الإحتفال بمولد النبيّ صلّى الله عليه و آله وسلّم

طباعة

الإحتفال بمولد النبيّ صلّى الله عليه و آله وسلّم

الإحتفال بمولد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، من مظاهر حبّ النبي الأكرم الذي حبّه وتكريمه وتعزيره أصل في الكتاب والسنّة.

إنّ لحبّ نبي الإسلام مظاهر ومجالي ، إذ ليس الحبّ شيئاً يستقرّ في صقع النفس من دون أن يكون له انعكاس خارجي على أعمال الإنسان وتصرّفاته ، بل انّ من خصائص الحبّ أن يظهر أثره على جسم الإنسان وملامحه ، وعلى قوله وفعله ، بصورة مشهورة وملموسة.

فحبّ الله ورسوله الكريم لا ينفكّ عن اتّباع دينه والاستنان بسنّته ، والإتيان بأوامره والإنتهاء عن نواهيه ، ولا يعقل أبداً أن يكون المرء محبّاً لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أشدَّ الحبّ ، ومع ذلك يخالفه فيما يبغضه ولا يرضيه ، فمن ادّعى حبّاً في نفسه وخالفه في عمله فقد جمع بين شيئين متخالفين متضادّين.

و لنعم ما روي عن الإمام جعفر الصادق عليه السّلام في هذا الصدد موجهاً كلامه إلى مدّعي الحبّ الإلهي كذباً :

     

تعصي الإله وأنتَ تظهر حبَّه

 

هذا لعمري في الفعال بديع

لو كان حبّك صادقاً لأطعتَه

 

إنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع (1)

للحبِّ مظاهر وراء الاتباع :

نعم لا يقتصر أثر الحبّ على هذا ، بل له آثار أُخرى في حياة المحبّ ، فهو يزور محبوبه ويكرمه ويعظمه ويزيل حاجته ويذبّ عنه ويدفع عنه كلّ كارثة ويهيئ له ما يريحه ويسرّه إذا كان حيّاً.

وإذا كان المحبوب ميّتاً أو مفقوداً حزن عليه أشدّ الحزن ، وأجرى له الدموع كما فعل النبي يعقوب عليه السّلام عندما افتقد ولده الحبيب يوسف عليه السّلام فبكاه حتّى ابيضّت عيناه من الحزن ، وبقي كظيماً حتّى إذا هبّ عليه نسيم من جانب ولده الحبيب المفقود ، هشَّ له وبشَّ ، وهفا إليه شوقاً وحبّاً.

بل يتعدّى أثر الحبّ عند فقد الحبيب وموته هذا الحدّ ، فنجد المحبّ يحفظ آثار محبوبه ، وكل ما يتّصل به ، من لباسه وأشيائه كقلمه ودفتره وعصاه ونظارته ، كما ويحترم أبناءه وأولاده ، ويحترم جنازته ومثواه ، ويحتفل كلّ عام بميلاده وذكرى موته ، ويكرمه و يعظمه حبّاً به ومودّة له.

إلى هنا ثبت أنّ حبّ النبي و تكريمه أصل من أُصول الإسلام لا يصحّ لأحد إنكاره ، ومن المعلوم أنّ المطلوب ليس الحبّ الكامن في القلب من دون أن يُرى أثره على الحياة الواقعيّة ، وعلى هذا يجوز للمسلم القيام بكلّ ما يعد مظهراً لحبّ النبي شريطة أن يكون عملاً حلالاً بالذات ولا يكون منكراً في الشريعة ، نظير :

1. تنظيم السنّة النبوية ، و إعراب أحاديثها و طبعها و نشرها بالصور المختلفة ، والأساليب الحديثة ، وفعل مثل هذا بالنسبة إلى أقوال أهل البيت وأحاديثهم.

2. نشر المقالات والكلمات ، وتأليف الكتب المختصرة والمطوّلة حول حياة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وعترته ، وإنشاء القصائد بشتى اللغات والألسن في حقّهم ، كما كان يفعله المسلمون الأوائل.

فالأدب العربي بعد ظهور الإسلام يكشف عن أنّ إنشاء القصائد في مدح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان ممّا يعبّر به أصحابها عن حبّهم لرسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.

