الفرقة الناجية

طباعة

الفرقة الناجية

والنصوص الآتية ـ مثل الآثار السابقة ـ لتنصر الشخص الضعيف في مقابل حملة العصبية ، وتنير الطريق أمام المتفكر الحر بشكل أكمل ، فلاحظ :

قد تقدم أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، الناجية منهم واحدة والباقون هلكى » .

وفي النصوص الآتية بيّن لنا النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم طريق أهل النجاة ، وأنّ من سلك ذلك الطريق فقد نجى ومن تخلّف عنه فقد هلك ، وهو اتّباع أهل بيت النبيّ صلّىالله عليه وآله وسلّم وموالاتهم ، وبيّن أنّ الله تبارك وتعالى سيسأل يوم القيامة عن ذلك .

وقد تقدّم الحديث الذي رواه الحسن بن محمد الصاغاني في الشمس المنيرة : أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّها هالكة إلّا فرقة واحدة » .

فلما سمع ذلك منه ضاق المسلمون ذرعاً وضجّوا بالبكاء ، وأقبلوا عليه وقالوا : يارسول الله كيف لنا بعدك بطريق النجاة ؟ وكيف لنا بمعرفة الفرقة الناجية حتّى نعتمد عليها ؟ فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّي تاركٌ فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » (1) .

وأخرج الموفّق بن أحمد من الحنفية عن عليّ عليه السلام أنّه قال : تفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة ، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنّة ، وهم الّذين قال الله عزّوجلّ : ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) هم أنا وشيعتي » (2) .

وقد جاء في بعض الروايات أنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : إنّهم أهل الجماعة ، ففي الرواية الآتية يبين أمير المؤمنين علي عليه السلام المراد من أهل الجماعة :

أخرج وكيع ـ كما في الكنز ـ عن يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبيه قال : كان عليّ يخطب ، فقام إليه رجلٌ فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني من أهل الجماعة ؟ ومن أهل الفرقة ؟ ومن أهل السنّة ؟ ومن أهل البدعة ؟ فقال : ويحك ! أمّا إذا سألتني فافهم عنّي ، ولا عليك أن لا تسأل عنها أحداً بعدي :

فأما أهل الجماعة ؛ فأنا ومن اتّبعني وإن قلّوا ، وذلك الحقّ عن أمر الله وأمر رسوله .

وأما أهل الفرقة ؛ فالمخالفون لي ومن تبعني وإن كثروا .

وأمّا أهل السنة ؛ فالمتمسّكون بما سن الله لهم ورسوله وإن قلّوا .

وأمّا أهل البدعة ؛ فالمخالفون لأمر الله ولكتابه ورسوله العاملون برأيهم وأهوائهم وإن كثروا ، وقد مضى منهم الفوج الأول وبقي أفواج ... (3) .

وأخرج الطبراني وأبونعيم والكنجي والجويني عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : « إنّما مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ، وإنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل من دخله غفر له الذنوب » (4) .

وأخرج القطيعي وابن قتيبة والحاكم والطبراني وابن جرير وأبو يعلى وابن عدي وأبو نعيم والبزّار والدارقطني والبغوي وابن المغازلي والمزّي عن أبي ذرّ الغفاري قال ـ وهو آخذ بباب الكعبة ـ : سمعت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : « ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك » وزاد في بعض الروايات : « مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل من دخله غفر له » .

قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم (5) .

وأخرج البزّار عن عبد الله بن الزبير أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق » (6) .

وأخرج أبو نعيم والبزّار والطبراني والقضّاعي وابن المغازلي والمُلَّا في سيرته عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق » (7) .

وأخرج ابن السرّي عن عليّ عليه السلام أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تعلق بها فاز ومن تخلّف عنها زج في النار » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عليّ عليه السلام قال : إنّما مثلنا في هذه الأمّة كسفينة نوح ، وكباب حطّة في بني إسرائيل (8) .

وأخرج ابن المغازلي عن سلمة بن الأكوع قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا » (9) .

