متى تكون المحنة ابتلاءً ، ومتى تكون عقاباً ؟

طباعة

السؤال :

متى تكون المحنة ابتلاءً ، ومتى تكون عقاباً ؟

الجواب :

المحنة في الدنيا ابتلاء ، وفي الآخرة عقوبة.

أمّا أنّها في الدنيا ابتلاء ، فلأنّ الدنيا ليست دار الجزاء أساساً ، ولم تُصمّم بالشكل الذي يؤهّلها لكي تكون محلّاً مناسباً لمنح المثوبات والعقوبات ، وإعطاء كلّ شخص جزاءه المناسب له ، بل هي دار الابتلاء والامتحان والعمل والزرع ، أمّا الحصاد ففي الآخرة.

طبعاً هذه المحنة التي يواجهها الإنسان في الدنيا من دون أن يكون السبب في إيجادها.

أمّا المحنة الناتجة من العمل الذي قام به الإنسان فهي أثر عمله شاء أم أبى ، فإنّ الدنيا يسوده نظام العلّية وهي دار الأسباب والمسبّبات ، فلكلّ عمل نتيجته طبيعيّة وحتميّة ، فإذا كانت المحنة نتيجته طبيعية لعمل الإنسان فهي لا امتحان وابتلاء إلهي ولا عقوبة إلهيّة.

وأمّا أنّ المحنة في الآخرة عقوبة ، فلأنّ الآخرة هي دار الجزاء أساساً وليست دار العمل والابتلاء ، فكلّ محنة يواجهها الإنسان هناك هي في الواقع لون من ألوان العقوبة الإلهيّة ، والله العالم.