نبيّ الإسلام

طباعة

المصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج4 ، ص256 ـ 257

(256)

الشاهد الثالث : نبيّ الإسلام


عدّ القرآن نبيّ الإسلام شاهد أُمّته ، يقول سبحانه : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ
________________________________________


(257)


كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا (1) .
ويقول سبحانه : { وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنفُسِهِمْ
وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاَء ...} (2) .
وقد عرفتَ أنّ هذه الشهادة تستلزم من الكفاءات شيئاً عظيماً ، وبهذا يظهر
عظم مقام هذا الشاهد ، لوقوفه على ضمائرالقلوب وأعمال الأُمّة ، وإن كانوا
بعيدين عنه . ومن كان له هذا المقام ، فتعرّفه على الغيب من أهون الأُمور ، ومع
ذلك نرى بعض القشريين ينزعجون من إثبات علم الغيب للنبيّ ، ويزعمون انّ
نسبته إليه وإلى الله سبحانه يستلزم الشرك ، ولكن عزب عنهم الفرق بين العلم
الكسبي والذاتي ، والمحدود واللامحدود ، والقائم بالغير والقائم بالنفس .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1)  -سورة النساء : الآية 41.
(2)  -سورة النحل : الآية 89. ولاحظ الحج  :الآية 78.