باب فضل زيارة أمير المؤمنين صلوات الله عليه والصلاة عنده

طباعة

( باب فضل زيارته صلوات الله عليه والصلاة عنده )

1 ـ ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ما خلق الله خلقاً أكثر من الملائكة وإنه لينزل كلّ يوم سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمور فيطوفون به ، فاذاهم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة ، فاذا طافوا بها أتوا قبر النبيِّ صلى الله عليه وآله فسلّموا عليه ، ثمَّ أتوا قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام فسلّموا عليه ، ثمَّ أتوا قبر الحسين عليه السلام فسلّموا عليه ، ثمَّ عرجوا ، وينزل مثلهم أبداً إلى يوم القيامة.

وقال عليه السلام : من زار أمير المؤمنين عارفاً بحقّه غير متجبّر ولا متكبّر كتب الله له أجر مائة ألف شهيد ، وغفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخّر ، وبعث من الاٰمنين وهوَّن عليه الحساب واستقبله الملائكة ، فاذا انصرف شيّعته إلى منزله فإن مرض عادوه وإن مات تبعوه بالاستغفار إلى قبره ، قال : ومن زار الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه كتب الله له ثواب ألف حجّة مقبولة ، وألف عمرة مقبولة ، وغفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخّر (1).

2 ـ أبو علي ابن شيخ الطائفة عن أبيه ، عن المفيد مثله (2).

3 ـ مل : أبي والكليني معاً عن محمّد العطّار ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبدالله ابن محمّد اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عن يونس ، عن أبي وهب القصرى قال : دخلت المدينة فأتيت أباعبدالله عليه السلام فقلت : جعلت فداك أتيتك ولم أزر قبر أمير المومنين عليه السلام قال : بئس ما صنعت لولا أنّك من شيعتنا ما نظرت إليك ألا تزور من يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء ويزوره المومنون ، قلت : جعلت فداك ما علمت ذلك قال : فاعلم أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام أفضل عند الله ، من الأئمة كلّهم وله ثواب أعمالهم وعلى قدر أعمالهم فضّلوا (3).

4 ـ مل : الكليني ، عن أبي علي الأشعري ، عمّن ذكره ، عن محمّد بن سنان وحدَّثني محمّد الحميري ، عن أبيه ، عن ابن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت : إنّي أشتاق إلى الغري قال : فما شوقك إليه ؟ قلت له : إنّي اُحبّ أن أزور أمير المؤمنين عليه السلام فقال لي : فهل تعرف فضل زيارته ؟ قلت : لا يا ابن رسول الله فعرّفني ذلك قال : إذا أردت زيارة أمير المؤمنين عليه السلام فاعلم أنّك زائر عظام آدم وبدن نوح وجسم عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، قلت : انَّ آدم هبط بسرانديب في مطلع الشمس وزعموا أنّ عظامه في بيت الله الحرام فكيف صارت عظامه بالكوفة ؟ قال : إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى نوح عليه السلام وهو في السفينة أن يطوف بالبيت اسبوعا ، فطاف بالبيت اسبوعا كما أوحى الله إليه ، ثمَّ نزل في الماء إلى ركبتيه فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم عليه السلام فحمل التابوت في جوف السفينة حتّى طاف بالبيت ما شاء الله أن يطوف ، ثمَّ ورد إلى باب الكوفة في وسط مسجدها ففيها قال الله للأرض : « ابْلَعِي مَاءَكِ » فبلعت ماءها من مسجد الكوفة كما بدا الماء من مسجدها ، وتفرّق الجمع الّذي كان مع نوح في السفينة فأخذ نوح التابوت فدفنه في الغري ، وهو قطعة من الجبل الّذي كلّم الله عليه موسى تكليما ، وقدّس عليه عيسى تقديسا ، واتّخذ عليه إبراهيم خليلا ، واتّخذ عليه محمّداً حبيباً ، وجعله للنبيّين مسكنا ، والله ما سكن فيه أحد بعد أبويه الطيّبين آدم ونوح أكرم من أمير المؤمنين صلوات الله عليهم ، فاذا زرت جانب النجف فزر عظام آدم وبدن نوح وجسم عليِّ بن ابي طالب عليه السلام ، فانّك زائر الاٰباء الأولين ومحمّداً صلّى الله عليه وآله خاتم النبيّين ، وعليّا سيّد الوصيين ، فانَّ زايره يفتح له أبواب السماء عند دعوته فلا تكن عن الخير نوّاماً (4).

5 ـ حة : والدي وعمي عن محمّد بن نماء ، عن محمّد بن إدريس ، عن عربي بن مسافر ، عن الياس بن هشام ، عن أبي عليّ ، عن والده أبي جعفر ، عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن محمّد الحميري ، عن أبيه ، عن ابن أبي الخطّاب مثله (5).

