القرآن الكريم يكشف حقائق بعض الصحابة

طباعة

القرآن الكريم يكشف حقائق بعض الصحابة

وحتّى لا يتوهّم معاندٌ في آيات المنافقين ، ويحاول فصْلَهم عن الصّحابة ، كما يقول بذلك أهل السنّة ، فقد تعمّدنا سرد الآيات التي تخصّ المؤمنين.

فقد جاء في الذكر الحكيم قوله تعالى :

( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ الله اثَّاقَلْتُمْ إلَى الأرْضِ أرَضِيتُمْ بِالحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إلا قَلِيلٌ * إلا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً ألِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماًغَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَالله عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ ) (1).

( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأتِي الله بِقَوْم يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أذِلَّة عَلَى المُؤْمِنِينَ أعِزَّة عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِم ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (2).

( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا الله وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أمَانَاتِكُمْ وَأنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أنَّمَا أمْوَالُكُمْ وَأوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأنَّ الله عِنْدَهُ أجْرٌ عَظِيمٌ ) (3).

( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِله وَلِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأنَّهُ إلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أنَّ الله شَدِيدُ العِقَابِ ) (4).

( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً * إذْ جَاؤُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أسْفَلَ مِنْكُمْ وَإذْ زَاغَتِ الأبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِالله الظُّنُونَ * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيداً * وَإذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ إلا غُرُوراً ) (5).

( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ الله أنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ) (6).

( ألَمْ يَأنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ ) (7).

( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أنْ أسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إسْلامَكُمْ بَلْ الله يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أنْ هَدَاكُمْ لِلإيمَانِ إنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (8).

( قُلْ إنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأبْنَاؤُكُمْ وَإخْوَانُكُمْ وَأزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أحَبَّ إلَيْكُمْ مِنَ الله وَرَسُولِهِ وَجِهَاد فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأتِيَ الله بِأمْرِهِ وَالله لا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ ) (9).

( قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) (10).

( إنَّمَا يَسْتَأذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالله وَاليَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ) (11).

( لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إلا خَبَالا وَلأوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَالله عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) (12).

( فَرِحَ المُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ الله وَكَرِهُوا أنْ يُجَاهِدُوا بِأمْوَالِهِمْ وَأنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُوا لا تَنفِرُوا فِي الحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ) (13).

( ذَلِكَ بِأنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أسْخَطَ الله وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأحْبَطَ أعْمَالَهُمْ * أمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أنْ لَنْ يُخْرِجَ الله أضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاءُ لاَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ القَوْلِ وَالله يَعْلَمُ أعْمَالَكُمْ ) (14).

( وَإنَّ فَرِيقاً مِنَ المُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأنَّمَا يُسَاقُونَ إلَى المَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ ) (15).

( هَا أنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ الله فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَالله الغَنِيُّ وَأنْتُمُ الفُقَرَاءُ وَإنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أمْثَالَكُمْ ) (16).

( وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإنْ اُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ) (17).

( وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إلَيْكَ حَتَّى إذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ اُوتُوا العِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً اُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ الله عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أهْوَاءَهُمْ ) (18).

( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ اُذُنٌ قُلْ اُذُنُ خَيْر لَكُمْ يُؤْمِنُ بِالله وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ الله لَهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ ) (19).

إنّ هذا القدر من الآيات البيّنات كاف لإقناع الباحثين بأنّ الصّحابة ينقسمون إلى قسمين اثنين :

١ ـ قسمٌ آمن بالله وبرسوله صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم ، وأسلم أمره وقيادته لهما ، فأطاع الله ورسولَه صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم ، وتفاني في حبّهما ، وضحّى في سبيلها ، وكان من الفائزين ، وهؤلاء يمثّلون الأقليّة وقد سمّاهم القرآن : ( الشَّاكِرِينَ ).

٢ ـ قسمٌ آمن بالله وبرسوله صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله ظاهريّاً ولكنّ قلبه فيه مرض ، فلم يسلم أمره إلّا لمصلحته الشخصيّة ومنافعه الدنيويّة ، فهو يعارض الرسول صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم في أحكامه وأوامره ، ويقدّم بين يدي الله ورسوله صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم ، فكان من الخاسرين ، وهؤلاء يمثّلون الأكثريّة ، وقد عبّر عنهم القرآن بأوجز تعبير ، إذ يقول عزّ وجلّ : ( لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالحَقِّ وَلَكِنَّ أكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) (20).

