ما جاء في وزن الأعمال

طباعة

قال البيهقي في شعب الإيمان ( ٢ / ٥٥ ).

فصل

ـ وإذا انقضى الحساب كان بعده ، وزن الأعمال ، لأن الوزن للجزاء ، فينبغي أن يكون بعد المحاسبة ، فإن المحاسبة لتقرير الأعمال ، والوزن لإظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها.

قال الله عزّ وجل : ( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ) ، وقال : ( وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ ) ، وقال : ( فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ ) ، إلى قوله : ( وَهُمْ فِيها كالِحُونَ ) ، وقال : ( فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ ) إلى آخر السورة.

وقد ورد ذكر الميزان في حديث الإيمان ، فالإيمان به كالإيمان بالبعث وبالجنة وبالنار وسائر ما ذكر معه.

ـ وقال البيهقي : في الآية التي كتبناها دلالة على أن أعمال الكفّار توزن لأنه قال في آية أخرى : ( بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ ) والظلم بآيات الله الاستهزاء بها وترك الإذعان لها. وقال في آية : ( فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ ) ، إلى أن قال : ( أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ ) ، وقال في آية أخرى : ( فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ نارٌ حامِيَةٌ ).

وهذا الوعيد بالإطلاق لا يكون إلا للكفّار ، فإذا جمع بينه بين قوله : ( وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها ) ثبت أن الكفار يسألون عن كل ما خالفوا به الحق من أصل الدين وفروعه ، إذ لو لم يسألوا عمّا وافقوا فيه أصل تدينهم من ضروب تعاطيهم ولم يحاسبوا بها لم يعتدّ بها في الوزن أيضا ، وإذا كانت موزونة في وقت الوزن دلّ ذلك على أنهم محاسبون بها في موقف الحساب والله أعلم.

وهذا على قول من قال في الكفّار انهم مخاطبون بالشرائع وهو الصحيح لأن الله عزّ وجل يقول : ( وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ ) فتوعدهم على منع الزكاة وأخبر عن المجرمين أنهم يقال لهم : ( ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ ) فبان بهذا أن المشركين مخاطبون بالإيمان وبالبعث وبإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأنهم مسئولون عنها مخاطبون بها مجزون على ما أخلّوا به منها والله أعلم.

واختلفوا في كيفية الوزن ، فذهب ذاهبون إلى أن الكافر قد تكون منه صلة الأرحام ، ومواساة الناس ، ورحمة الضعيف ، وإغاثة اللهفان ، والدفع عن المظلوم ، وعتق المملوك ونحوها مما لو كانت من المسلم لكانت برّا وطاعة ، فمن كان له أمثال هذه الخيرات من الكفّار فإنها تجمع وتوضع في ميزانه لأن الله تعالى قال : ( فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ).

فتأخذ من ميزانه شيئا غير أن الكفر إذا قابلها رجح بها ، وقد حرّم الله الجنة على الكفّار ، فجزاء خيراته أن يخفّف عنه العذاب فيعذّب عذابا دون عذاب ، كأنه لم يصنع شيئا من الخيرات.

وقال البيهقي : وذهب ذاهبون إلى أن خيرات الكافر لا توزن ليجزى بها بتخفيف العذاب عنه إنما توزن قطعا لحجته ، حتى إذا قابلها الكفر رجح بها وأحبطها ، أو لا توزن أصلا ولكن يوضع كفره أو كفره وسائر سيئاته في إحدى كفّتيه ، ثم يقال له : هل لك من طاعة نضعها في الكفّة الأخرى؟ فلا يجدها ، فيتثاقل الميزان فترتفع الكفّة الفارغة وتبقى الكفّة المشغولة فذلك خفّة ميزانه ، فأما خيراته فإنها لا تحسب بشيء منها مع الكفر.

قال الله عزّ وجل : ( وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ).

ـ وأما المؤمنون الذين يحاسبون ، فإن أعمالهم توزن وهم فريقان : أحدهما المؤمنون المتّقون لكبائر الذنوب ، فهؤلاء توضع حسناتهم في الكفة النّيرة ، وصغائرهم ـ إن كانت لهم ـ في الكفّة الأخرى ، فلا يجعل الله لتلك الصغائر وزنا ، وتثقل الكفّة النّيرة وترتفع الكفّة الأخرى ارتفاع الفارغ الخالي ، فيؤمر بهم إلى الجنة ، ويثاب كل واحد منهم على قدر حسناته وطاعاته كما تلونا من الآيات التي ذكرناها في الموازين.

