هل الشيخيّة فرقة من فرق الشيعة ؟

طباعة

السؤال :

هل الشيخيّة فرقة من فرق الشيعة ؟ وهل عقائدها كما يقال هي الأبلغ والأصحّ ؟ ومرجعهم هو شخص مسدّد من عند الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف وأهل البيت ؟ وهل مشايخهم الكرمانيين في إيران هم سادة موسويّة ؟

وجزاكم الله خير الجزاء

الجواب :

الشيخيّة فرقة من الشيعة الإثنى عشريّة ويعتقدون بالأئمّة الإثني عشر ، ولكن حصل عندهم بعض الإنحرافات العقائديّة لكنّهم لا يقرّون بذلك ويؤولّون كلام مشايخهم ويدعون أنّهم كانوا مستقيمين في العقيدة.

والأصل في الشيخيّة هو الشيخ أحمد الأحسائي وإليه تنسب الشيخيّة ، وقد اشتهر عنه أنّه أنكر المعاد الجسماني ـ بهذا الجسم العنصري ـ ، وادّعى انّ المعاد يكون بالجسم المثالي ـ الهورقليائي ـ ، ويكون الحشر في القيامة نظير عالم البرزخ حيث يحلّ الروح في بدن مثالي على صورة هذا البدن العنصري ويكون مورد العذاب أو النعيم بالجسم المثالي لا بالجسم العنصري.

والشيخيّة يرون أصول الدين منحصرة في أربعة : التوحيد والنبوّة والإمامة والركن الرابع وهو معرفة الشيعة الكامل الذي يكون واسطة بين الشيعة والإمام الغائب حيث يأخذ الأحكام بلا واسطة من الإمام ويؤدّيها إلى غيره ، وبما انّ هذه العقيدة فاسدة لذا اجتهد مشايخ الشيخيّة في إخفائها وادّعوا انّ المراد من الركن الرابع هو التولّى والتبرّي.

ويقال انّ اصل الإعتقاد بالركن الرابع صدر من محمّد كريم خان الكرماني الذي هو من تلامذة السيّد كاظم الرشتي وهو من تلامذة الشيخ أحمد الأحسائي ، ولذا لم يقبل هذا الأصل ـ شيخيّة آذربايجان الّذين هم أتباع الميرزا شفيع ثقة الإسلام التبريزي ـ ، وكذلك لم يقبله الاحقاقيّة على الظاهر.

وأمّا انّهم يدعون انّ عقائدهم هي الأبلغ والأصحّ ، فهذا مجرّد دعوى يدّعيه أهل كلّ مذهب ومسلك ، وقد يقال قديماً :

وكلّ يدعى وصلاً بليلى * وليلى لا تقرّ له بذاكا

وأمّا الكرمانيّة فليسوا سادة لا موسويّة ولا غيرها بل هم أتباع الحاج محمّد كريم خان ، ولذا يقال لهم الكريم خانيّة.

وكان والده ظهير الدولة والي خراسان وكرمان من أتباع الشيخ أحمد الأحسائي ، ثمّ صار ولده كريم خان رئيس الفرقة الشيخيّة الكرمانيّة.

وقد ألّف مؤلّفات ورسائل عديدة ثمّ صار ولده الحاج زين العابدين رئيساً للفرقة ومن بعده أبوالقاسم خان ومن بعده عبدالرضا خان ، وليس أحداً منهم هاشميّاً ومن السادة.