الموتُ والأجل المُسَمّى

طباعة

المصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج4 ، ص 228 ـ 229

 

(228)

 

الأمر السادس : الموتُ والأجل المُسَمّى


يقسم القرآن الأجل إلى أجل ، وأجل مسمّى ، وبيانه   :
إنّ لكل نوع من أنواع الموجودات الحيّة ، بل مطلق الموجودات ، قابلية
خاصة لإدامة الحياة والوجود. ومن هذا ، مايقال إنّ العمر الطبيعي للإنسان هو
________________________________________


(229)

مائة وعشرون سنة ، فالإنسان ـ بما هو إنسان - قابل لأن يعيش هذا المقدار من
الزّمن . وفي ضوء ذلك ، لكلّ إنسان « أجل » ، بهذا المعنى ، ولكنه ليس أجلاً
حتمياً وقطعياً ، بل قد ينقص عنه أويزيد عليه لعوامل خاصة في حياته ، فربّ
إنسان يموت في العقد الخامس أو السادس من عمره ، وهو أجل حتمي ومسمّى
له ، مع أنّ الأجل المطلق كان أزيد منه . وربّ إنسان يعيش أزيد من هذا الحدّ
الطبيعي ، ويموت في العقد الخامس عشر من عمره ، وهو أجل حتميٌّ ومسمّى
له ، وإن كان الأجل المطلق أنقص منه .
والأجل المطلق يعرفه غيره سبحانه ، ولكنّ الأجل الحتمي عنده ، فهو
الّذي يعرف الحدّ الّذي تقف فيه حياة كل أنسان ، ولا تتجاوزه قطعاً ، يقول
سبحانه : { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ
ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ} (1) .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) - سورة الأنعام : الآية2، وبما أنّ الكلام فيه قد سبق في الجزء الثاني من هذا الكتاب « الإلهيات » ،
ص 242ـ246، فقد اكتفينا بهذا المقدار.