والآخر المؤمنون المخطئون ، وهم الذين يوافون القيامة بالكبائر والفواحش ، غير أنهم لم يشركوا بالله شيئا ، فحسناتهم توضع في الكفّة النّيرة ، وآثامهم وسيئاتهم في الكفّة المظلمة ، فيكون يومئذ لكبائرهم التي جاءوا بها ثقل ولحسناتهم ثقل ، إلا أن الحسنات تكون بكل حال أثقل ، لأن معها الإيمان وليس مع السيئات كفر ، ويستحيل وجود الإيمان والكفر معا لشخص واحد ، ولأن الحسنات لم يرد بها إلا وجه الله تعالى ، والسيئات لم يقصد بها مخالفة الله وعناده ، بل كان تعاطيها لداعية الهوى وعلى خوف من الله عزّ وجل وإشفاق من غضبه ، فاستحال أن تواري السيئات ـ وإن كثرت ـ حسنات المؤمن ، ولكنها عند الوزن لا تخلو من تثقيل يقع بها الميزان حتى يكون ثقلها كبعض ثقل الحسنات ، فيجري أمر هؤلاء على ما ورد به الكتاب جملة ودلّت سنّة المصطفى صلى الله عليه وسلم على تفصيلها وهو قوله عزّ وجل : ( إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ) ، وقوله : ( وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ) فيغفر لمن يشاء بفضله ، ويشفّع فيمن شاء منهم بإذنه ، ويعذب من شاء منهم بمقدار ذنبه ثم يخرجه من النار إلى الجنة برحمته كما ورد به خبر الصادق.

وقد دلّ الكتاب على وزن أعمال المخلطين من المؤمنين وهو قوله عزّ وجل : ( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ ) وإنما أراد ـ والله أعلم ـ أنه لا يترك له حسنة إلا توزن ، وهذا بالمؤمن المخلّط أليق ، لأنه لو تركت له حسنة لم توزن لزاد ذلك في ثقل سيئاته فأوجب ذلك زيادة في عذابه.

ـ فأما أن الوزن كيف يكون ففيه وجهان : أحدهما ، أن صحف الحسنات توضع في الكفّة النّيرة وصحف السيئات في الكفّة المظلمة ، لأن الأعمال لا تنسخ في صحيفة واحدة ولا كاتبها يكون واحدا ، لكن الملك الذي يكون عن اليمين يكتب الحسنات ، والملك الذي يكون عن الشمال يكتب السيئات ، فيتفرد كل واحد منهما بما ينسخ ، فإذا جاء وقت الوزن وضعت الصحف في الموازين فيثقّل الله عزّ وجل ما يحقّ تثقيله ، ويخفّف مما يحقّ تخفيفه.

والوجه الثاني ، يجوز أن يحدث الله تبارك وتعالى أجساما مقدّرة بعدد الحسنات والسيئات ، ويميز إحداهما عن الأخرى بصفات تعرف بها ، فتوزن كما توزن الأجسام بعضها ببعض في الدنيا ـ والله أعلم ـ ويعتبر في وزن الأعمال مواقعها من رضى الله عزّ وجل وسخطه.

[١٧٧] أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي علي السّقا ، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدّثنا محمد بن عبيد الله المنادي ، حدّثنا يونس بن محمد ، حدّثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن يحيى بن يعمر ، عن ابن عمر ، عن عمر بن الخطاب قال : بينا نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم في أناس إذ جاء رجل ليس عليه سحناء سفر ، وليس من أهل البلد يتخطى ، حتى ورك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجلس أحدنا في الصلاة ثم وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ما الإسلام ؟ قال : « الإسلام أن تشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمدا رسول الله ، وأن تقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتحج وتعتمر وتغتسل من الجنابة ، وتتم الوضوء ، وتصوم رمضان » ، قال : فإن فعلت هذا فأنا مسلم ؟ قال : « نعم » ، قال : صدقت يا محمد ، قال : ما الإيمان ؟ قال : « الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ، وتؤمن بالجنة والنار والميزان ، وتؤمن بالبعث بعد الموت ، وتؤمن بالقدر خيره وشرّه » ، قال : فإذا فعلت هذا فأنا مؤمن ؟ قال : « نعم » ، قال : صدقت (١).

[١٧٨] أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن إبراهيم المهراني ، حدّثنا أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد ، حدّثنا الحارث بن محمد ، حدّثنا داود بن المحبر ، حدّثنا صالح المري ، عن جعفر بن زيد عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يؤتى بابن آدم يوم القيامة فيوقف بين كتفي الميزان ويوكل به ملك فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق : سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا ، وإن خفّت موازينه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق : شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا » (2).

