خلافة الخلفاء

طباعة

خلافة الخلفاء

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب :

ومنها إنكارهم صحة خلافة الصديق رضي الله عنه ، وإنكارها يستلزم تفسيق من بايعه واعتقد خلافته حقاً ، وقد بايعه الصحابة ( رضي الله عنهم ) حتىٰ أهل البيت كعلي رضي الله عنه ، وقد اعتقدها حقاً جمهور الاُمة ... (1) .

ثم ساق الشيخ عدداً كبيراً من الروايات للتدليل علىٰ صحة خلافة أبي بكر وهي :

1 ـ عن علي رضي الله عنه قال : دخلنا علىٰ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلنا : يا رسول الله ، استخلف علينا ، قال : « إن يعلم الله فيكم خيراً يول عليكم خيركم » ، فقال علي رضي الله عنه : فعلم الله فينا خيراً فولّىٰ علينا خيرنا أبا بكر رضي الله عنه .

رواه الدارقطني ، وهذا أقوىٰ حجة علىٰ من يدعي موالاة علي رضي الله عنه .

2 ـ وعن جبير بن مطعم قال : أتت امرأة إلىٰ النبي صلّى الله عليه وسلّم فأمرها أن ترجع إليه فقالت : إن جئت ولم أجدك ؟ كأنها تقول الموت ، قال : « إن لم تجديني فأتي أبا بكر » .

رواه البخاري ومسلم .

3 ـ عن ابن عباس رضي الله عنه قال : جاءت امرأة إلىٰ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسأله شيئاً ، فقال : « تعودين » ، فقالت : يا رسول الله إن عدت فلم أجدك ـ تعرض بالموت ـ فقال : « إن جئت فلم تجديني فأتي أبا بكر فانه الخليفة من بعدي » .

رواه ابن عساكر .

4 ـ وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله يقول : « يكون خلفي اثنا عشر خليفة أبو بكر لا يلبث إلّا قليلاً » .

رواه البغوي بسند حسن .

5 ـ وعن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « اقتدوا باللذين بعدي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما » .

رواه أحمد والترمذي وحسنه ابن ماجة والحاكم وصححه ورواه الطبراني عن أبي الدرداء والحاكم عن ابن مسعود .

6 ـ وعن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، وتمكسوا بهدي عمار وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه » .

رواه أحمد وغيره .

7 ـ وعن أنس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، واهتدوا بهدي عمار ، وتمسكوا بعهد ابن مسعود » .

رواه ابن عدي .

8 ـ وعنه : بعثني بنو المصطلق إلىٰ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن أسأله : إلىٰ من ندفع صدقاتنا بعدك ؟ فقال : « إلى أبي بكر » .

رواه الحاكم وصححه .

9 ـ وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مرضه الذي مات فيه : « إدعي لي أباك وأخاك حتىٰ أكتب كتاباً ، فاني أخاف أن يتمنىٰ متمن ويقول قائل : أنا أولىٰ ويأبىٰ الله والمؤمنون إلّا أبا بكر » .

رواه مسلم وأحمد ، وهذا الحديث يخرج من يأبىٰ خلافة الصديق عن المؤمنين .

10 ـ عن علي رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « سألت الله أن يقدمك ثلاثاً فأبىٰ الله إلّا تقديم أبي بكر » ، وفي رواية زيادة : « ولكني خاتم الأنبياء وأنت خاتم الخلفاء » .

رواه الدارقطني والخطيب وابن عساكر .

11 ـ وعن سفينة قال : لما بنىٰ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المسجد وضع في البناء حجراً وقال لأبي بكر : « ضع حجرك إلىٰ جنب حجري » ، ثم قال لعمر : « ضع حجرك إلىٰ جنب حجر أبي بكر » ، ثم قال : « هؤلاء الخلفاء بعدي » .

رواه ابن حبان ، وقال أبو زرعة : إسناده قوي لا بأس به والحاكم وصححه والبيهقي .

12 ـ روي في تفسير قوله تعالىٰ : ( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ ) ، الاخبار بخلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، قيل يشير إلى خلافة الصديق رضي الله عنه ، قوله تعالىٰ : ( وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ، لأنه هو الذي جاهد أهل الردة .

13 ـ قوله تعالىٰ : ( قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ ) الآية ، لانه هو الذي باشر قتال بني حنيفة الذين كانوا من أشد الناس حين ارتدوا .

وقوله تعالىٰ : ( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ ) الآية ، وقد مكن الاسلام بأبي بكر وعمر فكانا خليفتين حقّين ، لوجود صدق وعد الله تعالىٰ .

وما صح من قوله صلّى الله عليه وسلّم : « الخلافة بعدي ثلاثون » ، وفي بعض الروايات : « خلافة رحمة » ، وفي بعضها : « خلافة النبوة » .

14 ـ وما صح من أمره صلّى الله عليه وسلّم أبا بكر في مرض موته بامامة الناس ، وهذا التقديم من أقوىٰ امارات حقيقة خلافة الصديق ، وبه استدل أجلاء الصحابة كعمر وأبي عبيدة وعلي (رضي الله عنهم أجمعين) .

فهذه وما شاكلها تسوّد وجوه الرافضة والفسقة المنكرين خلافة الصديق رضي الله عنه (2) .

تناقض النصوص

إن القارئ إذا أمعن النظر في هذه النصوص التي نسبت إلىٰ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم زوراً وبهتاناً ، علىٰ أنها النصوص الدامغة ـ علىٰ خلافة الخلفاء الثلاثة الأولين ـ يستطيع أن يلاحظ بكل جلاء أنها تناقض بعضها البعض ، ويكذبها الواقع وسير الحوادث التاريخية في عصر صدر الاسلام ، وآثار الوضع واضحة عليها .

إن من الأمور المتسالم عليها عند جمهور أهل السنة أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يوص بالخلافة إلىٰ أحد من بعده ، بل وهم يستندون في ذلك إلىٰ مقولات صدرت عن خلفائهم وبخاصة الشيخين أبي بكر وعمر للاستدلال علىٰ عدم استخلاف النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أحداً من بعده ، فهم ينقلون عن أبي بكر أنه تمنىٰ عند موته لو كان سأل النبي عن ثلاث ، إحداها قوله : ليتني كنت سألته هل للأنصار في هذا الامر نصيب (3) .