وأخرج الخطيب عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّما مثلي ومثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق » (10) .

قال ابن حجر : وجاء من طرق عديدة يقوّي بعضها بعضاً : « إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا » وفي رواية مسلم « ومن تخلّف عنها غرق » وفي رواية « هلك ، وإنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل من دخله غفر له » وفي رواية « غفر له الذنوب » (11) .

وأخرج الجويني عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « يا عليّ أنا مدينة العلم وأنت بابها ، ولن تؤتى المدينة إلّا من قِبَل الباب ، وكذب من زعم أنّه يحبّني ويبغضك ، لأنّك منّي وأنا منك ، لحمُك من لحمي ودمك من دمي وروحك من روحي وسريرتك من سريرتي وعلانيتك من علانيتي ، سعد من أطاعك وشقي من عصاك ، وربح من تولّاك وخسر من عاداك ، فاز من لزمك وهلك من فارقك ، مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ، ومثلكم كمثل النجوم كلّما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة » (12) .

قال السيوطي : أخرج ابن أبي شيبة والمسدد في مسنديهما والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وأبو يعلى والطبراني عن سلمة بن الأكوع قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمانٌ لأمتي » .

وأخرجه الفسوي وابن عساكر في التاريخ وابن المغازلي في المناقب وأورده الطبري في الذخائر والعسقلاني في المطالب وغيرهم (13) .

وأخرج الحاكم عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « النجوم أمانٌ لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمّتي من الاختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس » .

وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (14) .

وأخرج القطيعي والجويني وعن عبد الله بن أحمد والحاكم عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء ، وأهل بيتي أمانٌ لأهل الأرض فاذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض » (15) .

وقال القندوزي : أخرج الحمويني عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء » (16) .

وأخرج الحاكم عن جابر أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت أتاها مايوعدون ، وأنا أمان لأصحابي ما كنت فيهم فإذا ذهبت أتاهم ما يوعدون ، وأهل بيتي أمان لأمّتي فإذا ذهب أهل بيتي أتاهم ما يوعدون » .

وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (17) .

وذكر السمهودي في الجواهر والقندوزي في الينابيع عن أحمد عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « النجوم أمانٌ أهل السماء وأهل بيتي أمان أهل الأرض ، فإذا هلك أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون ... » .

وذكر القندوزي قول أحمد : إنّ الله خفق الأرض من أجل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فجعل دوامها بدوام أهل بيته وعترته (18) .

وقال القندوزي : أخرج الحاكم عن جابر بن عبد الله وأبي موسى الأشعري وابن عباس رضي الله عنهم قالوا : قال رسول الله : « النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء ، وإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض » (19) .

وأخرج الجويني عن عليّ عليه السلام من طريق أبنائه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « من أحبّ أن يستمسك بديني ويركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعليّ بن أبي طالب وليُعادِ عدوّه وليوالِ وليّه ، فإنّه وصيّي وخليفتي على أمّتي في حياتي وبعد وفاتي ، وهو إمام كلّ مسلم وأميرُ كلِّ مؤمن بعدي ، قوله قولي وأمره أمري ونهيه نهيي وتابعه تابعي وناصره ناصري وخاذله خاذلي » .

ثم قال عليه الصلاة والسلام : « من فارق عليّاً بعدي لم يرني ولم أره يوم القيامة ، ومن خالف عليّاً حرّم الله عليه الجنّة وجعل مأواه النار ، ومن خذل عليّاً خذله الله يوم يُعرَضُ عليه ، ومن نصر عليّاً نصره الله يوم يلقاه ولقَّنه حجته عند المسألة » .

ثم قال عليه الصلاة والسلام : « والحسن والحسين إماما أمّتي بعد أبيهما ، وسيّدا شباب أهل الجنّة ، وأمّهما سيّدة نساء العالمين ، وأبوهما سيّد الوصيين ، ومن ولد الحسين تسعة أئمة ، تاسعهم القائم من ولدي ، طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي ، إلى الله أشكو المنكرين لفضلهم والمضيعين لحرمتهم ، وكفى بالله وليّاً وناصراً لعترتي وأئمة أمّتي ومنتقماً من الجاحدين حقّهم ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) » (20) .