فهذا هو كعب بن زهير ينشئ قصيدة مطولة في مدح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم منطلقاً من إعجابه وحبّه له صلّى الله عليه وآله وسلّم فيقول في جملة ما يقول :

     

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

 

متيّم إثرها لم يُفد مكبول

نُبِّئتُ أنّ رسول الله أوعدني

 

والعفو عند رسول الله مأمول

و يقول :

     

مهلاً هداك الذي أعطاك نا

 

فلة القرآن فيها مواعيظ وتفصيل

إنّ الرسول لنور يستضاء به

 

مهنّد من سيوف الله مسلول (2)

وقد ألقى هذه القصيدة في مجلس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأصحابه ، ولم ينكر عليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

و هذا هو حسّان بن ثابت الأنصاري يرثي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ويذكر فيه مدائحه ، ويقول :

     

بطيبة رسم للرسول ومَعْهَد

 

مُنير وقد تعفو الرسومُ وتهمدُ

إلى أن قال :

     

يدلّ على الرحمان من يقتدي به

 

وينقذ من هول الخزايا ويرشد

إمام لهم يهديهم الحقّ جاهداً

 

معلّم صدقٍ إن يطيعوه يَسْعدُوا (3)

وهذا هو عبد الله بن رواحة ينشئ أبياتاً في هذا السياق فيقول فيها :

     

خلّوا بني الكفّار عن سبيله

 

خلّوا فكلّ الخير في رسوله

يا ربّ إنّي مؤمن بقيله

 

أعرف حق الله في قبوله (4)

هذه نماذج ممّا أنشأها الشعراء المعاصرون لعهد الرسالة في النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ونكتفي بها لدلالتها على ما ذكرنا.

ولو قام باحث بجمع ما قيل من الأشعار والقصائد في حقّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لاحتاج في تأليفه إلى عشرات المجلّدات.

إنّ مدح النبي كان الشغلَ الشاغل للمخلصين والمؤمنين منذ أن لبّى الرسول دعوة ربّه ، ولا أظن أنّ أحداً عاش في هذه البسيطة نال من المدح بمقدار ما ناله الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم من المدح بمختلف الأساليب والنظم.

وهناك شعراء مخلصون أفرغوا فضائل النبي ومناقبه في قصائد رائعة وخالدة مستلهمين ما جاء في الذكر الحكيم والسنّة المطهّرة في هذا المجال ، فشكر الله مساعيهم الحميدة وجهودهم المخلصة.

3. تقبيل كلّ ما يمـت إلى النبي بصلة كباب داره ، وضريحه وأستار قبره انطلاقاً من مبدأ الحبّ الذي عرفت أدلّته.

وهذا أمر طبيعي وفطري فبما أنّ الإنسان المؤمن لا يتمكّن بعد رحلة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من تقبيل الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم (5) فيقبّل ما يتّصل به بنوع من الاتّصال ، وهو كما أسلفنا ، أمر طبيعي في حياة البشر حيث يلثمون ما يرتبط بحبيبهم ويقصدون بذلك نفسه ، فهذا هو المجنون العامري كان يقبّل جدار بيت ليلى ويصرّح بأنّه لا يقبّل الجدار ، بل يقصد تقبيل صاحب الجدار ، يقول :

     

أمرّ على الديار ديار ليلى

 

أُقبّل ذا الجدار وذا الجدارا

فما حبّ الديار شغفن قلبي

 

ولكن حبّ من سكن الديارا

4. إقامة الإحتفالات في مواليدهم وإلقاء الخطب والقصائد في مدحهم وذكر جهودهم ودرجاتهم في الكتاب والسنّة ، شريطة أن لا تقترن تلك الإحتفالات بالمنهيات والمحرّمات.

ومن دعا إلى الإحتفال بمولد النبي في أيّ قرن من القرون ، فقد انطلق من هذا المبدأ أيّ حبّ النبي الذي أمر به القرآن والسنّة بهذا العمل.

هذا هو مؤلف تاريخ الخميس يقول في هذا الصدد : لا يزال أهل الإسلام يحتفلون بشهر مولده ، و يعملون الولائم ، ويتصدّقون في لياليه بأنواع الصدقات ، ويظهرون السرور ، ويزيدون في المبرّات ، ويعتنون بقراءة مولده الشريف ، ويظهر عليهم من كراماته كلّ فضل عظيم (6).

و قال أبو شامة المقدسي في كتابه : ومن أحسن ما يفعل في اليوم الموافق ليوم مولده صلّى الله عليه وآله وسلّم من الصدقات والمعروف بإظهار الزينة والسرور ، فإنّ في ذلك مع ما فيه من الإحسان للفقراء شعاراً لمحبّته (7).