وتمنىٰ عمر بن الخطاب ذلك أيضاً بقوله : ثلاث لأن يكون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بينهن لنا أحب إلي من الدنيا وما فيها : الخلافة والكلالة والربا (4) .

كما روىٰ الشيخان ـ واللفظ للبخاري ـ عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : قيل لعمر : ألا تستخلف ؟ قال : إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني ـ أبو بكر ـ وإن أترك فقد ترك من هو خير مني ـ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ فأثنوا عليه ، فقال : راغب راهب وددت أني نجوت منها كفافاً لا لي ولا علي ، لا أتحملها حياً وميتاً (5) .

فهذه التمنيات وغيرها تدل علىٰ أن أياً من أبي بكر أو عمر لم يدع النص عليه بتاتاً ، فضلاً عن أن الحجج التي احتج بها الشيخان علىٰ الأنصار في السقيفة كانت خالية من ادعاء النص .

أما الروايات التي استشهد بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ ومن سبقه في ذلك ـ فهي تناقض نفسها .

وقد أثبت الكثير من علماء أهل السنة وحفّاظهم بطلان معظمها !

فالرواية الأولىٰ المختلقة علىٰ لسان أمير المؤمنين عليه السلام يردها أُمور منها :

1 ـ أنّ الرواية المتفق عليها ـ والتي ذكرناها في الفصل السابق ـ أثبتت أن أمير المؤمنين عليه السلام قد تأخر عن بيعة أبي بكر ستة أشهر ، لأنه اعتبره مستبداً عليه ، ومعلوم قطعاً أن أمير المؤمنين عليه السلام لو كان قد سمع من النبي شيئاً مما ادُّعي عليه في فضل أبي بكر لما تخلف عن بيعته .

2 ـ أنّ المصادر التي نقلت خطبة أبي بكر ـ بعد الاستخلاف ـ قد اتفقت علىٰ أن أبا بكر قال فيها : إني قد وليت عليكم ولست بخيركم ... (6) .

وهذا يدل علىٰ أن أبا بكر لم يكن يرىٰ لنفسه هذه الأفضلية المزعومة .

3 ـ ذكرت مصادر أهل السنة وصحاحهم أن عمر بن الخطاب قد أعلن علىٰ المنبر بأن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقىٰ الله شرها (7) .

ويقيناً لو أن عمر كان قد سمع نصاً أو إشارة من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم علىٰ أبي بكر لادعاه ، لأنه صاحبه ورفيقه الذي وقف معه بكل حزم ، كما أكدت ذلك المصادر التاريخية .

قال ابن أبي الحديد المعتزلي : وعمر هو الذي شدّ بيعة أبي بكر ووقم المخالفين فيها ، فكسر سيف الزبير لما جرده ودفع في صدر المقداد ووطئ في السقيفة سعد بن عبادة وقال : اقتلوا سعداً قتل الله سعداً ، وحطّم أنف الحباب بن المنذر الذي قال يوم السقيفة : أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ، وتوعد من لجأ إلىٰ دار فاطمة عليها السلام من الهاشميين وأخرجهم منها ، ولولاه لم يثبت لأبي بكر أمر ولا قامت له قائمة (8) .

أما الروايات التي في مقابل الرواية الصحيحة عن ذؤيب : أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لما حُضر قالت صفية : يا رسول الله ، لكل امرأة من نسائك أهل تلجأ إليهم ، وإنك أجليت أهلي ، فان حدثَ حدثٌ فالىٰ من ؟

قال : « إلىٰ علي بن أبي طالب » (9) .

فهذه الرواية الصحيحة تثبت حجتنا بأن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قد وكّل إلىٰ أمير المؤمنين عليه السلام رعاية مصالح المسلمين كافة من بعده ـ ومنهم أهل بيت النبي وأزواجه ـ بعد أن نصبه ولياً علىٰ الأمة كافة من بعده كما أثبتنا فيما سبق .

أما الرواية التي وردت علىٰ لسان ابن عمر والتي يحدد النبي فيها خلفاءه باثني عشر ، وورد فيها اسم أبي بكر ، فان ذيل الرواية موضوع ، إذ وردت الروايات الصحيحة عن الخلفاء الاثني عشر بدون ذكر اسم أحد في أهم كتب الحديث المعتمدة عند أهل السنة .

والامامية يستدلون بهذا الحديث علىٰ أن الاثني عشر المذكورين هم الأئمة المعصومون من أهل بيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وليسوا غيرهم كما سوف نثبت ذلك .

وقد حيّر هذا الحديث حفاظ أهل السنة وشرّاحهم ، لأنهم جهدوا في تأويل هذا الحديث لكي ينطبق علىٰ الخلفاء الأربعة وبعض خلفاء بني أُمية وحتىٰ بني العباس ، لكنهم عجزوا عن إثبات ذلك .

وسوف أذكر بعض آراء علماء أهل السنة في هذا الحديث ، ثم أُحاول استخلاص النتيجة بما يوافق استدلال الشيعة بهذا الحديث علىٰ صحة منهجهم .

الخلفاء الاثنا عشر :

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في « مطلب انحصار الخلافة في اثني عشر » :

ومنها دعواهم انحصار الخلافة في اثني عشر ، فانهم كلهم بالنص والابصار عمن قبله ، وهذه دعوىٰ بلا دليل مشتملة علىٰ كذب ، فبطلانها أظهر من أن يبين ، ويتوسلون بها إلىٰ بطلان خلافة من سواهم ، في ذلك تكذيب لنصوص واردة في خلافة الخلفاء الراشدين وخلافة قريش (10) .

أما ادعاء الشيخ أن دعوىٰ الشيعة بلا دليل ، فسوف نثبت أن دعواهم بدليل ، ولا أدري لماذا لا يكلف الشيخ نفسه سوق بعض الأدلة القوية لاثبات صحة ادعاءاته ويكتفي بالقول أن بطلان ادعاءات الشيعة أظهر من أن يبين ؟!!

