من هو المخلّد في النار ؟

طباعة

السؤال :

من هو المخلّد في النار ؟ هل كلّ كافر مخلّد في النار ؟ وهل القاتل والزاني ومن ينتحر مخلّد في النار حتّى وإن تاب ؟

وما معنى حديث الفرقة الناجية ؟ هل معناه بأنّ كل مخالف لنا كافراً كان أم ملحداً أم كتابياً أم سنّياً أم غيره من بقيّة المذاهب الإسلاميّة هو في النار ؟

ولو كان ذلك هو المقصود ، فهل هم مخلّدون فيها أم يعذبون إلى أمد ، ثمّ يخلى سبيلهم ؟

وهل الحديث الشريف يقصد المعاندين منهم أم يقصد الجميع ؟

وماذا عن السنّي أو الزيدي أو الإسماعيلي أو غيره أو الكافر غير المعاند والذي لو انجلى له الحقّ لاتبعه ، ولكنّه افترض صحّة ما هو عليه ، وصدق ما يقال له بناء على حسن نيّته كأغلب الناس البسطاء من عامّة المسلمين أو حتّى غير المسلمين ، هل يدخلون النار ، وهل هم مخلّدون فيها ؟

وهل نعتبر البحث والتقصي عن الحقيقة واجباً ؟ وإذا استثنينا الهبل وقصار العقول والمجانين وأشباههم والذين هم مشمولون لرحمة الله ، وإذا استثنينا المعاند والجاحد والمحارب والذي هو مخلّد في الدرك الأسفل ، ما هو حكم عامّة الناس ؟

وهل يختلف الحكم بالنسبة لغير المتعلّم والمثقّف ورجل الدين ؟

وهل كلّ الشيعة الإثني عشرية في الجنّة خالدون ؟ سواء بسواء في ذلك بين الفاسق والمؤمن ؟

وهل يعتبر كلّ من لا يوالي عليّاً وأهل بيته بمعنى أنّه لا يؤمن بإمامتهم فاسقاً حتّى ولو أقام الصلاة وصام رمضان وأقام الشرائع ، وأحبّهم لقرابتهم من النبي وأقرّ بفضلهم ، أم أنّ الفاسق هو من لا يحبّهم ويعاديهم ؟

وإذا كان كلّ من قال لا إله إلّا الله ، فقد دخل الجنّة ، فما الفرق حينئذ بين الموالي الذي أفنى عمره في حبّ أهل البيت وغيره من المخالفين ؟

وإذا كان كلّ الشيعة يدخلون الجنّة لولايتهم لأهل البيت وأغلبهم ولد على التشيّع دون بحث أو عناء ، فما ذنب المخالف ليدخل النار ؛ لأنّه ولد مخالفاً ، والشيعي يدخل الجنّة ؛ لأنّه ولد موالياً ؟ ألا يعتبر ذلك ظلماً في مفهوم العقلاء ؟

وهل يشفع رسول الله لمن لا يوالي عليّاً وأهل بيته من أمّته ؟

وهل يشفع لهم أهل البيت ؟

الجواب :

نعم الكافر مخلد في النار لقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ كَفَرُ‌وا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِ‌جُونَهُم مِّنَ النُّورِ‌ إِلَى الظُّلُمَاتِ النَّارِ‌ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) [ البقرة : 257 ].

وأمّا الزاني : فإذا تاب تاب الله عنه ، بل وهكذا القاتل إذا تاب قبل القصاص.

وأمّا المنتحر : فلا تتصوّر في حقّه توبة بعد انتحاره ، ولكن يمكن أن تدركه شفاعة أو مغفرة.

وأمّا الفرقة الناجية : فهي الفرقة السائرة على خطّ أهل البيت عليهم السلام .

وأمّا المخالف : لأهل البيت عليهم السلام ، فهو إذا كان معانداً أو مقصراً في البحث ، فلا يكون معذوراً.

وأمّا الشيعة : فلا يحكم عليهم جميعاً بدخول الجنّة بل الفاسق يستحق النار إلّا أن تدركه شفاعة أو مغفرة.