عن عليّ عليه السلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « من أحبّ أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليّاً بعدي ويُعادِ عدوّه وليأتمّ بالأئمة الهداة من ولده ، فإنّهم خلفائي وأوصيائي وحجج الله على خلقه بعدي وسادة أمتي وقادة الأتقياء إلى الجنّة ، حزبهم حزبي وحزبي حزب الله وحزب أعدائهم حزب الشيطان » (21) .

وأخرج الطبراني وأبو نعيم والرافعي وابن عساكر والجويني عن ابن عباس أنّه قال : قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : « من سرّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي فليتولَّ عليّاً من بعدي وليوالِ وليَّه وليقتدِ بالأئمّة من بعدي ، فإنّهم عترتي خُلِقوا من طينتي ورزقوا فهمي وعلمي فويلٌ للمكذبين بفضلهم من أمّتي القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي » (22) .

وأخرج الطبراني والحاكم وأبو نعيم وابنُ عساكر والجويني عن زياد بن مطرَّف عن زيد بن أرقم . وأخرج المُطَيَّن والباوردي وابن جرير وابن شاهين وابن منده عن زياد بن مطرف ـ ولم يذكر ابن ارقم ـ وأخرج القطيعي وأبو نعيم وابنِ عساكر عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم . وأخرج ابن عساكر ـ واشار إليه أبو نعيم ـ عن السدي عن زيد ـ واللفظ للحاكم ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « من يريد أن يحيا حياتي ويموت موتي ويسكن جنّة الخلد التي وعدني ربّي ، فليتولَّ عليّ بن أبي طالب ، فإنّه لن يُخرجكم من هدىً ولن يُدخلَكم في ضلالة » .

قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (23) .

أقول : إن إرسال زياد بن مطرَّف في بعض الروايات غير مخلّ بصحّة الحديث بعد أن أسند في البعض الاُخرى ، وهذا هو مذهب الشافعي ومن تابعه . وبهذا يندفع ما أورده ابن منده وغيره .

وان يحيى بن يعلى الأسلمي لم ينفرد برواية الحديث عن عمار بن زريق ، بل تابعه على ذلك يحيى بن يعلى أبو المحياة . وهو ثقة من رجال مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وثقه ابن معين وابن حبّان وابن شاهين والذّهبي والعسقلاني (24) .

فالذي روى عنه يحيى بن عبد الحميد هو أبو المحياة ، لا الأسلمي ، كما نصّ عليه الخطيب في تالي تلخيص . فوحدة الشيخ والإسم أوقعت بعض الأعلام في الوهم ؛ فظنّ أنّ الأسلمي تفرّد به عن عمّار .

وأخرج الموفّق بن أحمد عن الإمام الحسين عليه السلام قال : سمعت جدّي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : « من أحبّ أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويدخل الجنّة التي وعدني ربّي فليتولَّ عليّ بن أبي طالب وذريّته أئمة الهدى ومصابيح الدّجى من بعده ، فإنَّهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة » (25) .

وأخرج أبو نعيم وابن عساكر عن حذيفة ، وابن عساكر عن أبي ذرّ والبراء بن عازب وأبي هريرة ـ واللفظ لحديث أبي ذرّ ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « من سرّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنّة عدن التي غرسها ربّي فليتولَّ عليّاً بعدي » (26) .

وأخرج الجويني والموفّق بن أحمد عن الامام الحسين بن عليّ عليهما السلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « فاطمة بهجة قلبي وابناها ثمرة فؤادي وبعلها نور بصري والأئمّة من ولدها أمناءُ ربّي وحبله الممدود بينه وبين خلقه ، من اعتصم بهم نجا ومن تخلَّف عنهم هوى » (27) .