أما قولنا ببطلان خلافة الخلفاء الثلاثة ، فسوف نثبت ذلك بالأدلة الدامغة ، وأما النصوص التي يدعيها الشيخ علىٰ صحة خلافة الخلفاء الثلاثة ، فنحن بصدد بطلانها في هذا الفصل .

لقد ورد حديث الاثني عشر خليفة من قريش في معظم مصادر أهل السنة وصحاحهم باختلاف يسير في بعض الألفاظ ، حيث وردت عبارات ( خليفةً ، أميراً ، رجلاً ، قيّماً ) في هذه الروايات ، وسوف أستشهد ببعض هذه الروايات ، ثم أُسجل آراء العلماء والحفاظ في شرح متن هذا الحديث الصحيح :

1 ـ أخرج البخاري عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول : « يكون إثنا عشر أميراً » فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي إنه قال : « كلهم من قريش » (11) .

2 ـ أخرج مسلم عدة روايات ، أورد منها هاتين الروايتين :

عن جابر بن سمرة ، قال : دخلت مع أبي علىٰ النبي صلّى الله عليه وسلّم ، فسمعته يقول : « إن هذا الأمر لا ينقضي حتىٰ يمضي فيهم إثنا عشر خليفة » ، قال : ثم تكلّم بكلام خفي علي ، قال : فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : « كلّهم من قريش » .

وعن جابر بن سمرة أيضاً قال : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول : « لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم إثنا عشر رجلاً » ، ثم تكلم النبي صلّى الله عليه وسلّم بكلمة خفيت علي ، فسألت أبي : ماذا قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ؟ فقال : « كلهم من قريش » .

3 ـ في سنن الترمذي « يكون من بعدي إثنا عشر أميراً » (12) .

4 ـ في سنن أبي داود قريب من ذلك أيضاً (13) .

5 ـ وأخرج الطبراني عن جابر بن سمرة قال : كنت مع أبي عند النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال : « يكون لهذه الاُمة إثنا عشر قيّماً لا يضرهم من خذلهم » (14) .

وقد تحيّر علماء أهل السنة في تفسير هذا الحديث ، فقال ابن كثير : وليسوا بالاثني عشر الذين يدّعون إمامتهم الرافضة ...

وبعد أن يورد الروايات التي في هذا الشأن ، يبدأ بالتخبط ، فيذكر رأي البيهقي الذي مفاده أن هذا العدد قد وجد بالصفة المذكورة إلىٰ وقت الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، لكنه يعترف بأن الخلفاء إلىٰ زمن الوليد بن يزيد أكثر من اثني عشر علىٰ كل تقدير ، ثم يقوم بمحاولات أُخرىٰ باسقاط البعض منهم أو إضافة آخرين ، ولكن العدد عنده لا يستقيم مطلقاً ، فتارة يبلغون خمسة عشر ، وأُخرىٰ أكثر من ذلك (15) .

أما ابن بطّال فيروي عن المهلب أنّه لم يلق أحداً يقطع في هذا الحديث بشيء معين .

أما القاضي عياض فيحاول الجمع بين هذا الحديث وحديث « الخلافة ثلاثون سنة » ثم يقول : وقد مضىٰ منهم الخلفاء الأربعة ولا بد من تمام العدة قبل قيام الساعة .


 
وأما ابن الجوزي فيقول في كشف المشكل : قد أطلت البحث
عن معنىٰ هذا الحديث وتطلبت مضانه وسألت عنه فلم أقع علىٰ
المقصود به ، لأن ألفاظه مختلفة ، ولا أشك أن التخليط من الرواة .
وقال ابن المنادي : يحتمل في معنىٰ حديث « يكون إثنا عشر
خليفة » أن يكون هذا بعد المهدي الذي يخرج في آخر الزمان .
وأما ابن حجر العسقلاني فيورد الآراء المتقدمة دون أن يعطي
نتيجة حاسمة في الأمر (1) .
أما السيوطي فيقول : وقد وجد من الاثني عشر : الخلفاء
الأربعة ، والحسن ومعاويه وابن الزبير وعمر بن عبد العزيز ، هؤلاء
ثمانية ، ويحتمل أن يضم إليهم المهدي العباسي ، لأنه في العباسيين
كعمر بن عبد العزيز في الأمويين ، والظاهر العباسي ، أيضاً لما أوتيه
من العدل ، ويبقىٰ الاثنان المنتظران ، أحدهما المهدي من أهل
البيت (2) .
لكن الخلافة الاسلامية سقطت وأُلغيت ولمّا يظهر الخليفة
الحادي عشر ، فمتىٰ يظهر إذاً ؟!
إن هذا الاضطراب والتخبط كله ناجم عن إعراض أُولئك العلماء
_______________
(1) فتح الباري 13 / 179 ـ 183 .
(2) تاريخ الخلفاء : 10 .
 
عن الحقيقة المتمثلة برأي الامامية الذين فهموا النص ووضحه لهم
أئمتهم الهداة ، وهو أن المقصودين بالأمر ليسوا إلّا أئمة أهل البيت
الاثني عشر عليهم‌السلام .
ولقد فهم الكثير من أهل الكتاب ذلك بعد أن وجدوا في التوراة
الصفة التي تنطبق عليهم فاعتنقوا الاسلام علىٰ مذهب أهل
البيت عليهم‌السلام ، كما يعترف بذلك ابن كثير الدمشقي حيث يقول : وفي
التوراة التي بأيدي أهل الكتاب ما معناه : ( إن الله تعالىٰ بشر إبراهيم
باسماعيل وانه ينمّيه ويكثرّه ويجعل من ذريته إثني عشر
عظيماً ) (1) .
ثم ينقل ابن كثير رأي ابن تيمية بقوله : قال شيخنا العلامة أبو
العباس بن تيمية : وهؤلاء المبشر بهم في حديث جابر بن سمرة ـ
وقرر أنهم يكونون مفرقين في الأُمة ـ ولا تقوم الساعة حتىٰ
يوجدوا ، وغلط كثير ممن تشرف بالاسلام من اليهود فظنوا أنهم
الذين تدعو إليهم فرقة الرافضة فاتبعوهم... (2) .
ونحن نقول لابن تيمية : كيف عرفت أنهم يكونون مفرقين في
الأُمة وليس في الحديث بمختلف رواياته ما يدل علىٰ ذلك ؟ وإن
_______________
(1) العهد القديم ، إصحاح 17 : آية 20 .
(2) البداية والنهاية 6 / 250 .
 
