هل عمر بن الخطاب ضرب أبي هريرة لكذبه على رسول الله ؟

طباعة

السؤال :

هل عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الذي ضرب أبي هريرة رضي الله عنه لكذبه على الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟

الجواب :

امّا ضربه لأبي هريرة لم يكن لأجل مجرّد كذبه ، بل لأجل انّ عمر كان مخالفاً لنقل الأحاديث النبويّة حتّى لو كانت صحيحة ومعتبرة ، بل كان مذهبه ومسلكه هو ما صرّح به من قوله : « حسبنا كتاب الله » (1) ، وقد كان الصحابة الثقاة والعدول يخافون من عمر ولا يرون الأحاديث النبويّة.

وإليك النصوص الآتية :

روى ابن سعد عن عبد الله بن العلاء قال : سألتُ القاسم يُمْلي عليّ أحاديث فقال : إنّ الأحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطّاب فنأشد الناسَ أن يأتوه بها فلمّا أتوه بها أمر بتحريقها ... . (2)

وعن عبد الرحمن بن عوف قال : « ما مات عمرُ بن الخطاب حتى بعثَ إِلى أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجمعهم من الآفاقِ عبد الله ابن حذافة و أبا الدرداء وأبا ذر وعقبة بن عامر فقال : ما هذه الأحاديث التي أفشيتم عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الآفاق ؟ قالوا : أتنهانا ؟ قال : لا أقيموا عندي لا والله لا تفارقوني ما عشتُ فنحنُ أعلمُ نأخذُ عنكم ونردُّ عليكم فما فارقوه حتى مات. (3)

أخبرنا سفيان بن عيينة عن بيان عن الشعبيّ قال : قال قرظة ابن كعب الأنصاري أردنا الكوفة فشيعنا عمر إلى صرار فتوضأ فغسل مرّتين وقال : تدرون لم شيعتكم ؟ فقلنا : نعم ، نحن اصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : إنّكم تأتون أهلَ قرية لهم دويّ بالقرآن كدويّ النحل فلا تصدّوهم بالأحاديث فتشغلوهم ، جَردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، امضوا وأنا شريككم. (4)

وفي رواية اخرى : انّكم تأتون أهل قرية لها دويّ بالقرآن كدوي النحل فلا تبدونهم بالأحاديث فيشغلونكم جردوا القرآن واقلّوا الرواية عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وامضوا وأنا شريككم فلما قدم قرظة قالوا : حدّثنا قال نهانا ابن الخطاب. (5)

الهوامش

1. الطبقات الكبرى « لابن سعد » / المجلّد : 2 / الصفحة : 244 / الناشر : دار صادر ـ بيروت.

2. الطبقات الكبرى « لابن سعد » / المجلّد : 5 / الصفحة : 188 / الناشر : دار صادر ـ بيروت.

3. كنز العمال « للمتقي الهندي » / المجلّد : 10 / الصفحة : 293 / الناشر : مؤسسة الرسالة ـ بيروت / الطبعة : 5.

4. الطبقات الكبرى « لابن سعد » / المجلّد : 6 / الصفحة : 7 / الناشر : دار صادر ـ بيروت.

5. مستدرك الحاكم « للحاكم النيسابوري » / المجلّد : 1 / الصفحة : 102 / الناشر : دار الفكر.