في بيان ظهور آيات الإمام الرضا عليه السلام من العلم بحديث النفس

طباعة

في بيان ظهور آياته من العلم بحديث النفس

وفيه : سبعة أحاديث

398 / 1 ـ عن الحسن بن علي بن فضّال ، قال : قال عبد الله بن المغيرة : كنت واقفيّاً ، فحججت على تلك الحالة ، فلمّا صرت (1) بمكّة اختلج في صدري شيء ، فتعلّقت بالملتزم (2) ، ثمّ قلت : اللهمّ قد علمتَ طلبتي وإرادتي ، فارشدني إلى خير الأديان ، فوقع في نفسي أن آتي الرضا عليه السلام ، فأتيت المدينة ، فوقفت ببابه وقلت للغلام : قل لمولاك : رجل من أهل العراق بالباب.

فسمعت النداء : « ادخل يا عبد الله بن المغيرة » فدخلت ، فلمّا نظر إليَّ قال لي : « قد أجاب الله دعوتك وهداك لدينه » فقلت : أشهد أنّك حجّة الله وأمينه على خلقه.

399 / 2 ـ عن أبان ، عن معمّر بن خلّاد ، قال : قال لي الريّان بن الصلت : أردت أن تستأذن لي على أبي الحسن الرضا عليه السلام ، فأسلّم عليه ، وأحبّ أن يكسوني من ثيابه ، وأن يهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه.

فدخلت على الرضا عليه السلام فقال مبتدئاً : « إنّ الريّان بن الصلت يريد الدخول علينا ، والكسوة من ثيابنا ، والعطية من دراهمنا » ، فأذن له ، فدخل وسلّم ، فأعطاه ثوبين وثلاثين من الدراهم ـ التي ضربت ـ (3) باسمه.

400 / 3 ـ عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدّثني الريّان ابن الصلت قال : لمّا أردت الخروج إلى العراق عزمت على توديع الرضا عليه السلام وقلت في نفسي : إذا ودّعته سألته قميصاً من ثياب جسده الشريف ، لأكفن فيه ، ودراهم من ماله الحلال الطيّب ، لأصوغ لبناتي منها خواتيم.

فلمّا ودّعته شغلني البكاء والأسى على مفارقته عن مسألته ، فلمّا خرجت من بين يديه صاح بي : « يا ريّان ، ارجع » فرجعت ، فقال لي : « أما تحبّ أن أدفع إليك قميصاً من ثياب جسدي تكفن فيه إذا فني أجلك أو ما تحبّ أن أدفع إليك دراهم تصوغ منها لبناتك خواتيم ؟ ».

فقلت : يا سيّدي قد كان في نفسي أن أسألك ذلك ، فمنعني الغمّ لفراقك.

فرفع عليه السلام الوسادة وأخرج قميصاً ، فدفعه إليَّ ، ورفع جانب المصلَّى فأخرج دراهم ، فدفعها إليّ ، وكانت ثلاثين درهماً.

401 / 4 ـ عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، قال : كنت شاكاً في أبي الحسن الرضا عليه السلام ، وكتبت إليه كتاباً أسأله فيه الإِذن عليه ، وقد أضمرت في نفسي أن أسأله إذا دخلت عليه عن ثلاث آيات قد عقدت قلبي عليها.

قال : فأتاني جواب ما كتبت به إليه « عافانا الله وإيّاك ، أمّا ما طلبت من الإِذن عليَّ فإنّ الدخول عليَّ صعب ، وهؤلاء قد ضيّقوا عليَّ في ذلك الوقت فلست تقدر عليه الآن ، وسيكون إن شاء الله » وكتب عليه السلام بجواب ما أردت أن أسأله من الآيات الثلاث في الكتاب ، ولا والله ما ذكرت له منهنَّ شيئاً ، ولقد بقيت متعجّباً بما ذكر هو في الكتاب ، ولم أدر أنّه جوابي إلّا بعد ذلك ، فوقفت على معنى ما كتب به.