فالباحث يكتشفُ أنّ هؤلاء « الأكثريّة » كانوا في حياة النبي صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله يعيشون معه ، ويصلّون خلفه ، ويصحبونه في حلّه وترحاله ، ويتقرّبون إليه بكلّ وسيلة لئلّا ينكشف أمرهم للمؤمنين المخلصين ، ويحاولون جهدهم أن يظهروا بمظهر يغبطهم عليه المؤمنون ؛ لكثرة تعبّدهم وورعهم في أعين الناس (21).

فإذا كان هذا حالهم في حياة النبىّ صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم ، فكيف أصبحوا بعد وفاته ؟ لا شكّ بأنّهم نشطوا وتكاثَروا ، وازداد تستّرهم وتمثيلهم ، فلم يعد هناك نبيٌّ يعرفهم ، ولا وحيٌ يفضحُهم ، وخصوصاً وقد ظهرت بموته صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم بوادر الشقاق والإفتراق من أهل المدينة الذين مردوا على النفاق ، وكذلك ارتداد العرب في شبه الجزيرة الذين هم أشدّ كفراً ونفاقاً ، ومنهم من ادّعى النبوّة كمسيلمة الكذّاب ، وطليحة ، وسجاح بنت الحرث وأتباعهم ، وكلّ هؤلاء كانوا من الصّحابة (22).

وإذا تركنا كلّ هؤلاء ، واعتمدنا فقط على سكّان المدينة من صحابة رسول الله صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم ، فإنّا نجزم بأنّ هؤلاء ـ أيضاً ـ ظهرتْ فيهم حسيكة النّفاق ، وحتّى المؤمنين منهم أغلبهم انقلب على عقبيه من أجل الخلافة.

وقد عرفنا فيما سبق من أبحاث أنّهم تآمروا على رسول الله صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم وعلى وصيّه ، وعصوا رسول الله صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم في أوامره التي أمرهم بها وهو على فراش الموت.

وهذه الحقيقة لا مفرَّ منها للباحثين عن الحقّ ؛ إذ يصطدمون بها عند قراءة كتب التاريخ والسيرة النبويّة ، وقد سجّلها كتاب الله سبحانه بأجلى العبارة ، وأحكم الآيات بقوله تعالى :

( وَمَا مُحَمَّدٌ إلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفَإنْ مَاتَ أوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ الله شَيْئاً وَسَيَجْزِي الله الشَّاكِرِينَ ) (23).

فالشّاكرون هم الأقليّة من الصحابة الذين لم ينقلبوا ، وثبتوا على العهد الذي أبرموه مع رسول الله صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم ولم يبدّلوا تبديلاً.

وبهذه الآية الكريمة ومدلولها المحكم تسقطُ دعوى أهل السنّة : بأنّ الصحابة لا علاقة لهم بالمنافقين !!

ولو سلّمنا لهم جدَلاً بذلك ، فإنّ هذه الآية الكريمة خاطبت الصحابة المخلصين الذين لم يكونوا منافقين في حياة النبيّ صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم ، وإنّما انقلبوا على أعقابهم بعد وفاته مباشرة.

وسوف يتّضح أمر هؤلاء إذا ما بحثنا أحوالهم في حياة النبيّ صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم وبعد وفاته ، وما قاله فيهم رسول الله صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم ، وطفحتْ به كتب الحديث والسيرة والتاريخ.

الهوامش

1. التوبة : ٣٨ ـ ٣٩.

2. المائدة : ٥٤.

3. الأنفال : ٢٧ ـ ٢٨.

4. الأنفال : ٢٤ ـ ٢٥.

5. الأحزاب : ٩ ـ ١٢.

6. الصف : ٢ ـ ٣.

7. الحديد : ١٦.

8. الحجرات : ١٧.

9. التوبة : ٢٤.

10. الحجرات : ١٤.

11. التوبة : ٤٥.

