مشهور بالكذب على الله ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فلماذا نجد بعض علماؤنا الأعلام يخرّجون بكتبهم سواء الفقهيّة أو العقائديّة روايات مستندة إليه أو يكون هو راويها ؟

علماً أنّ بعض مرويّاته موجودة في مصادرنا لا على سبيل الإلزام بل الإيراد والإسئناس بقوله ؟

الجواب :

أبو هريرة كان مشهوراً بالكذب والتدليس ، ولكنّ ليس معنى ذلك أن كلّ ما يرويه كذب وإفتراء وأنّه لم يصدر عن الله ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم بل من المحتمل صحّة بعض رواياته ولو لأجل أنّه سمعه من الثقاة ، وإنّما أسنده إلى الله ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم بحيث يتخيّل السامع أنّه سمعه من الله ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهذا هو التدليس.

وعلى كلّ حال فيمكن للفقيه أن يستند إلى بعض رواياته من باب التأييد لا الاستدلال على الحكم الشرعي ، لأنّ مجرّد احتمال عدم كذبه في هذا المورد الخاصّ يكفي في مرحلة التأييد ، مع وجود دليل آخر معتبر على الحكم.

والغالب أنّ علماءنا يذكرون رواياته من باب الإلزام وإن أُعتقدوا عدم صحّتها ، أو من باب الإلزام والتأييد مع ثبوت مضمونها عندهم بأدلّة معتبرة أخرى.