وأخرج الجويني عن الإمام علي عليه السلام ، والطبراني وابن المغازلي عن ابن عباس ، والطبراني والموفق بن أحمد عن أبي برزة ، والموفق بن أحمد عن أبي هريرة ، والحاكم عن أبي سعيد الخدري ، وابن عساكر عن أبي ذر الغفاري ، وجماعة ومنهم الترمذي عن بريدة الأسلمي : أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن علمه ما عمل به وعن ماله مم اكتسبه وفيم أنفقه وعن حبّنا أهل البيت » ، فقيل : يا رسول الله ومن هم ؟ فأومأ بيده إلى عليّ بن أبي طالب . وما ذكرناه كان لفظ ابن عساكر عن أبي ذرّ الغفاري ، وقد جاء مصرحاً في بعض الألفاظ أن عمر بن الخطاب هو الذي سأله ذلك (28) .

ونقل السمهودي عن عبد الله بن كثير وجمالِ الدين الزرندي عن إبراهيم بن شبة الأنصاري قال : جلست إلى الأصبغ بن نباتة فقال : ألا أقرءك ما أملاه عليَّ عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه ! فأخرج صحيفة فيها مكتوب : « بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم أهلَ بيته وأمَّتَه ؛ أوصى أهلَ بيته بتقوى الله ولزوم طاعته ، وأوصى أمّته بلزوم أهل بيته ، وأهلُ بيته يأخذون بحجزة نبيّهم صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأنّ شيعتهم يأخذون بحُجزهم يوم القيامة ، وأنّهم لن يدخلوكم باب ضلالة ولن يُخرجوكم من باب هدى » (29) .

وأخرج القطيعي عن عليّ عليه السلام والطبراني عن أبي رافع واللفظ للقطيعي ، قال عليّ عليه السلام : شكوت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حسد الناس إياي ، فقال : « أما ترضى أن تكون رابع أربعة في أوّل من يدخل الجنة : أنا وأنت والحسن والحسين ، وأزواجنا عن أيماننا وعن شمائلنا وذرارينا خلف أزواجنا وشيعتنا من ورائنا » (30) .

وأخرج الطبراني عن أبي هريرة : أنّ علي بن أبي طالب عليه السلام قال : يا رسول الله أيما أحبّ إليك ؛ أنا أم فاطمة ؟ قال : « فاطمة أحبّ إليَّ منك وأنت أعزّ عليَّ منها ، وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس ، وإنّ عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء ، وإنّي وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة ( إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) أنت معي وشيعتك في الجنة ، ثم قرأ : ( إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) لا ينظر أحد في قفا صاحبه » (31) .

الهوامش

1. أمان الأمة من الضلال / ١٣٥ ح : ٢٢ .

2. المناقب للخوارزمي / ٣٣١ ح : ٣٥١ .

3. كنز العمال : ١٦ / ١٨٣ ـ ١٨٤ ح : ٤٤٢١٦ .

4. إحياء الميت / 27 ح : 27 ، ينابيع المودة / 240 ، مجمع الزوائد : 9 / 168 ، المعجم الصغير : 2 / 22 ، فرائد السمطين : 2 / 242 ح : 516 ب : 47 س : 2 ، جواهر العقدين / 261 .

