الإسماعيلية وعقيدتهم في الإمامة

طباعة

عقيدتهم في الإمامة

تحتل الإمامة عند الإسماعيلية مركزاً مرموقاً حيث جعلوها على درجات ومقامات وزودوا الأئمة بصلاحيات واختصاصات ، ولتسليط الضوء على عقيدتهم فيها نبحث في مقامين :

المقام الأوّل : الإمامة المطلقة

إنّ درجات الأئمّة ورتبهم لا تتجاوز عن الخمسة من دون أن تختص بالشريعة الإسلامية ، بل تعم الشرائع السماوية كلّها ، وبما أنّ مذهب الإسماعيلية أُحيط بهالة من الغموض عبر القرون لم يكن من الممكن أن يقف أحداً عليها إلّا طبقة خاصة من علمائهم ، وكانوا يبخلون بآرائهم وكتبهم على الغير ، غير أنّ الأحوال الحاضرة رفعت الستر عن كتبهم ومنشوراتهم ، فقام المستشرقون وفي مقدّمتهم « ايفانوف » الروسي وتبعه عدد آخر من المحقّقين بنشر آثارهم ، وعند ذلك تجلّت الحقيقة بوجهها الناصع ، كما قام الكاتبان الإسماعيليان عارف تامر ومصطفى غالب ببذل الجهود الحثيثة في نشر آثار تلك الطائفة ، فكشفا النقاب عن وجه العقيدة الإسماعيلية وبيّناها بوجه واضح خالياً من الغموض والتعقيد الموجودين في عامة كتب الإسماعيلية وإن كان بين الكاتبين اختلاف في بعض الموارد ، ونحن نعتمد في تفسير درجات الإمامة علىٰ كتاب « الإمامة في الإسلام » للكاتب عارف تامر ، وإليك بيانه :

درجات الإمامة خمس وهي :

1. الإمام المقيم.

2. الإمام الأساس.

3. الإمام المتم.

4. الإمام المستقر.

5. الإمام المستودع.

وربما يضاف إليها رتبتان الإمام القائم بالقوة ، والإمام القائم بالفعل.

فالمهم هو الوقوف على هذه الدرجات.

يعتقد عارف تامر في كتابه « الإمامة في الإسلام » انّ هذه الدرجات ظلّت حقبة طويلة من الزمن مجهولة لدى الباحثين إلّا طبقة خاصة من العلماء ، أو لا أقلّ في التقية والاستتار والكتمان.

1. الإمام المقيم

هو الذي يقيم الرسول الناطق ويعلّمه ويربّيه ويدرجه في مراتب رسالة النطق ، وينعم عليه بالإمدادات وأحياناً يطلقون عليه اسم « رب الوقت » و « صاحب العصر » ، وتعتبر هذه الرتبة أعلى مراتب الإمامة وأرفعها وأكثرها دقة وسرية.

2. الإمام الأساس

هو الذي يرافق الناطق في كافة مراحل حياته ، ويكون ساعده الأيمن ، وأمين سره ، والقائم بأعمال الرسالة الكبرى ، والمنفذ للأوامر العليا ، فمنه تتسلسل الأئمة المستقرون في الأدوار الزمنية ، وهو المسؤول عن شؤون الدعوة الباطنية القائمة على الطبقة الخاصة ممن عرفوا « التأويل » ووصلوا إلى العلوم الإلهية العليا.

3. الإمام المتم

هو الذي يتم أداء الرسالة في نهاية الدور ، والدور كما هو معروف أصلاً يقوم به سبعة من الأئمة ، فالإمام المتم يكون سابعاً ومتماً لرسالة الدور ، وانّ قوته تكون معادلة لقوة الأئمّة الستة الذين سبقوه في الدور نفسه بمجموعهم. ومن جهة ثانية يطلق عليه اسم ناطق الدور أيضاً ، أي انّ وجوده يشبه وجود الناطق بالنسبة للأدوار. أمّا الإمام الذي يأتي بعده فيكون قائماً بدور جديد ، ومؤسساً لبنيان حديث.

4. الإمام المستقر

هو الذي يملك صلاحية توريث الإمامة لولده ، كما أنّه صاحب النص على الإمام الذي يأتي بعده ، ويسمّونه أيضاً الإمام بجوهر والمتسلم شؤون الإمامة بعد الناطق مباشرة ، والقائم بأعباء الإمامة أصالة.

5. الإمام المستودع

هو الذي يتسلّم شؤون الإمامة في الظروف والأدوار الاستثنائية ، وهو الذي يقوم بمهماتها نيابة عن الإمام المستقر بنفس الصلاحيات المستقرة للإمام المستقر ، ومن الواضح أنّه لا يستطيع أن يورث الإمامة لأحد من ولده ، كما أنّهم يطلقون عليه ( نائب غيبة ). (1)

