آثار وفضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام

طباعة

آثار وفضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام

أيا زائراً قبراً على العرش قد علا

 

تضمّن سبط المصطفى خيرة الملا

هل دمعك القاني وقل متمثلاً

 

أيقتل عطشاناً حسين بكربلا

وفي كل عضو من أنامله بحر

مَن زاره عليه السلام ماشياً :

عن الإمام الصادق عليه السلام قال : إنّ الرجل ليخرج إلى قبر الحسين عليه السلام فله إذا خرج من أهله بأوّل خطوة مغفرة ذنوبه ، ثمّ لم يزل يقدس بكلّ خطوة حتّى يأتيه ، فإذا أتاه ناجاه الله تعالى فقال : عبدي سلني اعطك ، ادعني اجبك ، اطلب مني اعطك ، سلني حاجةً اقضها لك ، قال : وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : وحقّ على الله أن يعطي ما بذل (1).

وأيضاً عن عبد الله بن هلال ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلتُ له : جعلت فداك ما أدنى مالزائر قبر الحسين عليه السلام فقال لي :

يا عبد الله إنّ أدنى ما يكون له أن يحفظه في نفسه وأهله حتّى يردّه إلى أهله ، فإذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ له (2).

كرامة الله لزوّار الحسين عليه السلام :

عن عبد الله الطحان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته وهو يقول : ما من أحد يوم القيامة إلّا وهو يتمنّى أنّه من زوّار الحسين لما يرى ممّا يصنع بزوّار الحسين عليه السلام من كرامتهم على الله تعالى (3).

وعنه عليه السلام أيضاً قال : مَن سرّه أن يكون على موائد النور يوم القيامة فليكن من زوّار الحسين بن علي عليه السلام (4).

أيّام زائري الحسين عليه السلام لا تعد من أعمارهم :

عن الإمام الرضا عليه السلام عن أبيه قال : قال أبو عبد الله جعفر الصادق عليه السلام : إنّ أيام زائري الحسين عليه السلام لا تُحسب من أعمارهم ولا تُعد من أجالهم (5).

إنّ زائر الحسين عليه السلام يكون في جوار رسول الله صلّى الله عليه وآله وعلي وفاطمة عليهما السلام :

عن أبي خالد ذي الشامة ، قال : حدّثني أبو اسامة قال : سمعتُ أبا عبد الله عليه السلام يقول : مَن أراد أن يكون في جوار نبيّه صلّى الله عليه وآله وجوار علي وفاطمة فلا يدع زيارة الحسين بن علي عليه السلام (6).

إن زائر الحسين عليه السلام يدخل الجنّة قبل الناس :

عن عبد الله بن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إنّ لزوّار الحسين بن علي عليه السلام يوم القيامة فضلاً على الناس ، قلتُ : وما فضلهم ؟ قال : يدخلون الجنّة قبل الناس بأربعين عاماً وسائر الناس في الحساب والموقف (7).

مَن زار الحسين عليه السلام كَمن زار الله في عرشه :

عن زيد الشحام ، قال : قلتُ لأبي عبد الله عليه السلام : ما لمَن زار قبر الحسين عليه السلام قال : كان كمَن زار الله في عرشه (8).

مَن زار الحسين عليه السلام كُتب في أعلى عليّين :

عن أبي عبد الله عليه السلام قال : مَن أتى الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه كتبه الله في أعلى عليّين (9).

إنّ زيارة الحسين عليه السلام تزيد في العمر والرزق :

عن الإمام الباقر عليه السلام قال : مرّوا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام ، فإنّ إتيانه يُزيد في الرزق ويمدّ في العمر ويدفع مدافع السوء ، وإتيانه مفترض على كلّ مؤمن يقرّ للحسين بالإمامة من الله (10).

إنّ زيارة الحسين عليه السلام تحطّ الذنوب :

عن الإمام الصادق عليه السلام قال :

مَن أراد أن يكون في كرامة الله يوم القيامة وفي شفاعة محمّد صلّى الله عليه وآله فليكن للحسين زائراً ينال من الله الفضل والكرامة وحسن الثواب ، ولا يسأله عن ذنب عمله في حياة الدنيا ، ولو كانت ذنوبه عدد رمل عالج وجبال تهامة وزبد البحر ، إنّ الحسين عليه السلام قُتل مظلوماً مضطهداً نفسه عطشاناً هو وأهل بيته وأصحابه (11).

إنّ زيارة الحسين عليه السلام تعدل عمرة وتعدل حجّة :

عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، قال : سأل بعض أصحابنا أبا الحسن الرضا عليه السلام ، عَمّن أتى قبر الحسين عليه السلام ، قال : تعدل عمرة (12).

روى محمّد بن سنان قال : سمعتُ أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول : من أتى قبر الحسين عليه السلام كتب الله له حجّة مبرورة (13).