5. ينابيع المودة / 27 ـ 28 و 183 و 261 ، كنز العمال : 12 / 94 و 95 و 98 ح : 34144 و 34151 و 34169 و 34170 ، المعجم الكبير : 3 / 45 و 46 ح : 2636 و 2637 ، الدر المنثور : 4 / 434 حول آية : 43 من سورة هود ، الكامل لابن عدي : 3 / 137 م : 447 و 5 / 329 م : 1008 و 8 / 156 م : 1893 ، المناقب لابن المغازلي / 133 و 134 ح : 175 و 177 ، المستدرك : 2 / 343 و 3 / 150 ـ 151 ، تذكرة الخواص / 291 ، الفصول المهمة / 26 ، مجمع الزوائد : 9 / 168 ، المعجم الصغير : 1 / 139 ـ 140 ، جواهر العقدين / 261 ، المعجم الأوسط : 4 / 283 ـ 284 ح : 63502 / 251 ح : 5532 ، السنة للبغوي بهامش المرقاة : 5 / 610 ، المؤتلف والمختلف للدارقطني : 2 / 1046 ، درر السمطين / 235 ، فضائل الصحابة لأحمد : 2 / 785 ـ 786 ح : 1402 ، الجامع الصغير : 1 / 285 ح : 2457 ، فيض القدير : 2 / 658 ح : 2442 ، وعن كشف الأستار : 2 / 222 ، المطالب العالية : 4 / 75 ح : 4003 و 4004 ، تهذيب الكمال : 18 / 328 م : 6742 ، البحر الزخار : 9 / 343 ح : 3900 .

6. إحياء الميت / 25 ح : 24 ، ينابيع المودة / 27 ، ب : 4 ، مجمع الزوائد : 9 / 168 ، كنز العمال : 12 / 95 ح : 34151 ، جواهر العقدين / 261 ، الصواعق المحرقة / 186 ب : 11 ف : 2 عنه وعن ابن عباس وأبي ذر .

7. كنز العمال : 12 / 95 ح : 34151 ، إحياء الميت / 26 ح : 25 ، المناقب لابن المغازلي / 132 و 134 ح : 173 و 176 ، حلية الأولياء : 4 / 306 ، جواهر العقدين / 261 ، المعجم الكبير : 3 / 45 ـ 46 ح : 2636 ـ 2637 و 12 / 27 ح : 12388 ، جامع المسانيد والسنن : 30 / 271 ـ 272 ح : 534 ، مسند الشهاب : 2 / 273 ب : 11 ح : 1342 ، ذخائر العقبى / 53 ب : 5 عن الملا ، والحديث مروي عن الفسوي في المعرفة ، وأبي الشيخ في كتاب الأمثال ، وعن كشف الأستار برقم : ( 2615) .

8. المصنف لابن أبي شيبة : 6 / 374 ح : 32106 ، ينابيع المودة / 193 و 298 ، الدر المنثور : 1 / 174 حول آية : 58 من سورة البقرة ، ذخائر العقبى / 54 ب : 5 .

قوله : ( زج في النار ) أي رمي فيها بدفع [ مجمع البحرين ] .

9. جواهر العقدين / 261 ، المناقب لابن المغازلي / 132 ـ 133 ح : 174 .

10. تاريخ بغداد : 12 / 91 م : 6507 .

11. الصواعق المحرقة / 152 ب : 11 فصل : 1 آية : 7 ، ينابيع المودة / 298 .

12. ينابيع المودة / 28 ، 130 ، فرائد السمطين : 2 / 243 ح : 517 ب : 47 .

13. إحياء الميت / 23 ـ 24 ح : 21 ، ينابيع المودة / 20 ب : 3 و 191 ، مجمع الزوائد : 9 / 174 ، فرائد السمطين : 2 / 241 و 252 ح : 515 و 521 ب : 47 و 48 س : 2 ، كنز العمال : 12 / 96 و 101 ـ 102 ح : 34155 و 34188 ، جواهر العقدين / 259 ، المعجم الكبير : 7 / 22 ح : 6260 ، المطالب العالية : 4 / 74 و 347 ح : 4002 و 4564 ، مختصر تاريخ دمشق : 16 / 281 ، ذخائر العقبى / 49 ب : 5 ، درر السمطين / 234 الجامع الصغير : 2 / 984 ح : 9338 ، فيض القدير : 6 / 386 ح : 9313 ، المعرفة والتاريخ : 1 / 538 .

14. المستدرك : 3 / 149 ، كنز العمال : 12 / 102 ح : 34189 ، ينابيع المودة / 20 ب : 3 و 298 .

