ما خلّفه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لأمّته من بعده

طباعة

ما خلّفه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لأمّته من بعده

أخرج ابن أبي عاصم وإسحاق بن راهويه والدولابي والبزّار والجعابي والجويني وابن جرير وصحّحه واللفظ له عن عليّ عليه السلام أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا : كتاب الله سبب بيد الله وسبب بأيديكم ، وأهل بيتي ».

وفي لفظ البزّار : « إنّي مقبوض وإنّي قد تركت فيكم الثّقلين : كتاب الله ، وأهل بيتي ، وإنكم لن تضلّوا بعدهما ».

وفي لفظ الجعابي : « إنّني مخلف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله عزّوجلّ طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

وأخرج الطحاوي وابن راهويه وابن جرير وابن أبي عاصم والمحاملي في أماليه وصحّحه عن عليّ عليه السلام ، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم حضر الشجرة بخمّ ، ثمّ خرج آخذاً بيد عليّ فقال : « أيّها الناس ألستم تشهدون أنّ الله ربّكم ؟ » قالوا : بلى ، قال : « ألستم تشهدون أنّ الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم ، وأنّ الله ورسوله مولاكم ؟ » قالوا : بلى ، قال : « فمن كان الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه ، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده : كتاب الله سببه بيده وسببه بأيدكم ، وأهل بيتي ».

وأورده العسقلاني في المطالب العالية عن إسحاق ، ثمّ قال : هذا إسناد صحيح (2).

وذكر القندوزي في الينابيع عن عليّ عليه السلام : أنّ الذي قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم عرفة على ناقته القصواء وفي مسجد الخيف ويوم الغدير ويوم قبض في خطبته على المنبر : « أيّها الناس ! إنّي تركت فيكم الثقلين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما : الأكبر منهما كتاب الله ، والأصغر عترتي أهل بيتي ، وإنّ اللطيف الخبير عهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض كهاتين ـ أشار بالسبابتين ـ ولا أنّ أحدهما أقدم من الآخر ، فتمسّكوا بهما لن تضلّوا ، ولا تقدموهم ولا تخلّفوا عنهم ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ».

وذكر فيه عن أبي ذر قال : قال عليّ عليه السلام لطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص : هل تعلمون أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وإنّكم لن تضلّوا إن اتّبعتم وتمسّكتم بهما » ؟ قالوا : نعم.

وقال فيه : وأخرج أبو نعيم في الحلية وغيره عن أبي الطفيل أنّ عليّاً قام فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : أنشد الله من شهد يوم غدير خمّ إلّا قام ، ولا يقوم رجل يقول نُبّئت أو بلغني إلّا رجل سمعت أُذناه ووعى قلبه ، فقام سبعة عشر رجلاً ، منهم : خزيمة بن ثابت وسهل بن سعد وعديّ بن حاتم وعقبة بن عامر وأبو أيوب الأنصاري وأبو سعيد الخدري وأبو شريح الخزاعي وأبو قدامة الأنصاري وأبو يعلى الأنصاري وأبو الهيثم بن التيهان ورجال من قريش ، فقال عليّ : هاتوا ماسمعتم ؟ فقالوا : نشهد أنّا أقبلنا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من حجّة الوداع ، ونزلنا بغدير خم ، ثمّ نادى بالصلاة فصلّينا معه ، ثمّ قام فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : « أيّها الناس ما أنتم قائلون ؟ » قالوا : قد بلّغت ، قال : « اللهمّ اشهد » ثلاث مرّات ، ثمّ قال : « إنّي أُوشك أن أُدعى فأجيب وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون » ثمّ قال : « أيّها الناس إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعتري أهل بيتي ، إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، نبّأني بذلك اللطيف الخبير » ثمّ قال : « إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين ، ألستم تعلمون أنّي أولى بكم من أنفسكم ؟ » قالوا : بلى ، قال : « اللهمّ اشهد » قال ذلك ثلاثاً ، ثمّ أخذ بيدك ـ يا أمير المؤمنين ـ فرفعها وقال : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه » ، فقال علي : صدقتم وأنا على ذلك من الشاهدين.

وعزاه السمهودي في الجواهر لابن عقدة وأبي الجارود عن أبي الطفيل (3).

أخرج مسلم في الصحيح وأحمد وابن أبي شيبة في المسند ، والفسوي في المعرفة والطحاوي في مشكل الآثار وأبو بكر الشافعي في الفوائد والدارمي والنسائي والبيهقي في السنن والبغوي وابن أبي عاصم في السنّة والبلاذري في الأشراف والطبراني في الكبير والخطيب في تلخيص المتشابه وابن المغازلي في المناقب والكنجي في الكفاية عن زيد بن أرقم ، واللفظ لمسلم : أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قام خطيباً بماء يدعى خُمّاً بين مكّة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكر ، ثمّ قال : « ألا أيّها الناس ! فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به » فحثّ على كتاب الله ورغب فيه ، ثمّ قال : « وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي » (4).

وأخرج الترمذي وابن الأنباري عن زيد بن أرقم ، أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».

وأورده التبريزي في المشكاة والألباني في صحيح الجامع الصغير وسلسلة الأحاديث الصحيحة (5).

وأخرج الطبراني وابن أبي عاصم والنسائي وابن جرير والحاكم في المستدرك وتعقبه الذهبي عن زيد بن أرقم أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « كأنّي قد دعيت فأجبت ، إنّي تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله ، وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض .. ».

وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (6).

وأخرج الحاكم وابن عساكر عن زيد بن أرقم أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن اتّبعتموها ، وهما : كتاب الله ، وأهل بيتي عترتي .. ».

وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

وأخرج الحاكم والطبراني وابن أبي عاصم والجويني وابن المغازلي عن زيد بن أرقم أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وأهل بيتي ، وإنّهما لم يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الاسناد على شرط الشيخين ، وأقرّه الذهبي (7).

وأخرج أحمد والفسوي والطحاوي والطبراني عن عليّ بن ربيعة قال : لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار ـ أو خارج من عنده ـ فقلت له : أسمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي ؟ » قال : نعم (8).

وأخرج الحاكم والطبراني عن زيد بن أرقم أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « انّي تارك فيكم ما لن تضلّوا بعده : كتاب الله عزّوجلّ » ثمّ قام فأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال : « يا أيّها الناس ! من أولى بكم من أنفسكم ؟ » قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : « ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ » قالوا : بلى ، قال : « من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ».

وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وأقرّه الذهبي (9).

وأخرج ابن المغازلي عن زيد بن أرقم قال : أقبل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من مكّة في حجّة الوداع حتّى نزل بغدير الجحفة وخطب قال : « أيّها الناس أسألكم عن الثقلين كيف خلفتموني فيهما : الأكبر منهما كتاب الله سببٌ طرفه بيد الله تعالى وطرفه بأيديكم فتمسّكوا به ولا تضلّوا ، والآخر منهما عترتي » ، ثمّ أخذ بيد عليّ فرفعها فقال : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه » ، قالها ثلاثاً (10).

وأخرج الخوارزمي عن أبي الفضيل عن زيد بن أرقم قال : نزل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بغدير خمّ فقال فيه : « إنّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، ثمّ أخذ بيد علي وقال : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ومن كنت وليّه فهذا وليّه » ، ثمّ قال : « اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه » ، فقلت : أنت سمعت هذا ؟ قال : ما كان هناك أحدٌ إلّا وقد رآه بعينه وسمعه بأذنه (11).

وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّي لكم فرط وإنّكم واردون عليّ الحوض ، عرضه مابين صنعاء إلى بصرى ، فيه عدد الكواكب من قدحان الذهب والفضّة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين ؟! » فقام رجل فقال : يا رسول الله وما الثقلان ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : « الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فتمسّكوا به لن تزالوا ولا تضلّوا ، والأصغر عترتي ، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، وسألت لهما ذاك ربّي ، فلا تقدّموهما فتهلكوا ولا تعلّموهما فإنّهما أعلم منكم ».

وفي رواية زيد بن ثابت بزيادة : « ولا تقصروا عنهما فتهلكوا » (12).

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني وعبد بن حميد وسعيد بن منصور والفسوي وابن جرير وابن أبي عاصم وابن الأنباري عن زيد بن ثابت والطبراني عن زيد بن أرقم : أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « إنّي تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض ـ أو ما بين السماء إلى الأرض ـ وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

وأورد الهيثمي أحد لفظي أحمد في مجمعه ثمّ قال : رواه أحمد وإسناده جيّد.

وفي لفظ آخر للطبراني : « إنّي تارك فيكم خليفتين : كتاب الله عزّوجلّ ، وأهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ».

قال السمهودي والهيثمي : رجاله ثقات.

وأورده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة وفي صحيح الجامع الصغير.

وقال الساعاتي : وأورده السيوطي في الجامع الصغير عن زيد بن ثابت وعزاه أيضاً للطبراني في الكبير ، وبجانبه علامة الصحة . قال المناوي : ورجاله موثقون.

وفي لفظ الجويني : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عزّوجلّ ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وهما الخليفتان من بعدي ، ولن يفترقا حتّى يردا علي الحوض » وفي لفظ للكنجي وعن عبد بن حميد وابنِ الأنباري : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به بعدي لن تضلّوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

وفي لفظ للطبراني عن زيد بن أرقم وزيد بن ثابت : « كأنّي قد دُعيتُ فأَجبتُ ، إنّي تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله ، وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض .. » (13).

وأخرج الترمذي والنسائي وابن أبي شيبة والخطيب والطبراني في الكبير والأوسط والحكيم في النوادر وابن عدي في الكامل والعقيلي في الضعفاء. وأورده التبريزي في المشكاة والسمهودي في الجواهر والقندوزي في الينابيع والسيوطي في الجامع الصغير والألباني في صحيحه وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة عن جابر قال : رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في حجّته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب ، فسمعته يقول : « يا أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ».

وقال الترمذي : وفي الباب عن أبي ذرّ وأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد.

وذكر اليعقوبي في التاريخ وابن عبد ربه الأندلسي في العقد الفريد خطبة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في عرفة وجاء فيه : « لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم أعناق بعض ؛ فإنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا بعده : كتاب الله ، وأهل بيتي ، ألا هل بلَّغت ؟ اللهمّ اشهد ».