وقال القسطلاني : ولا زال أهل الإسلام يحتفلون بشهر مولده عليه السّلام ، ويعملون الولائم ، ويتصدّقون في لياليه بأنواع الصدقات ، ويظهرون السرور ، ويزيدون في المبرّات ، ويعتنون بقراءة مولده الكريم ، ويظهر عليهم من بركاته كلّ فضل عميم ... فرحم الله امرءاً اتّخذ ليالي شهر مولده المبارك أعياداً ، ليكون أشد علّة على من في قلبه مرض وأعيا داء (8).

إذا عرفت ما ذكرناه فلا تظنّ أن يشكّ أحد في جواز الإحتفال بمولد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، احتفالاً دينيّاً فيه رضى الله ورسوله ، ولا تصحّ تسميته بدعة ، إذ البدعة هي التي ليس لها أصل في الكتاب والسنّة ، وليس المراد من الأصل ، الدليل الخاصّ ، بل يكفي الدليل العام في ذلك.

ويرشدك إلى أنّ هذه الاحتفالات تجسيد لتكريم النبي ، وجدانك الحرّ ، فانّه يقضي ـ بلا مرية ـ على أنّها إعلاء لمقام النبي وإشادة بكرامته وعظمته ، بل يتلقّاها كلّ من شاهدها عن كثب على أنّ المحتفلين يعزّرون نبيّهم ويكرمونه ويرفعون مقامه اقتداءً بقوله سبحانه : ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) (9).

السنّة النبويّة وكرامة يوم مولده صلّى الله عليه وآله وسلّم :

1. أخرج مسلم في صحيحه ، عن أبي قتادة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال : « فيه ولدت ، وفيه أُنزل عليّ » (10).

يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي ـ عند الكلام في استحباب صيام الأيّام التي تتجدّد فيها نعم الله على عباده ـ ما هذا لفظه : إنّ من أعظم نعم الله على هذه الاَُمّة إظهار محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وبعثته وإرساله إليهم ، كما قال الله تعالى : ( لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ ) (11) فصيام يوم تجدّدت فيه هذه النعمة من الله سبحانه على عباده المؤمنين حسن جميل ، وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجدّدها بالشكر (12).

2. روى مسلم في صحيحه عن ابن عبّاس ـ رضي الله عنه ـ قال : لمّا قدم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ، فسُئلوا عن ذلك ، فقالوا : هو اليوم الذي أظفر الله موسى وبني إسرائيل على فرعون ، و نحن نصوم تعظيماً له ، فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم : « نحن أولى بموسى » وأمر بصومه (13).

وقد استدلّ ابن حجر العسقلاني بهذا الحديث على مشروعيّة الإحتفال بالمولد النبوي على ما نقله الحافظ السيوطي ، فقال : فيستفاد منه فعل الشكر لله تعالى على ما منّ به في يوم معين من إسداء نعمة ، أو دفع نقمة ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كلّ سنة ، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة ، كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة ، وأيّ نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبي نبيّ الرحمة في ذلك اليوم (14).

3. وللسيوطي أيضاً كلام آخر نأتي بنصّه ، يقول : وقد ظهر لي تخريج عمل المولد على أصل آخر ، وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس انّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عقّ عن نفسه بعد النبوّة مع أنّه قد ورد أنّ جدّه عبد المطلب عقّ عنه في سابع ولادته ، والعقيقة لا تعاد مرّة ثانية ، فيحمل ذلك على أنّ الذي فعله النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إظهار للشكر على إيجاد الله إيّاه رحمة للعالمين وتشريفاً لاَُمتّه كما كان يصلّي على نفسه ، لذلك فيستحب لنا أيضاً إظهار الشكر بمولده بالإجتماع ، وإطعام الطعام ، ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرّات (15).

4. أخرج البخاري عن عمر بن الخطاب أنّ رجلاً من اليهود ، قال له : يا أمير الموَمنين ! آية في كتابكم تقرؤنها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتّخذنا ذلك اليوم عيداً. فقال : أيّ آية ؟ قال : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (16).

قال عمر : قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو قائم بعرفة يوم جمعة (17).

وأخرج الترمذي عن ابن عبّاس نحوه وقال : فيه نزلت في يوم عيد من يوم جمعة ويوم عرفة ، وقال الترمذي : وهو صحيح (18).

وفي هذا الأثر موافقة عمر بن الخطاب على اتّخاذ اليوم الذي حدثت فيه نعمة عظيمة ، عيداً لأنّ الزمان ظرف للحدث العظيم ، فعند عود اليوم الذي وقعت فيه الحادثة كان موسماً لشكر تلك النعمة ، وفرصة لإظهار الفرح والسرور (19).