أُولئك اليهود لم يغلطوا ، ولكن أنت المخطئ ، لانك أسدلت غشاوة
التعصب علىٰ بصيرتك ، وإلّا فلماذا لم تبين لنا من هم أُولئك الاثنا
عشر إن كنت تدري ؟!!
إن المشكلة التي حيرت العلماء هي لفظة ( خليفة ) التي وردت
في بعض الروايات ، فحاولوا أن يطبقوها علىٰ الخلفاء الذين
جلسوا علىٰ منصة الخلافة بغير حق ، وحاشا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن
يبشر أُمته بأئمة الجور والضلالة من بني أُمية وبني العباس .
نحن نعتقد أن لفظة خليفة ـ وإن كانت لا تعني بالضرورة من
يستلم الحكم بعد النبي كما تدل عليه الآيات القرآنية في استخلاف
آدم مثلاً ـ هي السبب في عدم فهم القوم لمعنىٰ الحديث ، إلّا أن
النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يترك شيئاً لم يبينه لأُمته ، فقال في إحدىٰ الفاظ
حديث الثقلين المتواتر : « إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي ،
كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وأنهما لن يتفرقا حتىٰ يردا علي
الحوض » (1) .
فالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أخبر اُمته بأن الخلفاء من بعده هما : القرآن
الكريم ، والأئمة من أهل بيته عليهم‌السلام ، وليس الخلفاء الجبابرة أو
_______________
(1) مسند أحمد 5 / 181 ـ 182 ، 189 ـ 190 ، كتاب السنة لابن أبي عاصم : 337 ، 629 ، وقد
صححه الألباني في ( ظلال الجنة ) ـ المطبوع مع الكتاب ـ حديث : 754 .
 
بالأحرىٰ الملوك العتاة من بني أُمية وغيرهم ، وبهذا فقط ينتهي
الاشكال ولا سبيل إلىٰ غيره .
روايات الاقتداء بالشيخين :
أما الروايات التي أوردها الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، والتي
فيها الحث علىٰ الاقتداء باللذين من بعده أبي بكر وعمر ، وهي
كثيرة أخرجها غير واحد من المحدثين ، واستند المتكلمون من
أهل السنة في كثير من الأحيان إليها في بيان حجية خلافة
الشيخين .
لكن متابعة دقيقة لمتون هذه الروايات وأسانيدها ، وطعن كبار
العلماء من أهل السنة أنفسهم فيها كافية لاثبات بطلان هذه
الروايات .
لقد وردت روايات الاقتداء في بعض السنن والمسانيد ، ولم
يخرجها الشيخان ، وحيث أن أصحاب السنن والمسانيد لم
يخرجوا هذه الأحاديث إلّا من رواية حذيفة وابن مسعود رضي الله
عنهما ، لذا فسوف أكتفي بمناقشة هذه الروايات ، وأعرض عما تبقىٰ
اختصاراً للوقت .
أما حديث حذيفة فقد أخرجه :
 
1 ـ الترمذي ، قال : حدثنا الحسن بن الصباح البزار ، أخبرنا
سفيان بن عيينة ، عن زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربعي ،
عن حذيفة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « إقتدوا باللذين من بعدي أبي
بكر وعمر » .
حدثنا أحمد بن منيع وغير واحد ، قالوا : حدثنا سفيان بن
عيينة ، عن عبد الملك بن عمير نحوه . وكان سفيان بن عيينة يدلّس
في هذا الحديث ، فربما ذكره عن زائدة عن عبد الملك بن عمير ،
وربما لم يذكر فيه زائدة .
وروىٰ سفيان الثوري هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير ، عن
مولىٰ لربعي ، عن ربعي ، عن حذيفة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (1) .
2 ـ أحمد بن حنبل ، رواه بنفس الاسناد (2) .
3 ـ ابن ماجة ، بنفس الاسناد (3) .
4 ـ الحاكم النيسابوري ، بنفس الاسناد (4) .
هذه هي عمدة هذه الروايات عن الاقتداء بالشيخين ، وفي

_______________
(1) سنن الترمذي 5 / 609 ـ 610 .
(2) مسند أحمد 5 / 382 ، 385 .
(3) سنن ابن ماجة 1 / 37 .
(4) المستدرك علىٰ الصحيحين 3 / 75 .
 
جميع أسانيدها ، عبد الملك بن عمير :
قال أحمد : عبد الملك مضطرب الحديث جداً مع قلة روايته ، ما
أرى له خمسمائة حديث ، وقد غلط في كثير منها .
وقال إسحاق بن منصور : ضعفه أحمد جداً .
وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين : مخلّط (1) .
وقال ابن خراش : كان شعبة لا يرضاه ، وذكر الكوسج عن أحمد
أنه ضعفه جداً .
وأما ابن الجوزي فذكره ، فحكىٰ الجرح وماذكر التوثيق (2) .
وفي بعض طرق هذا الحديث : حفص بن عمر الايلي :
قال العقيلي : قال الشيخ : وهذا الحديث عن مسعر ليس يرويه
غير أبي إسماعيل ، وإنما هذا الحديث عند مسعر بهذا الاسناد :
« اقتدوا باللذين من بعدي أبو بكر وعمر » ، ولحفص بن عمر هذا
غير ما ذكرت من الحديث ، وأحاديثه كلها إما منكر المتن أو منكر
الاسناد وهو إلىٰ الضعف أقرب (3) .
وإضافة إلىٰ ذلك فان في بعض أسانيد الحاكم ( يحيىٰ الحماني ) :
_______________
(1) تهذيب التهذيب 6 / 365 .
(2) ميزان الاعتدال 2 / 660 .
(3) الضعفاء 2 / 797 .
 