وأورد السمهودي في الجواهر والقندوزي في الينابيع : أنّ ابن عقدة أخرج عن جابر بن عبد الله قال : كنّا مع النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في حجّة الوداع ، فلمّا رجع إلى الجحفة نزل ثمّ خطب الناس فقال : « أيّها الناس إنّي مسؤول وأنتم مسؤولون فما أنتم قائلون ؟ » قالوا : نشهد أنك بلّغت ونصحت وأدَّيت ، قال : « إنّي لكم فرط وأنتم واردون عليّ الحوض ، وإني مخلّف فيكم الثقلين إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، ثمّ قال : « ألستم تعلمون أنّي أولى بكم من أنفسكم ؟ » قالوا : بلى ، فقال ـ آخذاً بيد عليّ ـ : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ، ثمّ قال : « اللهمّ وال من والاه وعادِ من عاداه ».

وحكيا عن السيّد أبي الحسين يحيى بن الحسن في كتابه أخبار المدينة عن محمّد بن عبد الرحمن بن خلاد عن جابر بن عبد الله قال : أخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ والفضل بن العباس في مرض وفاته يعتمد عليهما حتّى جلس على المنبر فقال : « أيّها الناس قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فلا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا إخواناً كما أمركم الله ، ثم أوصيكم بعترتي وأهل بيتي ، ثمّ أوصيكم بهذا الحيّ من الأنصار ».

وذكر أبو حيّان الأندلسي في البحر أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض : « أيّها الناس إنّي تارك فيكم الثقلين ، إنّه لن تعمى أبصاركم ولن تضلّ قلوبكم ولن تزلّ أقدامكم ولن تقصر أيديكم : كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم ، فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلّوا حلاله وحرّموا حرامه ، ألا وأهل بيتي وعترتي وهو الثقل الآخر ، فلا تسبّوهم فتهلكوا ».

وذكر السمهودي والقندوزي : أنّ ابن عقدة أخرج من طريق عروة بن خارجة عن فاطمة الزهراء رضي الله عنها قالت : سمعت أبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في مرضه الذي قبض فيه يقول ـ وقد امتلأت الحجرة من أصحابه ـ : « أيّها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً وقد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب ربّي عزّوجلّ وعترتي أهل بيتي » ، ثمّ أخذ بيد عليّ فقال : « هذا عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ ، لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض ، فأسالكم ما تخلفوني فيهما » (14).

وقد روي عن ابن عمر أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله .. » ولم يذكر العترة في هذه الرواية ، وفي رواية أخرى عنه : أنّ آخر ما تكلّم به رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « اخلفوني في أهل بيتي » (15).

وأخرج أحمد بن حنبل بعدّة طرق وابن أبي شيبة وابن سعد وابن جرير وأبو يعلى والبغوي والدارقطني والثعلبي والباوردي وابن أبي عاصم والعقيلي والفسوي والخطيب وابن عساكر والطبراني والجويني وابن المغازلي عن أبي سعيد الخدري واللفظ لأحمد قال : قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عزّوجلّ ، وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وأنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ! ».

وأورده السمهودي في الجواهر والقندوزي في الينابيع وابن كثير في الجامع والطبري في الذخائر وابن حجر في الصواعق والألباني في الأحاديث الصحيحة والهيثمي في الزوائد والعلامة الهندي في الكنز.

وفي لفظ للبغوي وابن أبي عاصم أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « يا أيّها الناس إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ».

وفي لفظ الثعلبي : « أيّها الناس إنّي تركت فيكم الثّقلين إن أخذتم بهما لن تضلّوا أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

وفي لفظ الباوردي : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعده : كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض ».

وفي لفظ ابن جرير : « أيّها الناس إني تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً ، وأحدهما أفضل من الآخر : كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض ، وأهل بيتي عترتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

وفي لفظ لأبي يعلى والدّيلمي : « إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ».

وقريب من ذلك الألفاظ الأخرى لأبي يعلى ولغيره ، فراجع (16).

أخرج الحكيم الترمذي وأبو نعيم والطبراني والخطيب والضياء المقدسي وابن جرير والجويني وابن عقدة عن حذيفة بن أسيد : أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « أيّها النّاس إنّي فرطكم وإنّكم واردون عليَّ الحوض ، فإنّي سائلكم حين تردون عليَّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما : الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلّوا ولا تبدّلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللّطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض ».

وأورد المتّقي حديث ابن أسيد بعدّة ألفاظ في الكنز ، والسمهودي في الجواهر والهيثمي في الزوائد والقندوزي في الينابيع (17).

وذكر السمهودي في الجواهر والقندوزي في الينابيع : أن ابن عقدة أخرج في الموالاة عن عامر بن أبي ليلى بن ضمرة وحذيفة بن أسيد قالا : قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم : أيّها الناس إنّ الله مولاي وأنا أولى بكم من أنفسكم ، ألا ومن كنت مولاه فهذا مولاه » ، وأخذ بيد علي فرفعها حتّى عرفه القوم أجمعون ثمّ قال : « اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه » ، ثمّ قال : « وإنّي سائلكم حين تردون عليّ الحوض عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ». قالوا : وما الثقلان ؟ قال : « الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، والأصغر عترتي ، وقد نبّأني اللطيف الخبير أنهما لا يفترقان حتّى يلقياني ، سألت ربّي لهم ذلك فأعطاني ، فلا تسبقوهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم » (18).

قال القندوزي : وفي المناقب عن أحمد بن عبد الله بن سلام عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الظهر ثمّ أقبل بوجهه الكريم إلينا ، فقال : « معاشر أصحابي ، أوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته ، وإنّي أُدعى فأُجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فتعلّموا منهم ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم » (19).