نرى أنّ المسيح عندما دعا ربّه أن ينزل مائدة عليه وعلى حوارييه قال : ( قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) (20).

فقد اتّخذ يوم نزول النعمة المادية التي تشبع البطون عيداً ، و الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم نعمة عظيمة منّ بها الله على المسلمين بميلاده ، فلم لا نتّخذه يوم فرح و سرور ؟

إجماع المسلمين على تكريم مولده صلّى الله عليه وآله وسلّم :

ذكروا أنّ أوّل من أقام المولد هو الملك المظفر صاحب اربل ، وقد توفي عام 630 هـ ، وربّما يقال : أوّل من أحدثه بالقاهرة الخلفاء الفاطميّون ، أوّلهم المعز لدين الله ، توجّه من المغرب إلى مصر في شوال 361 هـ ، وقيل في ذلك غيره ، وعلى أيّ تقدير فقد احتفل المسلمون حقباً وأعواماً من دون أن يعترض عليهم أيّ ابن أُنثى ، وعلى أيّ حال فقد تحقّق الإجماع على جوازه وتسويغه واستحبابه قبل أن يولد باذر هذه الشكوك ، فلماذا لم يكن هذا الإجماع حجّة ؟! مع أنّ اتّفاق الاَُمّة بنفسه أحد الأدلّة ، وكانت السيرة قائمة على تبجيل مولد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى أن جاء ابن تيميّة ، وعبد العزيز بن عبد السلام (21) والشاطبي فناقشوا فيه ووصفوه بالبدعة ، مع أنّ الإجماع فيه انعقد قبل هؤلاء بقرنين أو قرون ، أو ليس انعقاد الإجماع في عصر من العصور حجّة بنفسه ؟

إلى هنا وقفت على أنّ شرعيّة الإحتفال بمولد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يثبتها القرآن الكريم والسنّة النبويّة واتّفاق المسلمين ومن فارقهم فقد فارق الطريق المستقيم الذي لا عوج فيه ، قال سبحانه : ( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا ) (22).

الهوامش

1. سفينة البحار : مادة « حب ».

2. ابن هشام : السيرة النبويّة : 2 / 513.

3. المصدر نفسه : 2 / 666.

4. ابن هشام : السيرة النبويّة : 2 / 371.

5. دخل أبو بكر حجرة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد رحيله و هو مسجّى ببرد حبرة فكشف عن وجهه ثم أكبّ عليه فقبَّله ثمّ بكى فقال : بأبي أنت يا نبي الله لا يجمع الله عليك موتتين ، أمّا الموتة التي كتبت عليك فقد مُتَّها. لاحظ صحيح البخاري : 2 / 17 كتاب الجنائز.

6. الديار بكري : تاريخ الخميس : 1 / 323.

7. الحلبي : السيرة : 1 / 83 ـ 84.

8. المواهب اللدنية : 1 / 148.

9. الانشراح : 4.

10. مسلم : الصحيح : 3 / 168 باب استحباب صيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر من كتاب الصيام.

11. آل عمران : 164.

12. ابن رجب الحنبلي : لطائف المعارف : 98.

13. مسلم : الصحيح : 3 / 150 باب صوم يوم عاشوراء من كتاب الصيام.

14. السيوطي : الحاوي للفتاوي : 1 / 196.

15. السيوطي : الحاوي للفتاوي : 1 / 196.

16. المائدة : 3.

17. البخاري : الصحيح : 1 / 14 باب زيادة الإيمان ونقصانه من كتاب الإيمان ـ 6 / 50 تفسير سورة المائدة ، وكما أخرجه الترمذي في 5 / 250 ، وفي الروايات المتضافرة أنّها نزلت في الثامن عشر من ذي الحجّة في حجّة الوداع.

18. البخاري : الصحيح : 1 / 14 باب زيادة الإيمان ونقصانه من كتاب الإيمان ـ 6 / 50 تفسير سورة المائدة ، وكما أخرجه الترمذي في 5 / 250 ، وفي الروايات المتضافرة أنّها نزلت في الثامن عشر من ذي الحجّة في حجّة الوداع.

19. عيسى الحميري : بلوغ المأمول : 29.

20. سورة المائدة : 114.

21. هو عبد العزيز بن عبد السلام السلمـي الدمشقي (577 ـ 660 هـ) : فقيه شافعـي ، له من الكتب « التفسير الكبير » و « مسائل الطريقة » وغيرها . انظر أعلام الزركلي : 4 / 21.

22. النساء : 115.

مقتبس من كتاب : [ رسائل ومقالات ] / المجلّد : 1 / الصفحة : 212 ـ 220