قال الشيخ : إسناده ضعيف.

[١٧٩] عن شعبة ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال : للناس عند الميزان تجادل وزحام (3).

[١٨٠] عن حرب بن ميمون أبي الخطاب ، عن النضر بن أنس ، عن أنس بن مالك قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة فقال : « أنا فاعل إن شاء الله تعالى ». قلت : فأين أطلبك ؟ قال : « أول ما تطلبني على الصراط » ، قلت : فإن لم ألقك على الصراط ؟ قال : « فاطلبني عند الميزان » ، قلت : فإن لم ألقك عند الميزان ؟ قال : « فاطلبني عند الحوض فإني لا أخطئ هذه الثلاثة مواطن » (4).

[١٨١] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقري أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، حدّثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، حدّثنا محمد بن المنهال ، حدّثنا يزيد بن زريع ، حدّثنا يونس بن عبيد ، عن الحسن ، أن عائشة بكت ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما يبكيك يا عائشة » ؟ قالت : ذكرت أهل النار فبكيت هل يذكرون أهليهم يوم القيامة ؟ قال : « أما في ثلاثة مواضع فلا يذكر أحد أحدا : حيث يوضع الميزان حتى يعلم أيثقل ميزانه أم يخفّ ، وحيث يقول : ( هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ ) حيث تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه أم في شماله أم من وراء ظهره ، وحيث يوضع الصراط على الجسر ».

قال يونس : أشك الحسن قال : حافتيه كلاليب وحسك ، ويحبس الله به من يشاء من خلفه حتى يعلم أينجو أم لا ينجو (5) ؟.

[١٨٢] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ ابن داسه ، حدثنا أبو داود ، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم وحميد بن مسعدة ، أن إسماعيل بن إبراهيم حدّثهم قال : أخبرنا يونس عن الحسن عن عائشة أنها ذكرت النار فبكت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما يبكيك » ؟ قالت : ذكرت النار فبكيت ، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدا ، عند الميزان حتى يعلم أيخفّ ميزانه أو يثقل ، وعند الكتاب حين يقال : ( هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ ) حتى يعلم أين يقع كتابه أفي يمينه أم في شماله أم من وراء ظهره ، وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم » (6).

قال يعقوب : عن يونس ، وهذا لفظ حديثه.

[١٨٣] عن عبد الله بن صالح ، عن الليث بن سعد ، عن عامر بن يحيى ، عن أبي عبد الرحمن المعافري ثم الحبلي قال : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « سيصاح يوم القيامة برجل من أمتي على رءوس الخلائق ، ينشر عليه تسعة وتسعون سجلا ، كل سجل مدّ البصر ، ثم يقول : أتنكر من هذا شيئا ؟ فيقول : لا يا رب ، فيقول : ألك عذر أو حسنة ؟ فيهاب الرجل فيقول : لا يا رب ، فيقول : بلى إن لك عندنا حسنات ، وإنه لا ظلم عليك ، فيخرج له بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، فيقول : يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ، فيقول : إنك لا تظلم ، قال : فتوضع السجلات في كفّة والبطاقة في كفّة ، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة » (7).

 

الهوامش

[١٧٧] نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ٣٢ ). البدور السافرة ص ـ ٦٩. الدرّ المنثور ( ٣ / ٤١٧ ). كنز العمّال ( ١ / ٢٧٢ ).

1. أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان : باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان ، ووجوب الإيمان بإثبات قدر الله سبحانه وتعالى وبيان الدليل على التبري ممّن لا يؤمن بالقدر وإغلاظ القول في حقّه. ساق سنده ولم يسق المتن.

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة ص ـ ٥٨ ساق سنده ولم يسق متنه.

وأخرجه اللالكائي في السنّة كما في الدرّ والكنز.

وأخرجه ابن منده في كتاب الإيمان ( ١ / ١٤٣ ـ ١٤٤ ـ ١٤٥ ـ ١٤٦ ) من عدة طرق ، قال : أخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف وإسماعيل بن محمد بن إسماعيل قالا : حدّثنا محمد بن عبيد الله بن أبي داود ، حدثنا يونس بن محمد فذكره مطوّلا بلفظين مختلفين ثم قال : هكذا حدّث به يونس بن محمد المؤدّب عن المعتمر بلفظين مختلفين. وقال : أخبرنا عبد الله بن سعد البزاز النيسابوري حدثنا علي بن الحسين بن بشّار من أصل كتابه حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني حدثنا المعتمر بن سليمان فذكره مطوّلا أيضا ثم قال : أخبرنا أبو علي الحسين بن علي ، وحسّان بن محمد ، ومحمد بن يعقوب الشيباني وعبد الله بن سعد البزاز قالوا : أنبأ محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا يوسف بن واضح أبو يعقوب الهاشمي إملاء ، حدثنا المعتمر بن سليمان فذكره مطوّلا أيضا وقال : فأما الخبر الأول فوافقه محمد بن أبي يعقوب الكرماني وهو أحد الثقات ممّن روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في الجامع واعتمده ووثّقه.