إنّ زيارة الحسين عليه السلام تعدل عتق الرقاب :

عن أبي سعيد المدائني ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام فقلت :

جعلت فداك أتي قبر ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : نعم يا أبا سعيد ائتِ قبر ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله أطيب الطيّبين وأطهر الأطهرين وأبرّ الأبرار ، فإذا زرته كتب الله لك عتق خمسة وعشرين رقبة (14).

إنّ زوّار الحسين عليه السلام مشفّعون :

عن الإمام الصادق عليه السلام قال : إنّ الله تبارك وتعالى يتجلّى لزوار قبر الحسين عليه السلام قبل أهل عرفات ويقضي حوائجهم ويغفر ذنوبهم ويشفّعهم في مسائلهم ، ثمّ يثنّي بأهل عرفات فيفعل بهم ذلك (15).

إنّ زيارة الحسين عليه السلام يُنفّس بها الكرب وتُقضى بها الحوائج :

عن الإمام الصادق عليه السلام : قال : إنّ إلى جانبكم لقبراً ما أتاه مكروب إلّا نفّس الله كربته وقضى حاجته (16).

في جامع الأخبار : أن الله ـ تعالى ـ يخلق من عرق زوّار الحسين عليه السلام من كلّ عرقة سبعين ألف ملك يسبّحون الله ويهللونه.

وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : من زار الحسين عليه السلام أوّل يوم من رجب غفر الله له البتة.

روي عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام قال : من زار قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجّة مع القائم ـ عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ ، وألف ألف عمرة مع رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وعتق ألف نسمة وحملان ألف فرس في سبيل الله ، وسمّاه الله عزّ وجل عبدي الصدّيق آمن بوعدي ، وقالت الملائكة فلان صديق زكّاه الله من فوق عرشه ، وسمى في الأرض وينادي منادي هذا من زوّار الحسين ابن علي عليه السلام شوقاً إليه فلا يبقى أحد في القيامة إلّا تمنّى يومئذ أنّه كان من زوّار الإمام الحسين عليه السلام (17).

إن الله تعالى يبدأ بالنظر إلى زوّار قبر الحسين عليه‌السلام عشيّة عرفة قبل أن ينظر إلى أهل الموقف ، وأنّ يوم عرفة له من الفضل ، وقد وردت أخبار كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام منها ما رواه بشير الدهان عن الإمام الصادق عليه السلام وذلك حين سأله وقال له : سيّدي ربّما فاتني الوقوف بعرفات فأعرّف عند قبر الحسين عليه السلام فقال له الإمام : أحسنت يا بشير أيما مؤمناً أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه في غير عيد يوم عرفة كتب له عشرون حجّة وعشرون عمرة مبرورات متقبلات وعشرون غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل.

روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال : أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسين عليه السلام إلى أن تقوم الساعة فلا يأتيه أحد إلّا استقبلوه ولا يرجع أحد إلّا شيّعوه ولا يمرض إلّا عادوه ولا يموت إلّا شيّعوه (18).

وفي كامل الزيارات روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال : كان الحسين بن علي عليهما السلام ذات يوم في حجر النبي صلّى الله عليه وآله يلاعبه ويضاحكه فقالت عائشة : يا رسول الله ما أشدّ إعجابك بهذا الصبيّ ؟! فقال لها : ويلك وكيف لا أحبّه ولا أعجب به وهو ثمرة فؤادي وقرّة عيني ، أما إن أُمّتي ستقتله فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجّة من حججي ، فقالت : يا رسول الله حجّة من حججك ، قال : نعم ، وأربعة ، قال : ولم تزل تزاده وهو صلّى الله عليه وآله يزيد ويضعف حتّى بلغ تسعين حجّة من حجج رسول الله بأعمارها.

وأيضاً في الكامل عن يونس عن الرضا عليه السلام قال : من زار الحسين عليه السلام فقد حجّ واعتمر ، قلت : يطرح عنه حجّة الإسلام قال : لا هي حجّة الضعيف حتّى يقوى ويحجّ إلى بيت الله الحرام ، أما علمت أن البيت يطوف به كلّ يوم سبعون ألف ملك حتّى إذا أدركهم الليل صعدوا ونزل غيرهم فطافوا بالبيت حتّى الصباح ، وإن الحسين عليه السلام لأكرم إلى الله من البيت ، وإنّه في وقت كلّ صلاة لينزل عليه سبعون ألف ملك شعث غبر لا يقع عليهم النوبة إلى يوم القيامة.

