الحساب والشهود

طباعة

المصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج4 ، ص 255

(255)

4  ـ الحساب والشهود


وبعد تناول الصحف يبدأ الحساب ، وهو مشهد مروّعٌ للقلوب ، ومقطّعٌ
للأرواح ، إنّه مشهد القضاء على الناس بشهود لا يتطرق إلى شهادتهم ريب ، ولا
يتّهمون بكذب . وهم بين شاهد خارجي كالله سبحانه ، والأنبياء ، والملائكة ،
والأرض ، وداخلي كالأعضاء والجوارح حتى جلد البدن .
وهناك نوع آخر من الشهود لا يشابه القسمين ، وهو تجسّم أعمال الإنسان
بوجود يناسب تلك النشأة ، وهذا نظير عرض صور الجريمة ووقائعها التي التقطت
عند ارتكاب المجرم لها ، أوبثّ الشريط الّذي سجل فيه كلام المعتدي بالسبّ
والوقيعة ، وإن كان هناك فرق بين الممثّل والممثّل له .
وبذلك لا يجد المجرم لنفسه إلا الاعتراف بالذنب والتقصير والجرأة ، لثبوت
الجرم عليه بوجه لا يقبل الإنكار ، وإليك عرض هؤلاء الشهود في ضوء آيات
القرآن الكريم ، مقدّمين الشهود الخارجيين على الداخلين  .