ما هي أهميّة الفعل الإختياري في كمال الروح ؟

طباعة

السؤال :

ما هي أهميّة الفعل الإختياري في كمال الروح ؟

الجواب :

الروح يتكامل بسبب الطاعات والعبادات والأعمال الصالحة ، ومن المعلوم أنّ العمل الصالح أو الطاعة لا تحصل إلّا بالفعل الصادر من الإنسان بالإرادة والإختيار ؛ فإن سموّ الروح ووصوله إلى المقامات العالية يتوقّف على العمل الإختياري.

قال الله تعالى : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) (١).

وعنه صلّى الله عليه وآله :

« هو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ، إذا قالها العبد عرج بها الملك إلى السماء فحيّا بها وجه الرحمن ، فإذا لم يكن له عمل صالح لم يقبل ». (٢)

قال العلّامة الطباطبائي في الميزان :

« وصعود الكلم الطيب إليه تعالى هو تقربه منه تعالى إعتلاء وهو العليّ الأعلى رفيع الدرجات ، وإذ كان اعتقاداً قائماً بمعتقده فتقرّبه منه تعالى تقرّب المعتقد به منه ، ثمّ انّ الإعتقاد والإيمان إذا كان حقّ الإعتقاد صادقاً صدّقه العمل ولم يكذّبه ـ أيّ : يصدر منه العمل على طبقه ـ فالعمل من فروع العلم وآثاره التي لا تنفكّ عنه وكلّما تكرّر العمل زاد الإعتقاد رسوخاً وجلاءًا وقوي في تأثيره ؛ فالعمل الصالح ـ وهو العمل الحري بالقبول ـ يعين الإعتقاد الحقّ في ترتّب أثره وهو والصعود إليه تعالى ، فالعمل الصالح يرفع الكلم الطيب ». (٣)

فالتقرّب إلى الله تعالى بسبب الإعتقاد الحقّ الذي هو عبارة اُخرى عن سموّ الروح وتعاليه يتوقّف على العمل الصالح الذي يصدر بالإرادة والإختيار ، فانّ الآية تصرح بأنّ العمل الصالح يرفع الكلم الطيب ، وصعود الكلم الطيّب الذي هو الإعتقاد الحقّ إلى الله تعالى يعني تقرّب المعتقد بذلك الإعتقاد من الله تعالى.

الهوامش

١. فاطر : ١٠.

٢. تفسير كنز الدقائق / المجلّد : ٨ / الصفحة : ٣٢٦ / الناشر : مؤسسة النشر الإسلامي.

٣. تفسير الميزان / المجلّد : ١٧ / الصفحة : ٢٣ / الناشر : مؤسسة إسماعيليان / الطبعة : ٥.