قال الحافظ الهيثمي : وهو ضعيف (1) .
وأخرج الحاكم النيسابوري الحديث من طريق آخر ، قال :
وقد وجدنا له شاهداً باسناد صحيح عن عبدالله بن مسعود ،
حدثنا أبو بكر بن إسحاق ، أنبأ عبدالله بن أحمد بن حنبل ، ثنا
إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ، ثنا أبي ، عن أبيه ،
عن جده ، عن أبي الزعراء ، عن عبدالله بن مسعود رضي‌الله‌عنه قال : قال
رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر واهتدوا
بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن مسعود » .
قال الذهبي في التلخيص : سنده واهٍ .
ونكتفي بشهادة الذهبي .
وأخرجه بنفس الاسناد الترمذي ، وقال : يحيىٰ بن سلمة يضعّف
في الحديث .
كما أخرج الترمذي الحديث عن حذيفة بطريق آخر ، قال :
حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ، حدثنا وكيع ، عن سالم بن
العلاء المرادي ، عن عمرو بن هرم ، عن ربعي بن خراش ، عن
حذيفة رضي‌الله‌عنه ، قال : كنا جلوساً عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : « إني لا أدري ما

_______________
(1) مجمع الزوائد 9 / 295 .
 
بقائي فيكم ، فاقتدوا باللذين من بعدي » وأشار إلىٰ أبي بكر
وعمر (1) .
وفي إسناده سالم بن العلاء المرادي :
قال الذهبي : ضعفه ابن معين والنسائي (2) .
هذا هو حال أقوىٰ الروايات ، فناهيك بالأخريات ، وتكفينا
شهادة ابن حزم إذ قال : ولو أننا نستجيز التدليس ، والامر الذي لو
ظفر به خصومنا طاروا به فرحاً أو أبلسوا أسفاً ، لاحتججنا بما
روي : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ، ولكنه لم يصح ،
ويعيذنا الله من الاحتجاج بما لا يصح !!! (3) .
قصة الكتاب :
أما الرواية التي استشهد بها شيخ الوهابية عن عائشة حول الكتاب
الذي أراد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يكتبه لأبي بكر ، ففيه أمران :
الأول : إذا كان يأبىٰ الله والمؤمنون إلّا أبا بكر ، وإن هذا الحديث
يخرج من يأبىٰ خلافة أبي بكر عن المؤمنين ، فهذا يعني إخراج
جملة من خيرة الصحابة من السابقين الأولين وخيار الأنصار من
_______________
(1) الترمذي 5 / 610 .
(2) ميزان الاعتدال 2 / 112 .
(3) الفصل في الملل والأهواء والنحل 4 / 88 .
 
دائرة الايمان ، وفي طليعتهم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وهو رابع الخلفاء
الراشدين وأفضل الأُمة بعد الخلفاء الثلاثة عند أهل السنة كما هو
معلوم ، وقد ثبت ذلك من رواية عائشة المتفق عليها والتي مرت
فيما سبق .
كما ويخرج جميع بني هاشم أيضاً من دائرة الايمان ، لان
الزهري أكد أن أحداً من بني هاشم لم يبايع أبا بكر إلّا بعد ستة
أشهر (1) .
كما امتنع الزبير بن العوام عن مبايعة أبي بكر ، وامتنع عمار بن
ياسر وغيره من السابقين الأولين .
وإذا كان هؤلاء قد بايعوا فيما بعد ، فان الصحابي العظيم سعد بن
عبادة لم يبايع حتىٰ توفي واعترف ابن تيمية نفسه بذلك حيث قال :
ولم يتخلف عن بيعته ـ يعني أبا بكر ـ إلّا سعد بن عبادة (2) .
الثاني : إن هذه الرواية ليست صحيحة دون شك مهما كان
مصدرها ، وضعت في مقابل الرواية الصحيحة التي أخرجها عدد
من المحدّثين ، ففي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير ، قال : قال
ابن عباس : يوم الخميس وما يوم الخميس ؟! اشتد برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

_______________
(1) تاريخ الطبري 3 / 208 ، الكامل في التاريخ 2 / 331 .
(2) منهاج السنة النبوية 4 / 121 .
 
وجعه ، فقال : ائتوني اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً ، فتنازعوا ـ
ولا ينبغي عند نبي تنازع ـ فقالوا : ما شأنه يهجر استفهموه ، فذهبوا
يردون عليه ، فقال : « دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه » ،
وأوصاهم بثلاث ، قال : « أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ،
وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أُجيزهم » وسكت عن الثالثة أو قال :
فنسيتها (1) .
وأخرج البخاري عن إبن عباس قال : لما حُضر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم
وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « هلم أكتب
لكم كتاباً لا تضلوا بعده » فقال عمر : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد غلب عليه
الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت
فاختصموا ، منهم من يقول : قربوا يكتب لكم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كتاباً لن
تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغو
والاختلاف عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « قوموا » ، قال
عبيدالله : فكان ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين
رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم
ولغطهم (2) .

_______________
(1) صحيح البخاري 6 / 11 ـ 12 باب مرض النبي ووفاته .
(2) صحيح البخاري 7 / 156 باب قول المريض قوموا عني .
 
وأخرج البخاري ومسلم عن عبيدالله بن عبدالله بن عباس ،
قال : لما حُضر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن
الخطاب ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « هلم اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده »
فقال بعضهم : إن رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن ، حسبنا
كتاب الله ، فاختلف أهل البيت واختصموا ، فمنهم من يقول : قربوا
يكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده ، ومنهم من يقول غير ذلك ، فلما
أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « قوموا » . قال عبيدالله :
قال ابن عباس : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبين
أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم (1) .
قال ابن كثير تعليقاً علىٰ الرواية : وهذا الحديث مما قد توهم به
بعض الأغبياء من أهل البدع من الشيعة وغيرهم كل مدع أنه كان
يريد أن يكتب في ذلك الكتاب ما يرمون إليه من مقالاتهم... (2)
لكننا نقول لابن كثير : إن الشيعة يقولون : إن هذا الكتاب لم يكن
إلّا وصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الخطية لأمير المؤمنين عليه‌السلام بالخلافة ، ولذا
امتنع بعض من في البيت ـ وعلىٰ رأسهم عمر بن الخطاب ـ عن
الامتثال لأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد أن علموا مقصد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتىٰ
_______________
(1) نفس المصدر .
(2) البداية والنهاية 5 / 228 .
 