15. جواهر العقدين / 259 ، تذكرة الخواص / 291 ، ينابيع المودة / 19 ب : 3 و 191 ـ 192 ب : 56 ، فرائد السمطين : 2 / 253 ح : 522 ب : 48 ، مرقاة المفاتيح : 5 / 610 ، ذخائر العقبى / 49 ب : 5 ، فضائل الصحابة لأحمد : 2 / 671 ح : 1145 .

16. ينابيع المودّة / 20 ب : 3 .

17. المستدرك : 2 / 448 ، كنز العمال : 12 / 102 ح : 34190 ، منتخب الكنز : 5 / 93 ، جواهر العقدين / 259 ـ 260 .

18. جواهر العقدين الفصل الخامس من فضائل أهل البيت / 259 ، ينابيع المودّة / 20 ب : 3 .

19. ينابيع المودّة / 20 ب : 3 .

20. فرائد السمطين : 1 / 54 ـ 55 ح : 19 ب : 5 س : 1 .

21. ينابيع المودة / 258 المودة العاشرة و 445 ب : 77 .

22. تاريخ دمشق : 42 / 240 ، مختصر تاريخ دمشق : 17 / 360 ، شرح نهج البلاغة : 9 / 170 ، ينابيع المودة / 126 ب : 43 ، كنز العمال : 12 / 103 ح : 34198 ، حلية الأولياء : 1 / 86 ، منتخب الكنز : 5 / 94 ، فرائد السمطين : 1 / 53 ح : 18 ب : 5 س : 1 ، كفاية الطالب / 187 .

23. المستدرك : 3 / 128 ، فضائل الصحابة لأحمد : 2 / 664 ح : 1132 ، تالي تلخيص المتشابه : 2 / 417 ـ 418 ح : 250 ، حلية الأولياء : 1 / 86 و 4 / 174 و 349 ـ 350 ، مجمع الزوائد : 9 / 108 ، ينابيع المودة / 126 و 127 ب : 43 ، المعجم الكبير : 5 / 194 ح : 5067 ، كنز العمال : 11 / 611 ـ 612 ح : 32959 و 32960 ، تذكرة الخواص / 51 ، فرائد السمطين : 1 / 55 ح : 20 ب : 5 ، تاريخ دمشق : 42 / 240 و 242 ـ 243 ، الاصابة في تمييز الصحابة : 1 / 559 م : 2865 وفي طبع : 2 / 485 م : 2872 .

24. الثقات لابن حبّان : 9 / 261 ، رجال صحيح مسلم : 2 / 352 م 1859 ، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين / 353 م 1519 ، تهذيب الكمال : 20 / 263 ـ 264 م 7544 ، الكاشف للذّهبي : 2 / 379 م 6271 ، تقريب التهذيب / 528 م 7676 .

25. المناقب للخوارزمي / 75 ح : 55 ، ينابيع المودة / 127 ـ 128 ب : 43 .

26. تاريخ دمشق : 42 / 242 .

27. فرائد السمطين : 2 / 66 ح : 390 ب : 15 س : 2 ، مقتل الحسين / 99 ح : 21 ف : 5 ، ينابيع المودة / 82 وفيه أن الحديث مروي عن علي عليه‌السلام أيضاً .

28. مختصر تاريخ دمشق : 17 / 365 ، المناقب للخوارزمي / 77 ح : 59 ، الفصول المهمة / 125 ، مجمع الزوائد : 10 / 346 ، إحياء الميت للسيوطي / 39 ح : 44 ، ينابيع المودة / 112 ـ 113 ب : 37 ، مقتل الحسين / 74 ، فرائد السمطين : 2 / 301 ح : 557 .

29. جواهر العقدين / 240 ، درر السمطين / 240 .

30. فضائل الصحابة لأحمد : 2 / 624 ح : 1068 ، المعجم الكبير : 1 / 319 ح : 950 و 3 / 41 ح : 2624 ، مجمع الزوائد : 9 / 131 و 174 ، الصواعق المحرقة / 161 .

31. مجمع الزوائد : 9 / 173 .

مقتبس من كتاب : [ الهجرة إلى الثقلين ] / الصفحة : 381 ـ 393