وعن عطاء بن سائب عن أبي يحيى عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال : خطب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : « يا معشر المؤمنين إنّ الله عزّوجلّ أوحى إليّ أنّي مقبوض ، أقول لكم قولاً إن عملتم به نجوتم ، وإن تركتموه هلكتم ، إن أهل بيتي وعترتي هم خاصتي وحامّتي ، وإنّكم مسؤولون عن الثقلين : كتاب الله ، وعترتي ، إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».

وأخرج ابن أبي عاصم حديث ابن عبّاس في سنته وأشار إليه الألباني في الأحاديث الصحيحة وقال : صحّحه الحاكم ووافقه الذهبي ، وأشار في نفس الصفحة إلى حديث عمرو بن عوف عند ابن عبد البر (20) ، ولكنّي لم أقف على حديثيهما بالسياقة المذكورة في النسخ الموجودة عندنا من كتابيهما.

ونقل القندوزي عن المناقب عن عبد الله بن الحسن المثنّى بن الحسن المجتبى بن علي المرتضى عليهم السلام عن أبيه عن جدّه الحسن السبط قال : خطب جدّي صلّى الله عليه وآله وسلّم يوماً فقال ـ بعدما حمد الله وأثنى عليه ـ : « معاشر الناس إنّي أُدعى فأجيب ، وانّي تارك فيكم الثقلين ؛ كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فتعلّموا منهم ولا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم ، ولا تخلو الأرض منهم ، ولو خلت لانْساخت بأهلها » ، ثمّ قال : « اللهمّ إنّك لا تخلي الأرض من حجة على خلقك لئلّا تبطل حجّتك ، ولا تضلّ أوليائك بعد إذ هديتهم ، أولئك الأقلّون عدداً والأعظمون قدراً عند الله عزّ وجلّ ، ولقد دعوتُ الله تبارك وتعالى أن يجعل العلم والحكمة في عقبي وعقب عقبي وفي زرعي وزرع زرعي إلى يوم القيامة ، فاستجيب لي » (21).

وحكى السمهودي والقندوزي عن ابن عقدة : أنّه أخرج عن أمّ سلمة قالت : أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ بغدير خم فرفعها حتّى رأينا بياض إبطه ، فقال : « من كنت مولاه فعلي مولاه » ، ثمّ قال : « أيّها الناس إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي ، ولن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض » (22).

وأخرج الفسوي والدارقطني وابن عقدة والقضّاعي عن أبي ذرّ الغفاري رضي الله عنه أنّه أخذ بحلقة باب الكعبة فقال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : « إنّي تارك فيكم الثّقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض سبب بيد الله وسبب بأيديكم ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ، فإنّ إلهي عزّوجلّ قد وعدني أنّهما لن يفترّقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ومثلهما مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ».

وأورده السمهودي في جواهره والقندوزي في مودّته عن ابن عقدة ، وأشار إليه الترمذي في جامعه (23).

وحكى السمهودي والقندوزي عن ابن عقدة : أنّه أخرج عن أبي رافع أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « أيّها الناس إنّي تركت فيكم الثقلين الثقل الأكبر والثقل الأصغر : فأمّا الثقل الأكبر فبيد الله طرفه والطرف الآخر بأيديكم وهو كتاب الله إن تمسّكتم به فلن تضلّوا وتذلّوا أبداً ، وأمّا الثقل الأصغر فعترتي أهل بيتي ، إن الله هو الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وسألته ذلك لهما ، والحوض عرضه مابين بصرى وصنعاء فيه من الآنية عدد الكواكب ، والله سائلكم كيف خلفتموني في كتابه وأهل بيتي .. » (24).

وأخرج البزّار عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّي خلفت فيكم الثقلين إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

وفي رواية عنه : « إنّي خلّفت فيكم اثنين لن تضلّوا بعدهما أبدا : كتاب الله ، ونسبي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (25).

وعن ابن عقدة في الموالات : أنّه أخرج عن ضمرة الأسلمي قال : لمّا انصرف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من حجّة الوداع أمر بشجرات فقُمِمْنَ بواد خمّ وهجر فخطب الناس فقال : « أمّا بعد أيّها الناس ، فانّي مقبوض أوشك أن أُدعى فأُجيب فما أنتم قائلون ؟ » قالوا : نشهد أنّك بلّغت ونصحت وأدّيت ، وأخرج شمس الدين الجرزي عن فاطمة وسكينة ابنتي الحسين عليه السلام عن أم كلثوم بنت فاطمة عليها السلام قالت : أنسيتم قول رسول صلّى الله عليه وآله وسلّم : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ، وقوله : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى » (26).

وأورد العلامة الهندي في كنزه خبراً طويلاً عن وكيع ، جاء فيه أنّ عمّار ابن ياسر قال : قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي » (27).

وذكر ابن الجوزي في التذكرة : أنّ أحمد أخرج في الفضائل عن أبي بردة : أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعليّ : « ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوّة وأنت خليفتي » (28).

وذكر ابن عبد ربه الأندلسي في العقد الفريد : أن أروى بنت الحارث بن عبد المطّلب دخلت على معاوية ـ فذكر كلاماً جرى بينهما وجاء فيه ـ أنّها قالت له : فكنّا فيكم بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون ، وكان عليّ بن أبي طالب رحمه الله بمنزلة هارون من موسى ، فغايتنا الجنّة وغايتكم النار (29).

