« ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم عليه السلام من حجة فيها ... »

طباعة

الشيخ باقر المجلسي في بحار الأنوار رواها عن علي بن الحسين أنه قال : « ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم عليه السلام من حجة فيها ، ظاهر مشهور أو غائب مستور، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها ، ولولا ذلك لم يعبد الله ». [ بحار الأنوار للمجلسي الجزء 23 في مواضع شتى ].

   السؤال : كيف كان مابين زمن عيسى عليه السلام إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟

 

كان لعيسى بن مريم عليه السلام أوصياء منهم شمعون الصفا الذي كان من الحواريين ـ وهو من أجداد نرجس خاتون اُمّ الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ. نعم يحتمل أنّهم كانوا أوصياء في منطقة خاصّة وامّا في شبه الجزيرة العربية وما والاها فقد كان أحفاد اسماعيل النبي بن إبراهيم النبي هم الأوصياء والحجج ولذا ورد في الروايات أنّ آباء النبي صلّى الله عليه وآله وأجداده كانوا أوصياء الأنبياء فهم الحجج الإلهيّة بل في بعض الروايات أنّ هناك أنبياء ـ ولو بصورة محدودة وفي مناطق خاصة ـ بعد عيسى بن مريم عليه السلام منهم خالد بن سنان العبسي.

فقد ورد في الرواية عن الباقر والصادق عليهما السلام قال جاءت ابنة خالد بن سنان العبسي إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال لها : « مرحباً يا بنت أخي وصافحها وادناها وبسط لها رداؤه ثم اجلسها عليه إلى جنبه وقال : هذه ابنة بني ضيّعه قومه خالد بن سنان العبسي » [ اكمال الدين / 370 ].
وفي الكافي عن أبي عبدالله عليه السلام مثله وقد ذكر بعض أحواله في كتب الشيعة والسنة فراجع البحار ج 14 / 448.
وفي تفسير القمي عن الباقر عليه السلام قال : ( الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ « في النبوة » وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ « قال في اصلاب النبيين » ).
وعن أبي الجارود قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) [ الشعراء : 219 ] : « قال يرى تقلبه في أصلاب النبيين من نبي إلى نبي حتّى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح من لدن آدم عليه السلام ».
قال الطبرسي في مجمع البيان عن ابن عباس : « معناه وتقلبك في أصلاب الموحّدين من نبي إلى نبي حتى اخرجك نبيّاً ». في رواية عطاء وعكرمة .
قال والمروي عن أبي جعفر عليه السلام وأبي عبدالله عليه السلام قالا : « في اصلاب النبيين نبي بعد نبي حتى اخرجه من صلب أبيه ».
بل يظهر من بعض الروايات انّ ابا طالب عليه السلام كان من الأوصياء وهكذا سلمان الفارسي.
قال الصدوق في اكمال الدين ج 1 / 165 : « وما سجد سلمان قطّ لمطلع الشمس وانّما كان يسجد لله تعالى وكان وصي وصي عيسى في اداء ما حمل إلى من انتهت إليه الوصية من المعصومين وهو « آبي ». وقد ذكر قوم أن آبي هو ابو طالب ، وسئل أمير المؤمنين عليه السلام عن آخر أوصياء عيسى فقال : « آبي » انتهى كلام الصدوق.
أقول من المعلوم أن الإمام عليه السلام أراد أن يقول : « أبي » أي أبي طالب لكنه تقية قال « آبي » بالمدّ.