وروي أن امرأة يقال لها أُمّ سعيد الأحمسيّة وهذه المرأة من أهل العراق وقد ذهبت إلى زيارة الشهداء في المدينة في زمان الإمام الصادق عليه السلام قالت : فجئت إلى الصادق عليه السلام فدخلت عليه فجاءت الجارية فقالت : قد جئتك بالدابّة فقال عليه السلام : يا أُمّ سعيد أيّ شيء هذه الدابّة أين تبغين تذهبين ، قلت : أزور قبور الشهداء ؛ فقال عليه السلام : ما أعجبكم يا أهل العراق تأتون الشهداء من سفر بعيد وتتركون سيّد الشهداء ألا تأتونه ، قالت : فقلت له : مَن سيد الشهداء ؟ فقال عليه السلام : هو الإمام الحسين عليه السلام بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، تقول : فقلت له : إنّي امرأة ، فقال : لا بأس لمن مثلك أن تذهب إليه وتزوره ، فقلت : أيّ شيء لنا في زيارته ، قال : كعدل حجّة وعمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامها وخير منها قالت : وبسط يده وضمّها ثلاث مرّات ، ثم قال عليه السلام : يا أُمّ سعيد تزورين قبر الحسين ، قالت : قلت : نعم ، قال : يا أُمّ سعيد زوريه فإنّ زيارته واجبة على الرجال والنساء (19).

وفي البحار عن حنان بن سدير عن أبيه قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا سدير تزور قبر الحسين في كلّ يوم ، قلت : لا ، فقال : ما أجفاكم فتزوره في كلّ شهر قلت : لا ، قال : أفتزوره في كلّ سنة ، قلت : قد يكون ذلك ، قال : يا سدير ما أفجاكم بالحسين عليه السلام ، أما علمت أن لله ألف ألف ملك شعث غبر يبكون فيزورون لا يفترون ، وعليك يا سدير أن تزور قبر الحسين في الجمعة خمس مرّات وفي كلّ يوم مرّة ، قلت : جعلت فداك بيننا وبينه فراسخ كثيرة ، قال لي : إصعد فوق سطحك ثمّ تلفت يمنة ويسرة ثمّ ترفع رأسك إلى السماء ثمّ تنحو نحو القبر وتقول : « السلام عليك يا أبا عبد الله ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته » يكتب لك بكلّ زيارة حجّة وعمرة.

روي عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال : لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين عليه السلام من الفضل لماتوا شوقاً إليه وتقطعت أنفاسهم عليه حسرات.

وقال عليه السلام : من أتاه متشوّقاً كتب الله له ألف حجّة متقبّلة ، وألف عمرة مبرورة ، وأجر ألف شهيد من شهداء بدر ، وأجر ألف صائم وثواب ألف صدقة مقبولة ، وثواب ألف نسمة أُريد بها وجه الله ، ولم يزل محفوظاً سنة من كلّ آفة ، وإن مات في سنته حضرته الملائكة وهم ملائكة الرحمة ، يحضرون غسله وإكفانه والاستغفار له ، ويشيّعونه إلى قبره بالاستغفار له ، ويفسح له في قبره ، ويؤمنه الله من ضغطة القبر ، ومن منكر ونكير أن يروعاه ، ويفتح له باب إلى الجنّة ، ويعطى كتابه بيمينه ويعطى يوم القيامة نوراً ليضيء لنوره ما بين المشرق ، والمغرب وينادىٰ هذا من زوّار قبر الحسين بن علي عليه السلام ، ثمّ يقول الإمام عليه السلام : إذا اغتسل الزائر من ماء الفرات تساقطت عنه ذنوبه كيوم ولدته أُمّه (20).

الهوامش

1. كامل الزيارات لابن قولويه القمي : 253 ، الحديث 379 ، الباب التاسع والأربعون.

2. بحار الأنوار 101 : 78.

3. الوسائل للحر العاملي 14 : 424.

4. بحار الأنوار 101 : 72.

5. التهذيب للشيخ الطوسي 6 : 36.

6. كامل الزيارات لابن قولويه القمي : 260 ، الحديث 392.

7. بحار الأنوار 101 : 26.

8. المستدرك الوسائل 10 : 115.

9. ثواب الأعمال للشيخ الصدوق : 110.

10. بحار الأنوار 101 : 3.

11. بحار الأنوار 101 : 27.

12. ثواب الأعمال للصدوق : 112.

13. كامل الزيارات لابن قولويه القمي : 294 ، الحديث 482.

14. الوسائل للحرّ العاملي 14 : 448.

15. مصباح المتهجد للشيخ الطوسي : 497.

16. بحار الأنوار 101 : 45.

17. من مجالس عاشوراء للشيخ كاظم الاحسائي النجفي : 318.

18. نفس المصدر.

19. نفس المصدر : 320 .

20. نفس المصدر : 318.

مقتبس من كتاب : [ النور المبين في شرح زيارة الأربعين ] / الصفحة : 18 ـ 25