وعن عمرو بن العاص أنّه قال في جواب كتاب معاوية إليه ـ وهو يتثاقل في قبول دعوته ويغالي في سعره بسرد فضائل عليّ عليه السلام ـ : وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « هو منّي وأنا منه وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي » (30).

وجاء في كتاب عمرو بن العاص في جواب دعوة معاوية إيّاه إلى قتال عليّ عليه السلام : من عمرو بن العاص صاحب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى معاوية بن أبي سفيان ، أمّا بعد فقد وصل كتابك فقرأته وفهمته ، فأمّا ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي والتهوّر في الضلالة معك وإعانتي إيّاك على الباطل واختراط السيف على وجه عليّ وهو أخو رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ووصيّه ووارثه و ... فذكر أكثر من عشرين منقبة لأمير المؤمنين عليه السلام.

وجاء فيه : وأَكَّد القول عليَّ وعليك وعلى جميع المسلمين وقال : « إنّي مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي ... » (31).

وعن عبد الله بن حنطب قال : خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالجحفة فقال : « ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ » قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : « إنّي سائلكم عن اثنين : عن القرآن وعن عترتي » (32).

وقال ابن حجر ـ حول قوله تعالى : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) (33) : أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ عن ولاية علي.

ثمّ قال : وكأن هذا هو مراد الواحدي بقوله : روي في قوله تعالى : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) أيّ عن ولاية علي وأهل البيت.

وأخرج الجويني حديث أبي سعيد في فرائده (34).

وأخرج ابن أبي عاصم عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « ألست مولاكم ؟ » قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : « فإنّي فرط لكم على الحوض يوم القيامة ، والله سائلكم عن اثنين : عن القرآن ، وعن عترتي ».

وفي رواية أخرى عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّي أوشك أن أُدعى فأُجيب وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب ربّنا ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تحفظوني فيهما » (35).

قال الشيخ لطف الله الصافي مد ظله العالي : أخرج الحسن بن محمّد الصغاني الحافظ ـ ت : 650 ـ في الشمس المنيرة : « افترقت أمّة أخي موسى إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت أمة أخي عيسى على اثنين وسبعين فرقة ، كلّهم هالكة إلّا فرقة واحدة » ، فلمّا سمع ذلك منه ضاق المسلمون ذرعاً وضجّوا بالبكاء وأقبلوا عليه وقالوا : يا رسول الله كيف لنا بعدك بطريق النجاة ؟ وكيف لنا بمعرفة الفرقة الناجية حتّى نعتمد عليها ؟ فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (36).

قال القندوزي ـ بعد أن أورد عدّة روايات حول الثقلين ـ : ورَوى حديثَ الثقلين أميرُ المؤمنين عليّ والحسن بن علي عليهما السلام وجابر بن عبد الله الأنصاري وابن عبّاس وزيد بن أرقم وأبو سعيد الخدري وأبو ذرّ وزيد بن ثابت وحذيفة بن اليمان وحذيفة بن أسيد وجبير بن مطعم وسلمان الفارسي رضي الله عنهم أيضاً (37).

قال المنّاوي : قال السمهودي : وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة (38).

قال ابن حجر : إعلم أنَّ لحديث التمسّك بهما طرقاً كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيّاً ، ومرَّ له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه ، وفي بعض تلك الطُرُق : أنّه قال ذلك بحجّة الوداع بعرفة ، وفي أخرى أنّه قال بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ، وفي أخرى أنّه قال ذلك بغدير خمّ ، وفي أخرى أنّه قال لمّا قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف ، ولا تنافي ، إذ لا مانع من أنّه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماماً بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة (39).

الحاصل : أنّك قد لاحظت تواتر الآثار في أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم خلّف لأمّته كتاب الله وأهلَ بيته ، وأمرهم أن يتمسّكوا بهما وأخبر أنّهم لا يضلّون ما داموا متمسّكين بهما ، وأنّ الله سائلهم يوم القيامة عن ذلك ، وتكرّر منه هذا الكلام قبل وفاته في عدّة مقامات وقال لأصحابه : إنّي قدّمت إليكم القول معذرةً إليكم فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين ، فمرّةً قاله بعد الإنصراف من الطائف ، وأخرى قاله في عرفة وهو على ناقته ، وثالثةً قاله في مسجد الخيف ، ورابعةً قاله في يوم الخميس في غدير خم ، وخامسةً أراد أن يسجل أسماءهم لأصحابه في يوم الخميس قبيل وفاته بأربعة أيّام ومنعه عمر ، وسادسةً قاله على منبره في آخر خطبته وهو معتمد على عليّ عليه السلام والفضل بن العبّاس في المسجد ، وسابعةً قاله في حجرته المباركة وهي ممتلئة بأصحابه وهو آخر كلامه.

ولاحظت ورود الحديث عن أكثر من ثلاثين صحابيّاً ، وهم :

1 ـ عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

2 ـ وفاطمة الزهراء عليها السلام.

3 ـ والحسن بن عليّ عليه السلام.

4 ـ وسلمان الفارسي.

5 ـ وأبو ذرّ الغفاري.

6 ـ وعبد الله بن عبّاس.

7 ـ وأبو سعيد الخدري.

8 ـ وجابر بن عبد الله الأنصاري.