بيان : قوله عليه السلام بعد أبويه أي بعد زمان دفن أبويه فلا ينافي كونه عليه السلام أفضل منهما ، ولعلَّ صدور أمثاله لضعف عقول النّاس ، وللخوف على ضعفاء الشيعة أو للتقيّة من المخالفين ، وأخبارنا مستفيضة في أنَّ أئمتنا عليهم السلام أفضل من غير نبيّنا من الأنبياء.

6 ـ مل : عليّ بن الحسين ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن المعلّى بن أبي شهاب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال الحسن لرسول الله صلّى الله عليه وآله : يا أبه ما جزاء من زارك ؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : يا بنيّ من زارني حيّاً وميّتاً أو زار أباك كان حقّاً على الله عزَّوجلَّ أن أزوره يوم القيامة فاُخلّصه من ذنوبه (6).

7 ـ مل : ابن الوليد ، عن الصّفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن مفضّل بن صالح ، عن محمّد الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها إلّا أهل الكوفة ، وإنَّ إلى جانبها قبراً لا يأتيه مكروب فيصلّي عنده أربع ركعات إلّا رجعه الله مسروراً بقضاء حاجته (7).

8 ـ حة : الوزير السّعيد نصير الدّين الطّوسي ، عن والده ، عن القطب الراوندي عن ذي الفقار بن معبد ، عن شيخ الطّايفة ، عن المفيد ، عن محمّد بن أحمد بن داود عن محمّد بن عليّ ، عن عمّه ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن الفضل الخزاعي ، عن عثمان بن سعيد ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال لي : إنَّ إلى جانب كوفان قبراً ما أتاه مكروب قطّ فصلّى عنده ركعتين أو أربع ركعات إلّا نفّس الله عنه كربته وقضى حاجته ، قلت : قبر الحسين بن عليّ ؟ فقال برأسه لا ، فقلت : فقبر أمير المؤمنين قال برأسه نعم (8).

9 ـ حة : بالاسناد ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن همام قال : وجدت في كتاب كتبه ببغداد جعفر بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن الرّازي ، عن الحسين بن إسماعيل الصيمري ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من زار أمير المؤمنين ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة حجة وعمرة ، فان رجع ماشياً كتب له بكلِّ خطوة حجّتان وعمرتان (9).

10 ـ حة : يحيى بن سعيد ، عن محمّد بن أبي البركات بن إبراهيم الصّنعاني عن الحسين بن رطبة ، عن أبي عليّ ، عن شيخ الطّائفة ، عن المفيد ، عن محمّد بن أحمد بن داود ، عن أحمد بن محمّد الرّازي ، عن أبي محمّد بن المغيرة ، عن الحسين بن محمّد بن مالك ، عن أخيه جعفر ، عن رجاله يرفعه قال : كنت عند الصّادق عليه السلام وقد ذكر أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا ابن مارد من زار جدِّي عارفاً بحقّه كتب الله له بكلّ خطوة حجّة مقبولة وعمرة مبرورة ، يا ابن مارد والله ما يطعم الله النّار قدماً تغبّرت في زيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام ماشياً كان أو راكباً ، يا ابن مارد اكتب هذا الحديث بماء الذهب (10).

بيان : لعلَّ الكتابة بماء الذّهب كناية عن شدّة الاعتنآء بشأنه والإهتمام في العمل به ، ولايبعد القول بظاهره فيدلُّ على رجحان كتابة الأخبار مطلقاً ، أو الأخبار النادرة المشتملة على الفضايل الغريبة بماء الذّهب والله يعلم.

11 ـ حة : بالاسناد عن محمّد بن أحمد بن داود ، عن محمّد بن همام ، عن محمّد بن محمّد بن رياح ، عن عليّ بن محمّد بن رياح ، عن أحمد بن حماد بن زاهر القرشي ، عن زيد بن إسحاق ، عن أبي السّحيق الأرجي ، عن عمر بن عبدالله بن طلحة النهدي عن أبيه قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقال : يا عبدالله بن طلحة ما تأتون قبر أبي الحسين ؟ قلت : بلى جعلت فداك إنا لنأتينّه قال : تأتونه كلَّ جمعة ؟ قلت : لا ، قال : فتأتونه في كلِّ شهر ؟ قلت : لا ، قال : ما أجفاكم إنَّ زيارته تعدل حجّة وعمرة ، وزيارة أبيه تعدل حجّتين وعمرتين (11).

ورواه شيخنا في التهذيب (12) بسنده إليه.

12 ـ حة : بالاسناد ، عن محمّد بن أحمد بن داود ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد عن الحسن بن عبدالرحمن الأزدي ، عن عمّه عبدالعزيز ، عن حمّاد بن يعلى ، عن حسّان بن مهران قال : قال جعفر بن محمّد : ياحسان أتزور قبور الشّهداء قبلكم ؟ قلت أيّ الشّهداء ؟ قال : عليّ وحسين ، قلت : إنا لنزورهما فنكثر قال : اُولئك الشهداء المرزوقون فزوروهم وافزعوا عندهم وارفعوا بحوائجكم عندهم ، فلو يكونون منّا كموضعهم منكم لاتّخذناهم هجرة (13).

