بعض الأدعية تتضمن لآيات قرآنية ما معنى ذلك ؟

طباعة

السؤال :

ورد في دعاء أبي حمزة الثمالي : « اَللّـهُمَّ اَنْتَ الْقائِلُ وَقَوْلُكَ حَقٌّ ، وَوَعْدُكَ صِدْقٌ ( وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ اِنَ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحيماً ) ». من المعروف أنّه لا توجد آية بهذا النصّ ، إنّما الآية الصحيحة هي : ( وَاسْأَلُوا اللَّـهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) [ النساء : 32 ] فكيف نوّفق بين الأمرين ؟ هل أنّ هذا الخطأ سببه النسّاخ ؟ وإذا كان كذلك لماذا لم ينوّه عنه شرّاح الدعاء أم إنّ الإمام عليه السلام لم يقصد ذكر الآية وإنّما قصد شيء آخر كالحديث القدسي ؟

الجواب :

ليس في الدعاء إشارة إلى أنّ الإستشهاد بآية واحدة ، بل جمع الإمام عليه السلام بين آيتين ، فذكر صدر أحديهما مع ذيل الاخرى ، وكلاهما قول اللّه الحقّ ووعده الصدق ، لكنّ استفاد كلاً منهما من آية تخصّه لا أنّ كليهما في آية واحدة.

فالآية الأولى هو قوله تعالى :( وَاسْأَلُوا اللَّـهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) [ النساء : 32 ] ، والإمام ذكر صدرها : « وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ » ، والآية الثانية قوله تعالى : ( وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ) [ النساء : 29 ] وذكر الإمام عليه السلام ذيلها.

ويقال لهذا النوع من الاستشهاد التضمين ، أيّ يذكر المتكلّم في ضمن كلامه فقرات من القرآن أو الرواية ، أو كلام الغير كما في دعاء كميل : « وَاَنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً وَتَطَوَّلْتَ بِالاًِنْعامِ مُتَكَرِّماً ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) » [ السجدة : 18 ].

وفي دعاء الوارد في التعقيب : « اَللّـهُمَّ انْفَعْنا بِالْعِلْمِ وَيزَيِّنَا بِالْحِلْمِ وحَمِّلْنا بِالْعافِيَةِ وَكْرّمَنا بالتَّقْوى ( إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّـهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ) » [ الأعراف : 196 ].

وفي دعاء المجير : « سُبْحانَكَ لا اِلـهِ اِلّا اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمينَ ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ) » [ الأنبياء : 88 ].