9 ـ وأبو الهيثم بن التيهان.

10 ـ وأبو رافع.

11 ـ وحذيفة بن اليمان.

12 ـ وعبد الله بن عمر.

13 ـ وحذيفة بن أسيد الغفاري.

14 ـ وخزيمة بن ثابت.

15 ـ وزيد بن ثابت.

16 ـ وزيد بن أرقم.

17 ـ وأبو هريرة.

18 ـ وعبد الله بن حنطب.

19 ـ وجبير بن مطعم.

20 ـ وطلحة بن عبد الله.

21 ـ وعبد الرحمن بن عوف.

22 ـ وسعد بن أبي وقّاص.

23 ـ وعمرو بن عوف.

24 ـ وسهل بن سعد الأنصاري.

25 ـ وعديّ بن حاتم.

26 ـ وأبو أيّوب الأنصاري.

27 ـ وأبو شريح الخزاعي.

28 ـ وعقبة بن عامر.

29 ـ وأبو قدامة الأنصاري.

30 ـ وأبو يعلى الأنصاري.

31 ـ وضمرة الأسلمي.

32 ـ وعامر بن أبي ليلى.

33 ـ وعمرو بن العاص.

34 ـ وأمّ سلمة زوج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

35 ـ وأمّ هانئ أخت عليّ عليه السلام.

ولاحظت ورود الحديث عن بعض هؤلاء من طرق متعدّدة ذكرنا بعضها وأشرنا إلى الآخر في الهوامش ، ورأيت اعتراف أعلام أهل السنّة بصحّة كثير منها.

فبعد جميع ذلك يتفكر المرء في مدى أمانة البخاري في دين الإسلام ، وأنّه كيف يعمل مع حديث متواتر وارد عن جماعة كبيرة من الصحابة ، ذكره جميع أئمة الحديث في مؤلّفاتهم ولا يخرجه هو في صحيحه حتّى في موضع واحد ! ولو كان الحديث في فضائل الآخرين لرأيت كيف يخرجه في مواضع متعدّدة ، مع أدنى مناسبة.

فلاحظ صحيحه في باب مناقب فاطمة عليها السلام كيف أخرج حديثاً واحداً في فضلها وأرسل آخر ، وهي من هي ؟! هي امرأة واحدةٌ لا مثيل لها ، وفريدةٌ لا نظير لها منذ خلق آدم إلى يوم القيامة ، ولاحظ فضائل غيرها كيف سرد فيه ما وصل بيده من دون توقّف ولا تردّد ، وسيأتي اليوم الذي يقال فيه : وقفوهم إنّهم مسئولون عن ولاية أهل البيت.

وأعجب من ذلك أنّه كيف يعتمد علماء أهل السنّة في دينهم على من له هذا الموقف من أهل بيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟!.

الهوامش

1. كنز العمال عن ابن جرير : 1 / 379 ـ 380 ح : 1650 ، مجمع الزوائد : 9 / 163 ، جواهر العقدين عن البزار وابن اسحاق والدولابي والجعابي / 238 ـ 239 ، السنة لابن أبي عاصم : 2 / 630 ـ 631 ح : 1558 ، البحر الزخار للبزار : 3 / 89 ح : 864 ، فرائد السمطين : 2 / 147 ح : 440 ب : 33 ، وعن كشف الأستار للهيثمي : 3 / 221 ـ 222 ح : 2612 ، الذريّة الطاهرة / 68 ح : 228.

2. كنز العمال عن المذكورين سوى الأول : 13 / 140 ح : 36441 ، مشكل الآثار : 3072 و 4 / 368 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة : 4 / 357 ، المطالب العالية : 4 / 65 ح : 3972.

3. ينابيع المودة / 34 و 35 و 38 ، جواهر العقدين / 236.

4. صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضائل علي بن أبي طالب : 15 / 188 ح : 2408 ، مسند أحمد : 4 / 366 ـ 367 ، مشكل الآثار : 4 / 368 ـ 369 ، مشكاة المصابيح : 3 / 369 ح : 6140 ، سنن الدارمي : 2 / 431 ـ 432 باختصار ، المعجم الكبير : 5 / 182 ـ 183 ح : 5026 و 5028 ، سنن البيهقي : 2 / 148 و 7 / 30 و 10 / 114 ، فتح الرحماني : 1 / 185 ، جواهر العقدين / 232 ، كنز العمال : 13 / 641 ح : 37620 و 37621 ، تفسير القرآن العظيم لابن كثير : 3 / 494 حول آية التطهير و 4 / 122 حول آية المودّة ، السنّة لابن أبي عاصم : 2 / 629 ح : 1550 و 1551 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة : 4 / 356 ، شرح السنة : 8 / 88 ح : 3912 ، ذخائر العقبى / 47 ، الصواعق المحرقة / 44 ، 149 الشبهة 11 الباب 11 ، السنن الكبرى للنسائي : 5 / 51 ح : 8175 ، أنساب الأشراف : 2 / 357 ، ينابيع المودة / 29 و 36 ـ 37 و 191 و 183 ، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي / 236 ح : 284 ، كفاية الطالب / 46 ـ 48 ، ذخائر العقبى / 47 ، كنز العمال : 1 / 178 ح : 898 ، المعرفة والتاريخ : 1 / 536 ـ 537 ، تلخيص المتشابه : 2 / 690 م : 1150 ، مسند ابن أبي شيبة : 1 / 351 ـ 352 ح : 514 ، المنتخب من مسند عبد بن حميد / 170 ـ 108 ح : 240 ، الغيلانيات : 1 / 157 ـ 158 ح : 118.