بيان : قوله : لاتّخذناهم هجرة ، أي لهجرنا اليهم واتّخذنا عندهم وطناً ، ويدلّ على رجحان المجاورة عندهم وسيأتي القول فيه.

13 ـ حة : يحيى بن سعيد ، عن محمّد بن أبي البركات ، عن الحسين بن رطبه عن أبي عليّ ، عن الشيخ نقلاً من خطّه من التهذيب ، عن المفيد ، عن محمّد بن أحمد عن أبيه ، عن ابن فضّال ، عن عمر بن إبراهيم ، عن خلف بن حماد ، عن أبي عبدالله عليه السّلام قال : نحن نقول : بظهر الكوفة قبر مايلوذ به ذوعاهة إلَّا شفاه الله (14) والشيخ المفيد ذكره في مزاره ولم يسنده وقال : يعني قبر أمير المؤمنين عليه السلام.

14 ـ حه : نصير الدّين الطّوسي ، عن والده ، عن السّيد فضل الله ، عن ذي الفقار ، عن الشيخ ، عن المفيد ، عن محمّد بن بكران النقّاش ، عن الحسين بن محمّد المالكي عن أحمد بن هلال ، عن أبي شعيب الخراساني قال : قلت لأبي الحسن الرِّضا عليه السلام : أيما أفضل زيارة قبر أمير المؤمنين عليه السلام أو زيارة قبر الحسين عليه السلام ؟ قال : إنَّ الحسين قتل مكروباً فحقّ على الله جلّ ذكره أن لايأتيه مكروب إلّا فرّج الله كربه وفضل زيارة قبر أمير المؤمنين على زيارة قبر الحسين كفضل أمير المؤمنين على الحسين قال : ثمّ قال لي : أين تسكن ؟ قلت : الكوفة ، قال : إنّ مسجد الكوفة بيت نوح لو دخله رجل مأة مرّة لكتب الله له مأة مغفرة ، لأنَّ فيه دعوة نوح عليه السلام حيث قال : « رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا » قال : قلت من عنى بوالديه ؟ قال : آدم وحوا (15).

15 ـ جا : الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن الحسن بن عليِّ بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن سنان ، عن عبيدالله القضباني ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إنَّ ولايتنا ولاية الله عزَّوجلَّ التي لم يبعث نبيٌّ قط إلّا بها ، إنَّ الله عزَّ اسمه عرض ولايتنا على السّماوات والأرض والجبال والأمصار فلم يقبلها قبول أهل الكوفة ، وإنَّ إلى جانبهم لقبراً ما أتاه مكروب إلّا نفّس الله كربته وأجاب دعوته وقلبه إلى أهله مسروراً (16).

أقول : قد مضى بعض الأخبار في باب فضل زيارة النبيّ صلّى الله عليه وآله ، وسيأتي بعضها في أبواب زياراته عليه السلام.

16 ـ وقال الدّيلمي ـ رحمه الله ـ في ارشاد القلوب (17) قال الصّادق عليه السلام : إنّ أبواب السّماء لتفتح عند دخول الزّائر لأمير المؤمنين عليه السلام.

17 ـ وفي المزار الكبير باسناده إلى محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمّار قال : سمعت أبا عبدالله الصّادق عليه السلام يقول : أتى أعرابيٌّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال لرسول الله صلّى الله عليه وآله : إنَّ منزلي ناء عن منزلك وإنّي أشتاقك وأشتاق إلى زيارتك وأقدم فلا أجدك وأجد عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فيؤنسني بحديثه ومواعظه وأرجع وأنا متأسّف على رؤيتك ، فقال صلّى الله عليه وآله : من زار عليّا فقد زارني ، ومن أحبّه فقد أحبّني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، أبلغ قومك هذا عنّي ، ومن أتاه زائراً فقد أتاني ، وأنا المجازي له يوم القيامة وجبرئيل وصالح المؤمنين.

الهوامش

1. أمالي الطوسي ج 1 ص 218.

2. أمالي الطوسي هو سابقه بعينه سنداً ومتناً.

3. كامل الزيارات ص 38.

4. كامل الزيارات ص 38.

5. فرحة الغري ص 29.

6. كامل الزيارات ص 39 وكان الرمز في المتن لفرحة الغري.

7. كامل الزيارات ص 167.

8. فرحة الغري ص 27.

9. فرحة الغري ص 30.

10. فرحة الغري ص 30.

11. نفس المصدر ص 32.

12. التهذيب ج 6 ص 21 .

13. فرحة الغري ص 32.

14. فرحة الغري ص 38 واخرجه الشيخ الطوسي في التهذيب ج 6 ص 34.

15. فرحة الغري ص 40.

16. مجالس المفيد ص 72.

17. ارشاد الديلمي ج 2 ص 241

مقتبس من كتاب : [ بحار الأنوار ] / المجلّد : 97 / الصفحة : 257 ـ 263