إمام السلام

طباعة

إمام السلام

سيّدي ريحانة المصطفى وقرّة عين المرتضى وفلذة كبد الزهرا وصنو الشهيد بكربلا

أبا محمّد المجتبى !

كلّما يمرّ لك في الخاطر ذكرٌ يسير تتداعى مفاهيم الحكمة والأناة والسخاء الحسنيّ الشهير ، مثلما تتداعى مناهج الحيف والتعسّف والتضليل الساعية للنيل منكم بأوهن تبرير .. بدءاً بتواطؤ القوم على إمام الإنس والجان ، مروراً بملوك بني أُميّة وآل مروان ، ثمّ بني العبّاس وسلاطين ذوي عثمان ، وتداوماً بفتاوى ابن تيميّة وفراخ الأسلاف في هذا الزمان ؛ فالقوم هم أبناء القوم الذين لازالوا يقودون أقسى هجمات التحريف الممنهج ضدّ الإسلام المحمّديّ الأصيل ، بل مابرحت تلك الذراع مجتمعةً ترعى الصراع تحت هذا الغطاء وذاك القميص بأشدّ بطشٍ وترويعٍ وتنكيل.

أيّها السبط الشهيد :

اللسانُ المفوّهُ بوصفك قاصرٌ ألكنُ .. وسامقُ الكلمِ لازال عن نعتك أدونُ .. ورائعُ البيانِ لمجدك الأروع أذعنُ.

أيّها المجتبى ! ليت شعري كيف استقرّ القوم على ظلمك ظلماً مافتىء يحفر في الصميم جرحاً أألم ؟!

لا ، بل نحن ظلمناك حين أسلمناك طوراً لظنونٍ وطوراً لأوهامٍ غرسها تارةً خُبْث الفكر الكدِر وأُخرى حقد الجلف الأشِر.

ماعرفناك وماعرفنا أسبابك وعللك حين صرتَ القربانَ لنبقى ، ليظلّ الدين ويحيا .. لاعجبَ فسرّك سرّ الله الذي لأجله قدّمتَ المهجة ولا أغلى.

طَلَّقْتَها بكلّ مافيها ، بكلّ زخارفها ، بكلّ مفاتنها ؛ إذ أنت لذوي المعنى مصداق التجلّي ومرآة الحضور ، وأنّى لمثلك سوى خصائص الحبّ والفيض الدوّام أبد الدهور.

سيّدي ! حاشا لك أن تساوم ؛ فالذين خذلوك والذين ناووك يعلمون علم اليقين أنّك خُلِقتَ من طينةٍ ونطفةٍ كُتب عليها أن تصمد وتصبر وتقاوم ، فالعِرْقُ الذي أدركك من فاطمة وعليٍّ عِرْقُ النبوّة والعصمة والولاية ياخير إمامٍ وقائم.

ماقيمة الدنيا والشهرة والجاه والمقام إزاء قدسيّة القيم وعظم المبادىء ونبل الاُصول وشرف الكرام ؟!

انسلختَ أيّها السبط عنها ولم تنسلخ لها حين وجدتَ عزَّ الدين والمؤمنين وسلامة الناس أجمعين لاتدوم إلّا بالجود بكلّ ماهو غالٍ وثمين .. فقدّمت النفس قرباناً كي يعمّ السلام ويسمو الدين ، كما قدّمها « تكامليّاً » المولى أبو عبدالله الحسين كي يدبّ الإصلاح والتغيير طبق نهج سيّد المرسلين .. فأنت بسمّ المرأة المغواة وغدرها المشين ، وصنوك بسهم الفاسق يزيد ابن آكلة الأكباد اللعين ابن اللعين.

فسلامٌ عليك أبا محمّد يوم وُلِدت ويوم استُشهِدت ويوم تُبعث حيّاً ورحمة الله وبركاته على العالمين.