اتهموه بأنه يهجر .
ولو أننا نظرنا إلىٰ قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « هلم اكتب لكم كتاباً لا
تضلوا بعده » وإلى قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث الثقلين الصحيح :
عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم « إني تارك فيكم ما إن
تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله
حبل ممدود من السماء إلىٰ الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن
يتفرقا حتىٰ يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (1) .
وفي رواية أحمد بن حنبل ، عن أبي سعيد قال : قال رسول
الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله
حبل ممدود من السماء إلىٰ الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن
يفترقا حتىٰ يردا علي الحوض » (2) .
يتبيّن لنا أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد وضع شرطاً ينجي أُمته من الضلالة
إلىٰ الأبد ، وهو التمسك بعترته أهل بيته بعد كتاب الله عزوجل ، وقد
فهم عمر بن الخطاب ذلك ، ففصل بين الكتاب والعترة ، وقال :
حسبنا كتاب الله .
ومهما كانت التأويلات التي حاول البعض الاعتذار فيها لعمر بن
_______________
(1) صحيح الترمذي 2 / 220 .
(2) مسند أحمد 3 / 14 ، 3 / 17 ، 3 / 26 ، 3 / 59 .
 
الخطاب عن موقفه هذا ، فان ذلك لا يغير من الحقيقة شيئاً ،
ويستطيع المنصف أن يكتشف أن الشيعة مصيبون في دعواهم بأن
مراد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان أن يكتب كتاباً يوصي فيه بالخلافة لأهل بيته
المتمثلين بعميدهم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، لكن المسلمين ضيعوا تلك
الفرصة الذهبية ، فكان مصيرهم هذا الاختلاف الذي نراه اليوم
والذي تعود جذوره إلىٰ مئات السنين ، وكان أولها اختلافهم في
السقيفة .
فالكتاب المدّعىٰ لأابي بكر لا حقيقة له ، وإنما وضعته البكرية
في مقابل هذا الكتاب الذي أراد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يعصم به أُمته من
الضلالة .
أما الادعاء بأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد سأل الله أن يقدم علياً عليه‌السلام فأبىٰ الله
إلّا تقديم أبي بكر ، فهو في غاية التهافت ويكذبه الواقع ، فلماذا
امتنع أمير المؤمنين عليه‌السلام عن بيعته إذاً ، وإذا كان تقديم أبي بكر أمراً
إلهياً فهذا ينافي عدم النص علىٰ أحد وهو ما لا يقول به أهل السنة .
تعاقب الخلفاء :
أما رواية وضع الحجارة عند بناء المسجد ، وقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :
« هؤلاء الخلفاء من بعدي » ، فيرده ما ذكرنا سابقاً من احتجاج أهل

 
السنة بعدم وجود نص ، وكلام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا نص صريح العبارة ،
ولعمري لو وجد هذا النص لاحتج به أبو بكر وعمر في السقيفة ،
فأين تلك الحجة ، وفي أي مصدر نجدها ؟ فضلاً عن أن في سند
الرواية حشرج بن نباتة ، وسوف تأتي ترجمته فيما بعد .
ونذكر بأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أغفل ذكر علي بن أبي طالب عليه‌السلام
وعثمان أيضاً في بعض هذه الروايات ، فهل يعني ذلك عدم شرعية
خلافتهما ؟!
أما الاحتجاج بالآية الكريمة من سورة التحريم والادعاء بأنها
تعني الاخبار بخلافة أبي بكر وعمر ، فهو من أسقط الاحتجاجات ،
ويتصادم مع كل النصوص السابقة التي تظهر النبي وهو يعلن علىٰ
الملأ أسماء خلفائه ، بينما نجد الآيات الكريمة من سورة التحريم
مشحونة بالتهديد والوعيد لعائشة وحفصة اللتان أفشتا سر
الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فكيف يتفق ذلك مع الادعاء بالنص علىٰ أبي بكر أو
غيره ؟ ولماذا يُسرّ النبي بذلك إلىٰ نسائه فقط ؟ وأي محذور من
الجهر به؟ أحقاً يستدعي ذلك كل هذا التهديد في قوله تعالىٰ : ( إِن
تَتُوبَا إِلَى اللَّـهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّـهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ

 
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ ) (1) .
وفضلاً عن ذلك فان التفاسير قد وردت بشأن هذه الآية في قصة
المغافير المشهورة وليس هذا مجال ذكرها .
أما ادعاء الشيخ أن قوله تعالىٰ : ( وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ... )
الآية ، إشارة إلىٰ خلافة أبي بكر ، لأنه هو الذي جاهد أهل الردة .
فليس صحيحاً ، لأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد تصدىٰ للمرتدين في حياته ،
كما أن الآيات عامة ، وهي تخاطب الجميع ومن بينهم الصحابة
أنفسهم ، والحكم فيها باق إلىٰ يوم القيامة .
أما استشهاد الشيخ بقوله تعالىٰ : ( قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ... ) الآية ، علىٰ
أنها إشارة إلىٰ أبي بكر .
فغير صحيح أيضاً ، قال الآلوسي : والانصاف أن الآية لا تكاد
تصح دليلاً علىٰ إمامة الصديق رضي‌الله‌عنه ، إلّا إن صح غير مرفوع في كون
المراد بالقوم بني حنيفة ونحوهم ، ودون ذلك خرط القتاد... (2) .
أما قوله تعالىٰ : ( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ... ) الآية ، وأن تفسيرها بخلافة أبي بكر وعمر .
فان ذلك من استنتاجات بعض المفسرين دون الاستناد إلىٰ
_______________
(1) سورة التحريم : 4 .
(2) روح المعاني 13 / 259 .
 