 وأما الخبر الثاني فرواه يوسف بن واضح الهاشمي البصري وغيره عن المعتمر بن سليمان من نحو رواية يونس بن محمد وذكر فيه الزيادات التي ذكرها يونس في الخبر الأخير.

 وأخرجه ابن حبّان في صحيحه ( ١ / ١٩٨ ـ ١٩٩ ) من طريق ابن خزيمة كتاب الإيمان : باب فرض الإيمان : ذكر البيان بأن الإيمان والإسلام شعب وأجزاء غير ما ذكرنا في خبر ابن عباس وابن عمر بحكم الأمينين محمد وجبريل عليهما‌ السلام.

وأخرجه المصنّف في الشعب ( ٢ / ٥٦ ) قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو العباس بن يعقوب فذكره.

وكذا في الأسماء والصفات ( ١ / ٢٩٦ ).

وأخرجه المصنّف في الاعتقاد ص ـ ٥٢ ، ١٣٦ ، ١٣٧ ، قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفّار وأبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزّاز قالا : حدثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي. وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو الحسن علي بن محمد بن علي الأسفراييني قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب فذكره مطوّلا.

 [١٧٨] نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ٣١ ). البدور السافرة ص ـ ٧٠. الدرّ المنثور ( ٣ / ٤١٩ ). إتحاف السادة المتّقين

( ١٠ / ٤٧٤ ). الترغيب والترهيب ( ٤ / ٤٢٥ ).

2. أخرجه البزار قال : حدّثنا إسماعيل بن أبي الحارث حدثنا داود بن المحبّر حدثنا صالح المري عن ثابت البناني وجعفر بن زيد ومنصور بن زاذان عن أنس كما في كشف الأستار ( ٤ / ١٦٠ ـ ١٦١ ) وقال : لا نعلم رواه عن ثابت إلا صالح ، ولا عن جعفر أيضا إلا صالح. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ( ١٠ / ٣٥٠ ) : وفيه صالح المري وهو مجمع على ضعفه.

وأخرجه أبو نعيم في الحلية ( ٦ / ١٧٤ ) قال : حدّثنا أبو بكر بن خلاّد حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا داود بن المحبّر حدثنا صالح المري عن جعفر بن زيد عن أنس بن مالك فذكره. وقال : تفرّد به داود عن صالح عن جعفر ، وروي عن داود عن صالح عن ثابت ومنصور بن زاذان عن أنس. حدّثنا القاضي أبو أحمد ، حدثنا محمد بن أحمد بن راشد ، حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث حدثنا داود بن المحبّر حدثنا صالح المري ، عن ثابت ومنصور بن زاذان عن أنس فذكره.

 وأورده الحافظ في المطالب العالية ( ٤ / ٣٨٦ ) وعزاه للحارث بن أبي أسامة.

وأخرجه ابن أبي الدنيا عن إسماعيل بن أبي الحارث عن داود بن المحبّر عن صالح المري عن ثابت البناني وجعفر بن زيد عن أنس كما في نهاية البداية والنهاية. وأخرجه ابن مردويه واللالكائي أيضا كما في الدرّ

 [١٧٩] الدرّ المنثور ( ٥ / ٦٣٣ ). البدور السافرة ص ـ ٧٠.

3. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف ( ٧ / ٥٩ ) عن غندر عن شعبة بلفظ : يجاء بالناس إلى الميزان يوم القيامة فيتجادلون عنده أشد الجدال.

وأخرجه أحمد في الزهد كما في الدرّ والبدور السافرة.

[١٨٠] البدور السافرة ص ـ ٧٠. الدرّ المنثور ( ٣ / ٤٢٠ ). الترغيب والترهيب ( ٤ / ٤٢٤ ـ ٤٢٥ ).

4. أخرجه الترمذي في جامعه كتاب صفة القيامة والرقائق والورع : باب ما جاء في شأن الصراط. قال : حدّثنا عبد الله بن الصباح الهاشمي ، حدّثنا بدل بن المحبّر ، حدّثنا حرب بن ميمون فذكره وقال : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

وأخرجه أحمد في مسنده ( ٣ / ١٧٨ ) من طريق يونس بن محمد عن حرب بن ميمون.

