من أحاديث الإمام الكاظم عليه السلام في الإمامة

طباعة

من أحاديثه عليه السلام في الإمامة

« قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : خلقت أنا وعلي من نور واحد ». [ الخصال / 31 ].

قال أبو بصير : « دخلت عليه فقلت له : جعلت فداك بمَ يعرف الامام ؟ فقال : بخصال ، أما أولاهنّ فشيء تقدم من أبيه فيه وعرفه الناس ونصبه لهم علماً حتّى يكون حجّة عليهم ، لأنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله نصب عليّاً علماً وعرفه الناس وكذلك الأئمّة يعرفونهم الناس وينصبونهم لهم حتّى يعرفوه. ويسأل فيجيب ويسكت عنه فيبتدئ ، ويخبر الناس بما في غد ، ويكلّم الناس بكلّ لسان ». [ قرب الإسناد / 339 ].

« قال عليه السلام : مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه : ماض وغابر وحادث ، فأمّا الماضي فمفسّر ، وأمّا الغابر فمزبور ، وأمّا الحادث فقذفٌ في القلوب ونقرٌ في الأسماع وهو أفضل علمنا ، ولا نبيّ بعد نبيّنا ». [ الكافي : 1 / 264 ].

وفي الكافي : 1 / 281 : « حدّثني موسى بن جعفر عليه السلام قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أليس كان أمير المؤمنين عليه السلام كاتب الوصيّة ورسول الله صلّى الله عليه وآله المملي عليه وجبرئيل والملائكة المقرّبون عليهم السلام شهود ؟ قال : فأطرق طويلاً ، ثمّ قال : يا أبا الحسن قد كان ما قلت ، ولكن حين نزل برسول الله صلّى الله عليه وآله الأمر ، نزلت الوصيّة من عند الله كتاباً مسجّلاً ، نزل به جبرئيل مع أمناء الله تبارك وتعالى من الملائكة فقال جبرئيل : يا محمّد مُرْ بإخراج من عندك إلّا وصيّك ليقبضها منّا وتشهدنا بدفعك إيّاها إليه ضامناً لها ، يعني عليّاً فأمر النبي صلّى الله عليه وآله بإخراج من كان في البيت ما خلا عليّاً عليه السلام وفاطمة عليها السلام فيما بين الستر والباب ، فقال جبرئيل : يا محمد ربك يقرؤك السلام ويقول : هذا كتاب ما كنت عهدت إليك وشرطت عليك وشهدت به عليك ، وأشهدت به عليك ملائكتي ، وكفى بي يا محمّد شهيداً. قال : فارتعدت مفاصل النبي صلّى الله عليه وآله فقال : يا جبرئيل ربّي هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام ، صدق عزّ وجلّ وبرَّ ، هات الكتاب ، فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : إقرأه فقرأه حرفاً حرفاً ، فقال صلّى الله عليه وآله : يا علي ، هذا عهد ربّي تبارك وتعالى إليّ شرطه عليّ وأمانته وقد بلغت ونصحت وأدّيت ! فقال علي عليه السلام وأنا أشهد لك بأبي وأمّي أنت ، بالبلاغ والنصيحة والتصديق على ما قلت ، ويشهد لك به سمعي وبصري ولحمي ودمي !

فقال جبرئيل عليه السلام : وأنا لكما على ذلك من الشاهدين ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : يا علي أخذت وصيّتي وعرفتها وضمنت لله ولي الوفاء بما فيها ، فقال علي عليه السلام : نعم بأبي أنت وأمي عليَّ ضمانها وعلى الله عوني وتوفيقي على أدائها !

فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : يا علي إنّي أريد أن أشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة فقال علي : نعم أشهد ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله : إنّ جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الآن وهما حاضران معهما الملائكة المقرّبون لأشهدهم عليك !

فقال : نعم ليشهدوا وأنا بأبي أنت وأمّي أشهدهم ، فأشهدهم رسول الله صلّى الله عليه وآله !

وكان فيما اشترط عليه النبي بأمر جبرئيل عليه السلام فيما أمر الله عزّ وجلّ أن قال له : يا علي تفي بما فيها من موالاة من والى الله ورسوله والبراءة والعداوة لمن عادى الله ورسوله صلّى الله عليه وآله ، والبراءة منهم على الصبر منك وعلى كظم الغيظ وعلى ذهاب حقّك وغصب خمسك وانتهاك حرمتك ؟

فقال : نعم يا رسول الله فقال أمير المؤمنين عليه السلام : والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لقد سمعت جبرئيل عليه السلام يقول للنبي : يا محمّد عرفه أنّه تنتهك الحرمة وهي حرمة الله وحرمة رسول الله ، وعلى أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط !

قال أمير المؤمنين عليه السلام : فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل حتّى سقطت على وجهي وقلت : نعم قبلت ورضيت وإن انتهكت الحرمة ، وعطلت السنن ، ومزق الكتاب ، وهدمت الكعبة ، وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط ، صابراً محتسباً أبداً حتّى أقدم عليك ! ثمّ دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله فاطمة والحسن والحسين وأعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين ، فقالوا مثل قوله ! فختمت الوصيّة بخواتيم من ذهب لم تمسّه النار ودفعت إلى أمير المؤمنين عليه السلام.

فقلت لأبي الحسن عليه السلام : بأبي أنت وأمي ألا تذكر ما كان في الوصيّة ؟ فقال : سنن الله وسنن رسوله صلّى الله عليه وآله. فقلت : أكان في الوصيّة توثبهم وخلافهم على أمير المؤمنين عليه السلام ؟ فقال : نعم والله شيئاً شيئاً ، وحرفاً حرفاً ، أما سمعت قول الله عزّ وجلّ : إنّا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكلّ شيء أحصيناه في إمام مبين ؟ والله لقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لأمير المؤمنين وفاطمة عليهما السلام : أليس قد فهمتما ما تقدّمت به إليكما وقبلتماه ؟ فقالا : بلى وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا ».

« عن الجعفري قال سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول : الأئمّة خلفاء الله عزّ وجلّ في أرضه » [ الكافي : 1 / 193 ].

« علي بن جعفر قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : لما رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله تيماً وعدياً وبني أميّة يركبون منبره أفظعه ! فأنزل الله تبارك وتعالى قرآناً يتأسّى به : وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ ثمّ أوحى إليه يا محمّد إنّي أمرت فلم اطع فلا تجزع أنت إذا أمرت فلم تطع في وصيّك ». [ الكافي : 1 / 426 ].

« إن فاطمة عليها السلام صدّيقة شهيدة وإنّ بنات الأنبياء لا يطمثن ». [ الكافي : 1 / 458 ].

« ما من ملك يهبطه الله في أمر ما يهبطه إلّا بدأ بالإمام ، فعرض ذلك عليه ، وإنّ مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر ». [ الكافي : 1 / 394 ].

« أدنى ما يثاب به زائر أبي عبد الله عليه السلام بشطّ الفرات إذا عرف حقّه وحرمته وولايته ، أن يغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ». [ الكافي : 4 / 582 ].

« قال أبو الحسن عليه السلام : أتدري لم سمّيت الطائف ؟ قلت : لا ، قال : إنّ إبراهيم عليه السلام لمّا دعا ربّه أن يرزق أهله من الثمرات قطع لهم قطعة من الأردن ، فأقبلت حتّى طافت بالبيت سبعاً ، ثمّ أقرها الله في موضعها ، وإنّما سمّيت الطائف للطواف بالبيت ». [ الكافي : 4 / 428 ].

« عن محمّد بن أبي عمير قال : سمعت موسى بن جعفر عليه السلام يقول : لا يخلد الله في النار إلّا أهل الكفر والجحود وأهل الضلال والشرك ، ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر ، قال الله تبارك وتعالى : إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا.

قال فقلت له : يا ابن رسول الله فالشفاعة لمن تجب من المذنبين ؟ قال : حدّثني أبي عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي فأمّا المحسنون منهم فما عليهم من سبيل. قال ابن أبي عمير فقلت له : يا ابن رسول الله فكيف تكون الشفاعة لأهل الكبائر والله تعالى ذكره يقول : وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ، ومن يرتكب الكبائر لا يكون مرتضى ! فقال عليه السلام : يا أبا أحمد ما من مؤمن يرتك ذنباً إلّا ساءه ذلك وندم عليه ، وقد قال النبي صلّى الله عليه وآله : كفى بالندم توبة ، وقال صلّى الله عليه وآله : من سرته حسنته وساءته سيّئة فهو مؤمن ، فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة ، وكان ظالماً والله تعالى ذكره يقول : مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ.

فقلت له : يا ابن رسول الله وكيف لا يكون مؤمناً من لم يندم على ذنب يرتكبه ؟

فقال : يا أبا أحمد ما من أحد يرتكب كبيرة من المعاصي وهو يعلم أنّه سيعاقب عليها إلّا ندم على ما ارتكب ومتى ندم كان تائباً مستحقّاً للشفاعة ، ومتى لم يندم عليها كان مصرّاً ، والمصرّ لا يغفر له لأنّه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب ، ولو كان مؤمناً بالعقوبة لندم ، وقد قال النبي صلّى الله عليه وآله : لا كبيرة مع الإستغفار ، ولا صغيرة مع الإصرار ». [ التوحيد / 407 ].

« يا سماعة إلينا إياب هذا الخلق وعلينا حسابهم ، فما كان لهم من ذنب بينهم وبين الله عز وجل حتمنا على الله في تركه لنا فأجابنا إلى ذلك ، وما كان بينه وبين الناس استوهبناه منهم وأجابوا إلى ذلك وعوضهم الله عزّ وجلّ ». [ الكافي : 8 / 162 ].

مقتبس من كتاب : [ الإمام الكاظم عليه السلام سيّد بغداد ] / الصفحة : 321 ـ 326