رواة الغسل عن ابن عبّاس

طباعة

رواة الغسل عن ابن عبّاس

الإسناد الأوّل

البخاري : حدثنا محمّد بن عبدالرحيم ، قال : أخبرنا أبو سلمة الخزاعي « منصور بن سلمة » ، قال ابن بلال ـ يعني سليمان ـ عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن ابن عبّاس ...

الإسناد الثاني

أبو داود : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا محمّد بن بشر ، حدّثنا هشام بن سعد ، حدّثنا زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن ابن عبّاس ...

الإسناد الثالث

النسائي : أخبرنا مجاهد بن موسى ، قال : حدّثنا عبدالله بن إدريس ، قال : حدّثنا ابن عجلان ، عن بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن ابن عبّاس ...

الإسناد الرابع

النسائي : أخبرنا الهيثم بن أيّوب ، قال : حدّثنا عبدالعزيز بن محمّد ، قال : حدّثنا زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن ابن عبّاس ...

الإسناد الأخير

هو ما رواه أبو داود : حدّثنا الحسن بن علي ، حدّثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا عباد بن منصور ، عن عكرمة بن خالد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ...

و لم يُشاهَد في رواة هذه الأسانيد اسمُ أحدٍ من المدوّنين من الصحابة و التابعين إلّا سعيد بن جبير وعبدالله‏ بن عبّاس ، و الأوّل لم يثبت الطريق إليه و لم يعتمده الأعلام في خبر الوضوء عن ابن عبّاس لوجد عبّاد بن منصور المضعّف عند الجميع فيه. والثاني ـ أيّ ابن عبّاس في مورد النزاع ـ ثبت في الصفحات السابقة أنّ نسبة الغسل إليه غير صحيحة ؛ لعدمِ إمكان الاعتماد على ما روي عن سعيد بن جبير المارّ ذكره ، ولاتّحاد الطرق الغسليّة الأربع الأخرى في زيد بن أسلم عن عطاء وهو ممّن يدلّس ولاشتهار المسح عنه عند الفقهاء.

فها أنت لو لاحظت رواة الغسل لا ترى بينهم من أصحاب المدوّنات الذين دوّنوا الحديث قبل عمر بن عبدالعزيز ، وإذا ورد اسم واحد منهم في المدوّنين فهو من المدوّنين بعد عصر التدوين الحكومي ، وهو لا يخدمنا في توضيح ما نحن فيه ، لأنّ التدوين في عهد عمر بن عبدالعزيز لم يكن كالتدوين في عهد أبي بكر وعمر بن الخطّاب وعثمان بن عفّان ومعاوية والمانعين له ، ونحن مع أخذنا هذه النكتة بنظر الاعتبار لم نَرَ اسم أحد من رواة الغسل ضمن المدوّنين من التابعين وتابعي التابعين ، فإنّ سليمان بن بلال (١) ـ الموجود في السند الأوّل ـ وعبدالله‏ بن إدريس (٢) ومحمّد بن عجلان (٣) ـ كما في سند الثالث ـ وعكرمة بن خالد (٤) وسعيد بن جبير ـ كما في السند الأخير ـ وإن كانوا من المدوّنين لكنّهم من المدوّنين بعد عصر التدوين الحكومي وهو ليس محلّ النزاع ، ومثله حال البخاري وأبي داود والنسائي والآخرين الذين رووا لنا الغسل عن ابن عبّاس وغيره ، فهُمْ وإن كانوا من المدوّنين لكنَّ تدوينهم جاء في العصور المتأخّرة عن عصر التدوين الحكومي فلا يدخلون ضمن النزاع.

والذي تجب الإشارة إليه هو أنّ عطاءً ـ الذي اتّحدت الطرق فيه ـ لم يكن من المدوّنين عن ابن عبّاس والمختصّين به ، وأنت لو بحثت عن الكُتّاب المدوّنين عن ابن عبّاس لا ترى اسمه ضمن أولئك كابن أبي مليكة (5) ، والحكم بن مقسم (6) ، وسعيد بن جبير (7) وعلي بن عبدالله بن عبّاس (8) وعكرمة (9) وكريب (10) ومجاهد (11) ونجدة الحروري (12) وعمر بن دينار (13).

وهذا بعكس الطرق المسحيّة عن ابن عبّاس ، فقد حكى عكرمةُ المسحَ عن ابن عبّاس وكان من المدوّنين عنه ، وعنه أخذ عمرو بن دينار وهو الآخر من المدوّنين ومن المختصّين به ؛ حتّى قال سفيان : قال لي عمرو بن دينار : ما كنت أجلس عند ابن عبّاس ، ما كتبت عنه إلّا قائماً.

ونقل ابن عيينة عن سفيان قوله : ما أعلم أحداً أعلم بعلم ابن عبّاس رضي الله عنه من عمرو بن دينار ، سمع ابن عبّاس رضي الله عنه وسمع أصحابه ، وسيتّضح لك هذا الأمر بالأرقام حين بحثنا عن رواة المسح عن ابن عبّاس.

الهوامش

1. انظر مصادر ذلك في دراسات في الحديث النبوي ، للاعظمي ١ : ٢٦٣.

2. انظر مصادر ذلك في دراسات في الحديث النبوي ، للاعظمي ١ : ٢٨٩.

3. انظر مصادر ذلك في دراسات في الحديث النبوي ، للاعظمي ١ : ٣٠٧.

4. انظر مصادر ذلك في دراسات في الحديث النبوي ، للاعظمي ١ : ١٩١.

5. انظر مقدّمة صحيح مسلم : ١٣ ، وصحيح البخاري كتاب الرهن : ٦ ، والشهادات : ٢٠ ، ومسند أحمد ١ : ١٤٣ ، ٣٥١ ، والسنن الكبرى للبيهقي ٦ : ٨٣.

6. فتح المغيب ٢ : ١٣٨.

7. العلل ١ : ٥٠ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ٦ : ١٧٩ ، تقييد العلم : ١٠٢ ـ ١٠٣ ، تاريخ أبي زرعة.

8. الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ : ٢١٦.

9. الفهرست لابن النديم : ٣٤.

10. الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ : ٢١٦.

12. مسند أحمد ١ : ٢٢٤ ، ٢٤٨ ، ٢٩٨ ، ٣٠٨ ، مسند الحميدي ١ : ٢٤٤ ، الاصابة ٢ : ٢٣٤.

13. تاريخ الفسوي ٣ : ٥ ، تاريخ أبي زرعة كما في الدراسات للاعظمي ١ : ١١٨.

مقتبس من كتاب : [ وضوء عبد الله بن عبّاس ] / الصفحة : 128 ـ 132