5. سنن الترمذي باب مناقب أهل البيت : 5 / 434 ح : 3813 ، كنز العمال : 1 / 173 ح : 873 ، اسد الغابة في ترجمة الامام حسن عليه السلام : 2 / 12 ، مشكاة المصابيح : 3 / 371 ـ 372 ح : 6153 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة : 4 / 355 ح : 1761 ، صحيح الجامع الصغير : 1 / 482 ح : 2458 ، الصواعق المحرقة / 149 ، ينابيع المودة / 30 و 36 ب : 4 و / 191 ، الدر المنثور ، حول آية 23 من سورة الشورى : 7 / 349.

6. المستدرك مع تلخيصه : 3 / 109 و 533 ، المعجم الكبير : 5 / 166 ح : 4969 ، كنز العمال : 1 / 187 ح : 953 و 13 / 104 ح : 36340 ، جواهر العقدين / 232 ، الخصائص العلوية للنسائي / 117 ـ118 ح : 79 ، تذكرة الخواص / 290 ، درر السمطين / 231.

7. المستدرك : 3 / 110 ، 148 ، جواهر العقدين / 233 ، مجمع الزوائد : 9 / 163 ، المعجم الكبير : 5 / 169 ـ 170 و 182 ح : 4980 ـ 4982 و 5025 ، السنة لابن أبي عاصم : 2 / 629 ح : 1552 ، فرائد السمطين : 2 / 142 ـ 143 ح : 436 ـ 441 ب : 33 و / 233 ـ 234 ح : 513 ب : 46 و / 268 ـ 269 ح : 535 و 536 ب : 53 ، ينابع المودة / 37 ب : 4 ، المناقب لابن الغازلي / 234 ح : 281 ، المعجم الصغير : 1 / 131 و 135 ، تاريخ دمشق : 42 / 216 ، كنز العمال : 1 / 634 ح : 951 في صفحة ملحقة بالمجلد الأول.

8. مسند أحمد : 4 / 371 ، مشكل الآثار : 4 / 368 ، المعجم الكبير : 5 / 186 ح : 5040 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة : 4 / 356 ، ينابيع المودة / 32 ، فضائل الصحابة لأحمد : 2 / 572 ح : 968 ، المعرفة والتاريخ : 1 / 537.

9. المستدرك وتلخيصه : 3 / 533 ، المعجم الكبير : 5 / 171 ـ 172 ح : 4986.

10. ينابيع المودة / 32 ب : 4 ، الفصول المهمة / 40.

11. ينابيع المودة / 32 ب : 4.

12. المعجم الكبير : 3 / 66 ح : 2681 و 5 / 166 ـ 167 ح : 4971 ، مجمع الزوائد : 9 / 163 ـ 164 ، كنز العمال : 1 / 186 و 188 ح : 946 و 957 ، جواهر العقدين / 233 ، الدرّ المنثور حول آية 103 من سورة آل عمران : 2 / 285 ، ينابيع المودّة / 37 ب : 4 ، درر السمطين / 233 ـ 234.

13. كنز العمال : 1 / 172 و 186 ـ 187 و 384 ح : 872 و 945 و 947 و 1667 ، المصنف لابن أبي شيبة : 6 / 313 ح : 31670 ، مسند أحمد : 5 / 182 و 189 ـ 190 ، مجمع الزوائد : 1 / 170 و 9 / 162 ـ 163 ، جواهر العقدين / 236 ، المعجم الكبير : 5 / 153 ـ 154 و 166 ح : 4921 و 4923 و 4969 و 4970 ، بلوغ الاماني : 1 / 186 ، السنة لابن أبي عاصم : 2 / 337 و 629 ح : 754 و 1548 و 1549 ، فيض القدير للمناوي : 3 / 19 ـ 20 ح : 2631 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة : 4 / 358 ، الجامع الصغير : 1 / 305 ح : 2646 ، صحيح الجامع الصغير : 1 / 482 ح : 2457 ، المنتخب من مسند عبد بن حميد / 107 ـ 108 ح : 240 ، فرائد السمطين : 2 / 144 ح : 437 ب : 33 ، الدر المنثور حول آية 103 من آل عمران : 2 / 285 ، ينابع المودة / 32 ب : 4 ، كفاية الطالب / 227 ، فضائل الصحابة لأحمد : 2 / 603 ح : 1032 ، المعرفة والتاريخ : 1 / 537 ، مسند بن أبي شيبة : 1 / 108 ح : 135.

14. سنن الترمذي : 5 / 433 ح : 3811 ، كنز العمال : 1 / 172 و 187 ح : 870 و 871 و 951 عن الأربعة الاول ، المعجم الكبير : 3 / 66 ح : 2680 ، المعجم الأوسط : 5 / 380 ح : 4754 ، جواهر العقدين / 234 ـ 235 ، صحيح الجامع الصغير : 1 / 533 ح : 2748 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة : 4 / 355 ح : 1761 ، مشكاة المصابيح : 3 / 371 ح : 6152 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 111 ، ينابيع المودة / 40 ـ 41 و 447 ، نوادر الاصول : 1 / 163 ، العقد الفريد : 4 / 53 ـ 55 من كتاب الخطب ، الكامل لابن عدي : 7 / 3 م : 1602 ، درر السمطين / 232 ، البحر المحيط : 1 / 24 ، الضعفاء الكبير : 2 / 250 م : 804.