وأخرجه ابن ماجه في التفسير من طريق عبد الصمد كما في نهاية البداية والنهاية ( ١ / ٣٧٢ ).

[١٨١] نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ٣١ ). الدرّ المنثور ( ٣ / ٤١٩ ). البدور السافرة ص ـ ٧٠.

5. أخرجه الحاكم في المستدرك ( ٤ / ٥٧٨ ) قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني ، حدثنا يحيى بن محمد الذهلي ، حدثنا مسدد ، حدثنا ابن عليّة ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن ، عن عائشة فذكره. وقال : صحيح إسناده على شرط الشيخين لو لا إرسال فيه بين الحسن وعائشة ، على أنه قد صحّت الروايات أن الحسن كان يدخل وهو صبي منزل عائشة رضي الله عنها وأم سلمة. وأقرّه على ذلك الذهبي.

وأخرجه الآجري في الشريعة ص ـ ٣٨٤ ، ٣٨٥ ، قال : أخبرنا الفريابي ، حدّثنا أحمد بن سنان قال : حدّثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني قال : أخبرنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها فذكره بنحوه.

وقال حدّثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال : حدّثنا حميد بن عياش الرملي ، وقال : حدّثنا مؤمل بن إسماعيل ، حدّثنا مبارك ، عن الحسن ، عن عائشة رضي الله عنها فذكره بنحوه.

 وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ( ٦ / ١١٠ ) من طريق السيلحيني. وأخرجه ( ٦ / ١٠١ ) من طريق عفّان ، عن القاسم بن الفضل عن الحسن ببعضه.

 وأخرجه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد أيضا كما في الدرّ.

[١٨٢] نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ٢٩ ـ ٣٠ ). البدور السافرة ص ـ ٧٠. الدرّ المنثور ( ٣ / ٤١٩ ). إتحاف السادة المتّقين ( ١٠ / ٤٧٣ ).

6. أخرجه أبو داود في سننه كتاب السنّة : باب في ذكر الميزان.

وأخرجه المصنّف في الاعتقاد ص ـ ١٣٩ ، بسنده ومتنه.

وانظر تخريج الحديث السابق.

[١٨٣] الدرّ المنثور ( ٣ / ٤٢٠ ). البدور السافرة ص ـ ٧٠.

7. أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ( ٢ / ٢١٣ ) من طريق إبراهيم بن إسحاق الطالقاني عن ابن المبارك عن الليث به. و ( ٢ / ٢٢١ ـ ٢٢٢ ) من طريق قتيبة عن ابن لهيعة عن عامر بن يحيى به.

وأخرجه الترمذي في جامعه كتاب الإيمان : باب ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلاّ الله. من طريق سويد بن نصر عن ابن المبارك عن الليث به. وقال : حسن غريب ثم قال : حدّثنا قتيبة ، حدّثنا ابن لهيعة عن عامر بن يحيى بهذا الإسناد نحوه.

وأخرجه ابن ماجه في سننه كتاب الزهد : باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة. من طريق محمد بن يحيى ، عن ابن أبي مريم عن الليث بن سعد به.

وأخرجه ابن حبّان في صحيحه من طريق عبد الوارث بن عبيد الله عن ابن المبارك. انظر الموارد ص ـ ٦٢٥.

وأخرجه المصنّف في الشعب ( ٢ / ٧٠ ـ ٧١ ) من طريق الحاكم ( ١ / ٦ ) قال : أخبرنا عبد الله بن الحسين القاضي بمرو ، حدثنا الحارث بن أبي أسامة ، حدّثنا يونس بن محمد عن الليث به وقال : هذا حديث صحيح لم يخرج في الصحيحين وهو صحيح على شرط مسلم ، فقد احتجّ بأبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وعامر بن يحيى مصري ثقة ، والليث بن سعد إمام ، ويونس المؤدب متفق على إخراجه في الصحيحين. وأقرّه الذهبي.

وأخرجه ( ١ / ٥٢٩ ) قال : حدّثنا علي بن حمشاذ العدل ، حدثنا عبيد بن شريك وأحمد بن إبراهيم بن ملحان قالا : حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير عن الليث به وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

وأخرجه البغوي في شرح السنّة ( ١٥ / ١٣٤ ) من طريق إبراهيم بن عبد الله الخلاّل عن ابن المبارك. وقال : حسن غريب.

طاشت : أي خفّت ، والطيش خفّة العقل.

وأخرجه ابن مردويه واللالكائي أيضا كما في الدرّ.

 

مقتبس من كتاب استدراكات البعث والنّشور