ما الدليل على من خفّت موازينه يكون من المؤمنين ؟

طباعة

السؤال :

نجد حديثاً في باب الشفاعة يدلّ على أنّ المؤمن لا يخلّد في النار ، وهكذا أنّ الميزان لا يوضع إلّا للمؤمنين ، فيكون من خفّت موازيه مؤمناً ، وإلّا لو لم يكن مؤمناً لا يقبل منه شيئاً يوضع في ميزانه حتّى يكون خفيفاً أو ثقيلاً.

فهناك دليلان أن من خفّت موازينه يكون من المؤمنين :

أوّلاً : أنّ غير المؤمن لا يوضع له ميزان.

ثانياً : أنّه لا يقبل منه شيئاً قليلاً أو كثيراً فكيف يكون هو خالداً في النار.

هل يوجد إشكال في الأحاديث ؟ أم أنّ مفهومه شيء آخر ؟

الجواب :

لم نعرف وجه السؤال ؟ فالمؤمن لا يخلّد في النار بلا إشكال كما أنّ الإيمان هو الشرط الأساسي والضروري لقبول الأعمال الصالحة الأُخرى حسبما تنصّ عليه النصوص الكثيرة.

أمّا الخلود في النار فمقياسه العناد ، وعدم التسليم للّه وللحقيقة فنحن نقرأ في دعاء الكميل : « فَبِالْيَقينِ اَقْطَعُ لَوْ لا ما حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذيبِ جاحِديكَ ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ اِخْلادِ مُعانِدِيكَ ، لَجَعَلْتَ النّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً ، وَما كانَت لاَِحَد فيها مَقَرّاً وَلا مُقاماً ، لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ اَسْماؤُكَ ، اَقْسَمْتَ اَنْ تَمْلاََها مِنَ الْكافِرينَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ اَجْمَعينَ ، وَاَنْ تُخَلِّدَ فيهَا الْمُعانِدينَ » ، والمؤمن لا يكون معانداً وإلّا لم يكن مؤمناً ، فإنّ الإيمان عبارة عن خضوع العقل والقلب معاً تجاه الحقّ ، واستسلام الفكر والمشاعر أمام اللّه تبارك وتعالى ، فالحديث لا إشكال فيه ، واللّه العالم.