402 / 5 ـ ابن أبي يحيى ، قال : لمّا توفي أبو الحسن موسى عليه السلام وقفت فحججت تلك السنة ، فإذا أنا بعلي بن موسى الرضا عليه السلام فأضمرت في نفسي أمراً فقلت : ( أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ ) (4) فمرّ كالبرق الخاطف عليَّ فقال : « أنا البشر الذي يجب عليك أن تتبعني ».

فقلت : يا مولاي معذرة إلى الله تعالى وإليك. فقال : « مغفور لك إن شاء الله تعالى ».

403 / 6 ـ وروى مالك بن نوبخت ، عن جدّه أبي محمّد الغفاري ، قال : لزمني دين ثقيل ، فقلت : ما لقضاء ديني غير سيّدي ومولاي أبي الحسن الرضا عليه السلام.

فلمّا أصبحت أتيت منزله ، واستأذنت عليه فأذن لي ، فدخلت فقال لي : « ابتداء يا أبا محمّد ، قد عرفنا حاجتك وعلينا قضاء دينك ».

فلمّا أمسينا أتى بطعام الإِفطار ، فأكلنا ، فقال : « يا أبا محمّد ، تبيت أو تنصرف ؟ » فقلت : يا سيّدي ، إن قضيت حاجتي بالانصراف أحبّ إليَّ.

قال : فتناول عليه السلام من تحت البساط قبضة ودفعها إليَّ ، فخرجت ودنوت من السراج ، فإذا هي دنانير حمر وصفر ، فأوّل دينار وقع في يدي رأيت نقشه كان عليه : « يا أبا محمّد ، الدنانير خمسون ، ستّة وعشرون منها لقضاء دينك ، وأربعة وعشرون لنفقة بيتك ».

فلمّا أصبحت فتشت الدنانير ، فلم أجد ذلك الدينار ، وإذا هي لم تنقص شيئاً.

وفيه ثلاث آيات.

404 / 7 ـ عن محمّد بن عيسى اليقطيني ، قال : سمعت هشاماً العباسي يقول : دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام يوماً أريد أن أسأله أن يعوّذني من صداع أصابني ، وأن يهب لي ثوبين من ثيابه أحرم فيهما ، فلمّا دخلت سألته عن مسائل فأجابني ، ونسيت حوائجي ، فلمّا قمت لأخرج وأردت أن أودّعه قال لي : « اجلس » فجلست بين يديه ، فوضع يده على رأسي وعوَّذني ، ثمّ دعا بثوبين سعيديين (5) على عمل الموشى الذي كنت أطلبه ، فدفعهما إليَّ.

الهوامش

398 / 1. الكافي 1 : 355 / 13 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 219 / 31 ، اختيار معرفة الرجال : 594 / 1110 ، الاختصاص : 84 ، مناقب ابن شهراشوب 4 : 371 ، كشف الغمة 2 : 302 مع اختلاف فيه ، إعلام الورىٰ : 310 ، مدينة المعاجز : 476 / 22.

1. في ش : مررت.

2. الملتزم : ويقال له المدعى والمتعوذ ، سمّي بذلك لالتزامه عند الدعاء والتعوذ ، وهو ما بين الحجر الأسود والباب .. ـ معجم البلدان 5 : 190 ـ.

399 / 2. عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 208 / 10 ، اختيار معرفة الرجال : 547 / 1036 ، مناقب ابن شهراشوب 4 : 340 ، قرب الإِسناد : 148 ، كشف الغمة 2 : 299 ، مع اختلاف فيه ، اعلام الورىٰ : 310.

3. في ر ، ك ، م : المضروبة.

400 / 3. عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 211 / 17.

401 / 4. عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 212 / 18 ، غيبة الطوسي : 47 ، مثله.

402 / 5. عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 217 / 27 ، بحار الأنوار 49 / 38 / 21.

4. سورة القمر الآية : 24.

403 / 6. عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 218 / 29 ، بحار الأنوار 49 : 38 / 22.

404 / 7. عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 220 / 36 ، كشف الغمة 2 : 303 ، قطعة منه.

5. السعيدية : من برود اليمن « لسان العرب ـ سعد ـ 3 : 218 ».

مقتبس من كتاب : [ الثّاقب في المناقب ] / الصفحة : 475 ـ 480