حديث أو أثر صحيح ، لكن أتباع مذهب أهل البيت عليهم‌السلام يفسرونها
بالاستناد إلىٰ روايات أئمتهم عليهم‌السلام أنها في المهدي من آل
محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .
روىٰ العياشي باسناده عن علي بن الحسين عليهما‌السلام أنه قرأ الآية
وقال : « هم والله شيعتنا أهل البيت ، يفعل ذلك بهم علىٰ يدي رجل
منا وهو مهدي هذه الأُمة ، وهو الذي قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو لم يبق
من الدنيا إلّا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتىٰ يلي رجل من عترتي
اسمه اسمي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً » .
وروي مثل ذلك عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام (1) .
سنوات الخلافة :
قول الشيخ : وما صح من قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « الخلافة بعدي ثلاثون
سنة » .
نقول : إن هذا الحديث غير صحيح ، لأن في سنده :
1 ـ سعيد بن جهمان :
قال أبو حاتم : لا يحتج به (2) .
_______________
(1) الميزان في تفسير القرآن 18 / 158 ـ 159 .
(2) ميزان الاعتدال 2 / 131 .
 
وقال ابن معين : روى عن سفينة أحاديث لا يرويها غيره . وقال
البخاري : في حديثه عجائب (1) .
2 ـ حشرج بن نباته :
قال النسائي : ليس بالقوي .
قال البخاري : لا يتابع في حديثه ـ يعني وضعهم الحجارة في
أساس مسجده ـ وقال : هؤلاء الخلفاء من بعدي . قال البخاري في
كتاب الضعفاء له : وهذا لم يتابع عليه ، لأن عمر وعلياً قالا : لم
يستخلف النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (2) .
3 ـ سويد بن سعيد :
قال ابن حبان في الثقات : يخطئ ويقرب ، وذكره الخطيب في
المتفق والمفترق فقال : روىٰ عن علي بن عاصم حديثاً منكراً... (3) .
وقال الذهبي : لا يكاد يعرف ، روىٰ عن علي بن عاصم خبراً
منكراً ، قاله ابن الجوزي (4) .


_______________
(1) تهذيب التهذيب 4 / 13 .
(2) ميزان الاعتدال 1 / 551 ، وانظر تهذيب التهذيب 2 / 325 .
(3) تهذيب التهذيب 4 / 242 .
(4) ميزان الاعتدال 2 / 251 .
 
صلاة أبي بكر :
لم يبق من أدلة الشيخ إلّا الاحتجاج بصلاة أبي بكر...
أما ادعاؤه أن الاحتجاج بصلاة أبي بكر قد ورد علىٰ لسان
الصحابة ومن بينهم أمير المؤمنين عليه‌السلام .
فلا صحة له ، والأخبار في ذلك موضوعة علىٰ لسانه من قبل
المتعصبين المذهبيين ، وإلّا فلماذا امتنع أمير المؤمنين عليه‌السلام عن
البيعة ستة أشهر كما ورد في صحاح الأخبار مما تقدم .
أما الربط بين إمامة الصلاة وإمامة الأُمة فلا يصح ، وقد اعترف
علماء أهل السنة بذلك ، فقد قال ابن حزم : أما من ادعىٰ أنه إنما
قُدّم قياساً علىٰ تقديمه إلىٰ الصلاة فباطل بيقين ، لأنه ليس كل من
استحق الامامة في الصلاة يستحق الامامة في الخلافة ، إذ يستحق
الامامة في الصلاة أقرأ القوم وإن كان أعجمياً أو عربياً ، ولا يستحق
الخلافة إلّا قرشي ، فكيف والقياس كله باطل !! (1) .
ورفض هذا المبدأ أيضاً الشيخ محمد أبو زهرة أيضاً حيث قال :
وقال قائلهم : « لقد رضيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم لديننا ، أفلا نرضاه لدنيانا » ؟ ولكنه

_______________
(1) الفصل في الملل 4 / 109 .
 
لزوم ما لا يلزم ، لأن سياسة الدنيا غير شؤون العبادة ، فلا تكون
الاشارة واضحة ، وفوق ذلك فانه لم يحدث في اجتماع السقيفة
الذي تنافس فيه المهاجرون والأنصار في شأن القبيل الذي يكون
منه الخليفة أن احتج أحد المحتجين بهذه الحجة ، ويظهر أنهم لم
يعتقدوا تلازماً بين إمامة الصلاة وإمرة المسلمين (1) .
كما أن فقه أهل السنة لا يقيم اعتباراً للتفاضل في إمامة الصلاة ،
إذ تصح عندهم إمامة الفاسق والفاجر لأهل التقوىٰ والصلاح ،
ويستدلون في ذلك بحديث ينسبونه إلىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « صلّوا خلف
كل بر وفاجر » ، ويستدلّون علىٰ صحة ذلك بصلاة بعض فضلاء
الصحابة خلف الوليد بن عقبة وهو سكران ، والذي سماه القرآن
فاسقاً باجماع المفسرين .
ولو كانت إمامة الصلاة تعني إمامة الأُمة ، لكان سالم مولىٰ أبي
حذيفة وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف أكثر استحقاقاً
لها ، لأنهم أمّوا المسلمين وفيهم أبو بكر ، فقد أخرج البخاري عن
عبدالله بن عمر قال : كان سالم مولىٰ أبي حذيفة يؤُم المهاجرين
الأولين وأصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو
_______________
(1) تاريخ المذاهب الاسلامية : 23 .
 
سلمة وزيد وعامر بن ربيعة (1) .
وكان عمرو بن العاص أميراً علىٰ جيش ذات السلاسل ، وكان
يؤمهم في الصلاة حتىٰ صلىٰ بهم بعض صلواته وهو جنب ، وفيهم
أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح (2) .
وأخرج جمع من المحدثين أن عبد الرحمن بن عوف قد صلىٰ
إماماً بالمسلمين وكان فيهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (3) .
بينما نجد أبا بكر يتأخر عن إمامة الصلاة عند حضور رسول
الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقد أخرج البخاري عن سهل بن سعد الساعدي : أن
رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذهب إلىٰ بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم فحانت
الصلاة فجاء المؤذن إلىٰ أبي بكر فقال : أتصلي للناس فأُقيم ؟ قال
نعم ، فصلىٰ أبو بكر ، فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والناس في الصلاة ،
فتخلّص حتىٰ وقف في الصف ، فصفق الناس ، وكان أبو بكر لا
يلتفت في صلاته ، فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأىٰ رسول

_______________
(1) صحيح البخاري 9 / 88 كتاب الاحكام باب استقضاء الموالي واستعمالهم .
(2) سيرة ابن هشام 4 / 272 ، البداية والنهاية 4 / 274 ، السيرة النبوية لابن كثير 3 / 516 .
(3) صحيح مسلم 1 / 230 باب المسح علىٰ العمامة ، مسند أحمد 4 / 248 و 250 و 251 ، سنن
أبي داود 1 / 37 ، سنن ابن ماجة 1 / 392 ، سنن النسائي 1 / 77 باب كيف المسح علىٰ
العمامة ، البداية والنهاية 5 / 22 .
 
الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأشار إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن امكث مكانك ، فرفع أبو بكر رضي‌الله‌عنه
يديه فحمد الله علىٰ ما أمره به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من ذلك ثم استأخر أبو
بكر حتىٰ استوىٰ في الصف ، وتقدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصلىٰ ، فلما
انصرف قال : « يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك » ؟ فقال أبو
بكر : ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم... (1) .
وقد ثبت من جميع طرق حديث إمامة أبي بكر للصلاة ، أنه بعد
أن افتتح أبو بكر الصلاة ، خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتهادىٰ بين رجلين ـ
علي والعباس أو الفضل بن العباس ـ فصلىٰ بهم إماماً وأزاح أبا بكر
عن إمامة الصلاة .
ولا شك أن خروج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ ورجلاه تخطان في الأرض من
شدة الوجع ـ كما ذكرت الروايات ، يدل على أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد
أدرك غرض عائشة ـ إذ أرسلت إلىٰ أبيها ليؤم المسلمين ـ فجابهها
النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بتلك الجملة الخشنة : « إنكن لصويحبات يوسف » ، ثم
خرج وهو علىٰ هذه الحالة المؤلمة ليزيل عن أذهان الناس ما قد
يعلق بها من تصور أن النبي هو الذي أمره بالصلاة بالمسلمين .
وقد أثبت ابن الجوزي أن أبابكر لم يكن إماماً في تلك الصلاة

_______________
(1) صحيح البخاري 1 / 170 ـ 174 باب من دخل ليؤم الناس فجاء الامام فتأخر الأول...
 
في كتاب صنفه خصيصاً لهذا الغرض ، حين قسمه إلىٰ ثلاثة أبواب :
الباب الأول في إثبات خروج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلىٰ تلك الصلاة وتأخيره أبا
بكر عن الامامة ، والباب الثاني : بيّن فيه إجماع الفقهاء كأبي حنيفة
ومالك والشافعي وأحمد علىٰ ذلك ، كما أثبت في الباب الثالث
ضعف الروايات التي ذكرت تقدم أبي بكر في تلك الصلاة ، ووصف
القائلين بها بالعناد واتباع الهوىٰ (1) .
وقال ابن حجر العسقلاني : تضافرت الروايات عن عائشة
بالجزم بما يدل علىٰ أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان هو الامام في تلك الصلاة (2) .
ولو كانت إمامة أبي بكر للصلاة بأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لتركه علىٰ
إمامته وصلىٰ خلفه ، كما صلىٰ خلف عبد الرحمن بن عوف ، كما أن
هذا الخبر لم يصح إلّا من طريق عائشة ، لذا لم تقم حجته (3) .
وفوق هذا وذاك ، فان أصحاب التاريخ والسير قد أثبتوا أن أبا
بكر كان أيام مرض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مأموراً بالخروج في جيش
أُسامة بن زيد ، فلا ينسجم ذلك قطعاً مع الأمر بتقديمه في الصلاة ،

_______________
(1) تاريخ الاسلام الثقافي والسياسي للاستاذ صائب عبد الحميد : 190 وما بعدها ، عن آفة
أصحاب الحديث .
(2) فتح الباري 2 / 123 .
(3) المعيار والموازنة لابن الاسكافي : 41 ـ 42 .
 
ناهيك عن الاستخلاف (1) .
يتبين بعد كل هذا ، أن جميع الأدلة التي ساقها الشيخ محمد بن
عبد الوهاب لاثبات صحة خلافة أبي بكر أدلة واهية لا تقوم بها
حجة .


_______________
(1) انظر فتح الباري 8 / 124 ، الطبقات الكبرىٰ لابن سعد 4 / 66 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 77 ،
تاريخ الخميس 2 / 154 وغيرها من المصادر .

الهوامش

1. رسالة في الردّ علىٰ الرافضة : 8 .

2. رسالة في الردّ على الرافضة : 9 ـ 12 .

3. تاريخ الطبري 3 / 431 وغيره من المصادر .

4. مسند أحمد 1 / 35 ، تفسير الطبري 6 / 30 ، البداية والنهاية 3 / 247 ، سنن البيهقي 8 / 149 .

5. صحيح البخاري 9 / 100 كتاب الاحكام باب الاستخلاف ، صحيح مسلم 3 / 1454 باب الاستخلاف وتركه .

6. الكامل في التاريخ 2 / 232 ، تاريخ الطبري 3 / 210 ، التمهيد : 487 .

7. صحيح البخاري 8 / 210 باب رجم الحبلىٰ ، تاريخ الطبري 3 / 305 ، الكامل في التاريخ 2 / 327 ، مسند أحمد 1 / 55 ، تاريخ الاسلام للذهبي 3 / 6 ، وقال متفق علىٰ صحته .

8. شرح نهج البلاغة 1 / 174 .

9. مجمع الزوائد 9 / 112 ـ 113 وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح .

10. رسالة في الردّ علىٰ الرافضة : 27 .

11. صحيح البخاري 9 / 101 كتاب الأحكام ، باب الاستخلاف .

12. سنن الترمذي 4 / 501 .

13. سنن أبي داود 4 / 106 .

14. المعجم الكبير 2 / 196 .

15. البداية والنهاية 6 / 248 ـ 250 .

مقتبس من كتاب : لا تخونوا الله والرسول / الصفحة : 31 ـ 66