15. مجمع الزوائد : 9 / 163 ، جواهر العقدين / 238 ، ينابيع المودة / 41 عن الطبراني في الأوسط.

16. مسند أحمد : 3 / 14 و 17 و 26 و 59 ، فضائل الصحابة لأحمد : 1 / 171 ـ 172 ح : 170 و 2 / 779 ح : 1382 و 1383 ، جامع المسانيد والسنن : 33 / 318 ، 326 ح : 675 و 696 ، ذخائر العقبى / 48 ، كنز العمال : 1 / 185 و 186 و 187 و 381 ح : 943 و 944 و 952 و 1657 ، وفي صفحة ملحقة بآخر المجلد الأول منه / 634 ح : 950 ، المؤتلف والمختلف : 4 / 2061 ، الصواعق المحرقة / 150 ، مسند أبي يعلى : 2 / 297 و 303 و 376 ح : 1021 و 1027 و 1140 ، مختصر تاريخ دمشق : / 23 / 8 ـ 9 ، المعجم الأوسط : 4 / 262 و 328 ح : 3463 و 3566 ، فردوس الأخبار : 1 / 98 ح : 197 ، جواهر العقدين 231 ، المعجم الكبير : 3 / 65 و 66 ح : 2678 و 2679 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة : 4 / 356 ـ 357 ، فرائد السمطين : 2 / 272 ح : 538 ب : 54 و 144 و 146 ح : 438 و 439 ب : 33 ، ينابيع المودة / 32 ، 191 ، مجمع الزوائد : 9 / 163 ، شرح السنة : 8 / 89 ح : 3913 ، السنة لابن أبي عاصم : 2 / 629 ـ 630 ح : 1553 ، الدر المنثور حول آية 103 من آل عمران : 2 / 285 ، الطبقات الكبرى لابن سعد : 1 / 483 ـ 484 وفي طبع ليدن 2 / 2 / 2 ـ 3 ، البحر المحيط : 10 / 64 ، مفاتيح الغيب : 8 / 173 ، المناقب لابن المغازلي / 234 ـ 235 ح : 281 و 282 ، الضعفاء الكبير : 2 / 250 م : 804 ، المعرفة والتاريخ : 1 / 537 ، تلخيص المتشابه : 1 / 62 م : 78 ، تذكرة الخواص / 290 ، درر السمطين / 232 وعن تفسير البغوي حول الآية.

17. حلية الأولياء : 1 / 355 ، تاريخ بغداد : 8 / 442 م : 4551 ، المعجم الكبير : 3 / 67 ح : 2683 ، مجمع الزوائد : 9 / 164 ـ 165 و 10 / 363 ، جواهر العقدين / 235 ، كنز العمال : 1 / 188 ـ 189 ح : 958 و 5 / 289 ـ 290 ح : 12911 و 14 / 435 ح : 39192 ، ينابيع المودة / 30 ـ 31 ، 37 ، نوادر الأصول : 1 / 163 ، فرائد السمطين : 2 / 274 ح : 539 ب : 55.

18. جواهر العقدين / 237 ، ينابيع المودة / 38 ـ 39.

19. ينابيع المودّة / 35 ، 296.

20. ينابيع المودّة / 35 ، السنة لابن أبي عاصم : 2 / 630 ح : 1557 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة : 4 / 357.

21. ينابيع المودة / 20 ـ 21 ب : 3.

22. ينابيع المودّة / 40 ، جواهر العقدين / 240.

23. المؤتلف والمختلف : 2 / 1046 ، علل الحديث : 6 / 236 س : 1098 ، سنن الترمذي : 5 / 433 ح : 3811 ، جواهر العقدين / 239 ، ينابيع المودة / 39 ، المعرفة والتاريخ : 1 / 538 ، مسند الشهاب : 2 / 273 ـ 275 ح : 1343 ـ 1345.

24. جواهر العقدين / 239 ، ينابيع المودة / 39.

25. مجمع الزوائد : 9 / 163 ، جواهر العقدين / 239 ، ينابيع المودّة / 39 ـ 40 ، إحياء الميت / 25 ح : 23.

26. مناقب الأسد الغالب / 14.

27. كنز العمال : 16 / 186 ح : 44216.

28. تذكرة الخواص / 28.

29. العقد الفريد كتاب الوفود وفود أروى بنت عبد المطلب : 1 / 346 ـ 347.

30. المناقب للخوارزمي / 199.

31. المناقب للخوارزمي / 199 ـ 200.

32. أسد الغابة : 3 / 147 ، مجمع الزوائد : 5 / 195.

33. سورة الصافات / 24.

34. الصواعق المحرقة / 149 ، فرائد السمطين : 1 / 79 ح : 47.

35. السنة لابن أبي عاصم : 2 / 613 ح : 1465 ، ينابيع المودّة / 31 ، 246.

36. أمان الأمّة من الضلال والاختلاف / 235 ح : 22.

37. ينابيع المودة / 36.

38. فيض القدير : 3 / 20 حول ح : 2631 ، جواهر العقدين / 234.

39. الصواعق المحرقة / 150 ب : 11.

مقتبس من كتاب : [ الهجرة إلى الثقلين ] / الصفحة : 331 ـ 355