12. التوبة : ٤٧.

13. التوبة : ٨١.

14. محمّد : ٣٠.

15. الأنفال : ٦.

16. محمّد : ٣٨.

17. التوبة : ٥٨.

18. محمّد : ١٦.

19. التوبة : ٦١.

20. الزخرف : ٧٨.

21. أخرج أبو يعلى في مسنده ١ : ٩٠ ، وابن حجر في إصابته ٢ : ٣٤١ في ترجمة ذي الثدية عن أنس بن مالك ، قال : كان في عهد رسول الله رجلٌ يعجبنا تعبّده واجتهاده ، وقد ذكرنا ذلك لرسول الله صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم باسمه فلم يعرفه ، فوصفناه بصفته فلم يعرفه ، فبينما نحن نذكره إذ طلع الرجلُ ، قلنا : هو ذا ! قال رسول الله : إنّكم تخبروني عن رجل إنّ في وجهه لسعفةٌ من الشيطان ، إنّ هذا وأصحابه يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدّين كما يمرق السهم من الرميّة ، أقتلُوهم فهم شرّ البريّة. « المؤلف ».

22. طليحة بن خويلد ، اتّفق المترجمون للصحابة على أنّه صحابي أسلم سنة تسع للهجرة ، ثمّ ارتدّ ، قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ١ : ٣١٦ : « طليحة بن خويلد ابن نوفل الأسدي البطل الكرّار صاحب رسول الله صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم ... أسلم سنة تسع ثمّ ارتدّ وظلم نفسه ، وتنبأ بنجد ، وتمت له حروب مع المسلمين ثمّ انهزم وخذل ولحق بآل جفنة الغسانيين بالشام ثمّ ارعوى وأسلم ... وأحرم بالحجّ فلمّا رآه عمر قال : يا طليحة لا أحبّك بعد قتلك عكاشة بن محض وثابت بن أقرم ... » ، وراجع أيضاً أُسد الغابة ٣ : ٩٥ ، العبر ١ : ٢٦ ، الإصابة ٥ : ٢٤٣ وغيرها.

فهذا صحابي ارتدّ بعد النبي صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم وتنبأ ، وقتل الصحابة منهم عكاشة وثابت ، حتّى إنّ عمر بن الخطاب يكره رؤيته لفعله الشنيع ، وعلى ذلك هناك سؤالان لصاحب كتاب « كشف الجاني » وغيره وهما :

1 ـ إنّكم تدّعون بأنّه لم يرتدّ صحابي بعد وفاة النبي صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم عقيب ذكركم لحديث الحوض ، فهل هذا الشخص من الصحابة أم أنّه لم يرتد ؟!

2 ـ تقولون بأنّ الصحابة عدول وقد رضي الله عنهم جميعاً ، ثمّ تقولون : بأنّ رضى الله لا يتعقبه سخط ، فلا يمكن أن يرضى الله عن الصحابة ـ مثلاً ـ ثمّ يغضب عليهم ، فهنا نسأل : هل هذا الصحابي ـ وهو طليحة ـ حينما ارتدّ وتنبأ وقتل بعض الصحابة ، هل أنّ الله كان راضياً عنه لأنّه صحابي ، أم أنّه كان غاضباً عليه لأفعاله الشنيعة ؟ !

وأمّا سجاح بنت الحارث ، فقد عدّها ابن حجر في الإصابة ٨ : ١٩٨ من الصحابة ، وهي أيضاً ارتدّت وتنبأت. وبهذا يبطل كلام صاحب « كشف الجاني » : ١٣٣ في نفيه لصحبتها وتكذيب المؤلّف ، دفعاً للحجّة باللغو والكلام بغير علم ، وتقليداً لمنهج ابن تيميّة الذي ينكر الوقائع الصحيحة الثابتة نصرة لبني أُميّة وأعداء آل محمّد صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم.

ويوجّه السؤالين السابقين هنا ـ أيضاً ـ إلى عثمان الخميس وغيره لمعرفة موقفهم من هذين الصحابيين ؟!.

23. آل عمران : ١٤٤.

مقتبس من كتاب : [ فاسألوا أهل الذّكر ] / الصفحة : 183 ـ 190