لماذا نحن الشيعة نعمم الخمس ولا نعمم الزكاة ؟

طباعة

السؤال :

لدينا آية الخمس الوحيدة في القران الكريم ولدينا ما يعلو عن 50 آية عن الزكاة ، ولدينا آيات تقرّ بانّ الذي يؤدي الزكاة له المغفرة مرّة ، وله الجنّة مرّات [ سورة طه ] وليس لدينا سورة تقول انّ من يؤدّي الخمس له الجنّة ، فلماذا نحن الشيعة نعمّم الخمس ولا نعمّم الزكاة ؟ وخاصّة انّ ورود آية بالزكاة في سورة الليل ( يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ ) [ الليل : 18 ] تطال شريحة واسعة هائلة من المسلمين.

الجواب :

في الحقيقة الخمس واجب مالي كالزكاة بل هو بديل عن الزكاة ، فكلّ آية ورد فيها وجوب الزكاة أو حسن التصدّق واستحبابه تشمل الخمس أيضاً. فقد ورد في الروايات الكثيرة من طرف الشيعه والسنّة انّ الله تعالى حرّم الزكاة على النبي صلّى الله عليه وآله وبني هاشم تكريماً لهم وعوّضهم بالخمس ، فالخمس مثل الزكاة. غاية الأمر الزكاة تعطى للفقراء والمساكين غير بني هاشم والخمس يعطى نصفه للسادة وبني هاشم.

والآيات الآمرة بالزكاة والصدقة تشمل الخمس أيضاً فقوله تعالى : ( وَآتُوا الزَّكَاةَ ) ، أو قوله تعالى : ( يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ ) ، وقوله : ( قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ) ونحو ذلك يعمّ الزكاة المصطلحة والخمس لانّ الخمس عوض عن الزكاة.

نعم قوله تعالى : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ ... ) [ التوبة : 60 ] يختصّ بالزكاة التي تعطى لغير بني هاشم ، كما انّ قوله ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ ... ) [ الأنفال : 41 ] يختصّ بالمال الذي يدفع إلى السادة وبني هاشم.

ولا يكون أهميّة الخمس وتعميمه أقلّ من أهميّة الزكاة وتعميمه ، لانّ الخمس على قسمين سهم الإمام ويصرف في مصالح الإسلام ، وسهم السادة ويعطى للفقراء من بني هاشم. كما انّ عدد من يجب عليه الخمس لا يكون أقلّ من عدد من يجب عليه الزكاة والعمدة انّ الزكاة في كثيرة من الآيات الدالّة على الحثّ عليها يراد به الصدق وهي تشمل الخمس.