والعجب انّهم عندما بحثوا موضوع الإمامة لم يجعلوا تسلسلها من إسماعيل ابن جعفر الصادق فحسب ، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك ، وحجتهم انّ الإمامة إذا كانت قد بدأت من هذا العهد المبكر فتكون محدثة ولا يقوم وجودها على أساس (2) ، فذهبوا إلى عهد بدء الخليقة المعروف بعهد آدم وسلسلة الإمامة من عصر آدم إلى يومنا هذا ، ثمّ أضافوا إلى ذلك قولهم بالأدوار والأكوار ، فقد جعلوا كل دور يتألف من إمام مقيم ورسول ناطق أو أساس له ، ومن سبعة أئمة يكون سابعهم متم الدور ، ويمكن أن يزيد عدد الأئمّة عن سبعة في ظروف أُخرى وفي فترات استثنائية ، وهذه الزيادة تحصل في عداد الأئمّة المستودعين دون الأئمّة المستقرين ، أمّا الدور فيكون عادة صغيراً وكبيراً ، فالدور الصغير هو الفترة التي تقع بين كلّ ناطق وناطق يقوم فيها سبعة أئمّة. أمّا الدور الكبير فيبتدئ من عهد آدم إلى القائم المنتظر الذي يسمّى دوره الدور السابع ، ويكون بالوقت ذاته متماً لعدد النطقاء الستة.

فلأجل عرض صورة عن عقائدهم في مجال تسلسل الإمامة من عصر أبينا آدم إلى يومنا هذا سوف نأتي بالجداول التي استخرجها ، عارف تامر في كتاب « الإمامة » ومصطفى غالب في كتاب « تاريخ الدعوة الإسماعيلية ».

يقول عارف تامر : إنّ هذا الموضوع من أدق المواضيع وأصعبها ، بل هو بالحقيقة من الدعائم المتينة في عقائد الإسماعيلية ، وقد يبدو لكل باحث فيها انّ دعاتها حافظوا على سريته التامة طيلة العصور الماضية وجعلوا معرفته مقتصرة على طبقة خاصة من العلماء والدعاة. (3)

وسوف توافيك تلك الجداول تحت عنوان « شجرة الإمامة الإسماعيلية » في الفصل الحادي عشر فانتظر.

المقام الثاني : في الإمامة الخاصة

قد تعرفت على نظام الإمامة في مذهب الإسماعيلية ولكن المهم هو الوقوف على ملامح الإمامة عندهم بصورة عامة ، وقد تصدّى لذكرها الداعي اليمني علي ابن محمد الوليد في كتابه « تاج العقائد » ونحن ننقل منه ما يبيّن عقيدتهم في ذلك :

1. صاحب الوصية أفضل العالم بعد النبي في الدور

إنّ صاحب الوصية هو الذي جوهره لاحق بجوهره ، وكماله مشتق من كماله ، وإنّ معاني أقواله ورموز شريعته وأسرار ملته وحقائق دينه توجد عنده ، ولا تتعداه ، ولا تؤخذ إلّا منه ، وانّه المبرهن عن أغراضه ، والمفصح لأقواله ، المبين لأفعاله ، القائم بالهداية بعده لمن قصد المعرفة لما جاء به ، والحافظ لشريعته من الآراء المختلفة ، وبذلك كان وصياً ، ولا يوجد في الأصحاب من يقوم مقامه ، ولا يسد مسده في حفظ معاني تكليفه الذي أخذه عن باريه مع ما يوجد فيه من الطهارة ، وصدق القول ، وزكاة النفس ، والاحتواء على العلوم ، والقربة منه في الطبع ، والجوهر ، والسابقة ، والصحبة ، والأصل. (4)

في أنّ الإمامة في آل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يُعْتقد انّ الإمامة في آل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من نسل علي وفاطمة فرض من الله سبحانه أكمل به الدين فلا يتم الدين إلّا به ، ولا يصحّ الإيمان بالله والرسول إلّا بالإيمان بالإمام والحجّة ، ويدل على فرض الإمامة إجماع الأُمّة على أنّ الدين والشريعة لا يقومان ولا يصانان إلّا بالإمام ، وهذا حقّ لأنّه سبحانه لا يترك الخلق سدى. ولا يمنعهم هذه الفريضة التي لا تسوغ الهداية إلّا بها.

وإنّ الرسول نص على ذلك نصاً تشهد به الأُمة كافة بقوله : « الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا ، وأبوهما خير منهما » ، ولم يحوج الأُمّة إلى اختيارها في تنصيب الإمام ، بل نص عليها بهذا لأنّ بالإمامة كمال الدين.

فلو أنّ الرسول تركها حتى تكون الأُمة هي التي تفعلها ويتم بما فعلوه ( في ) دين الله بقولهم انّ الرسول لم ينص على الوصية ولا استخلف أحداً لخرجت الإمامة عن أن تكون فرضاً على الأُمة ، وكان سبيلها سبيل الولاة في كلّ زمان ، القائمين بأُمور الناس.

إلى أن قال : وقد اعترف المخالفون انّ إمامة الثلاثة ليست بنص ، لأنّهم قد جحدوا النص والوصية وفيما جرى في السقيفة من الأُصول ما يجب للعاقل أن يفكر فيه وغير معيوب على المتخلّف عن بيعتهم والخلاف لهم فيها إذ كان الحال فيما تقرّر مشهوراً غير مستور ، والعودة إلى الحقائق أولى لمن يعتمد عليها إذا كان طالباً للهداية مع ترك التعصب. (5)

3. في أنّ الإمامة وارثة النبوة والوصاية

الإمام يرث من النبوة الظواهر والأحكام وجري الأُمور على ما علمه من النظام.

ويرث من صاحب الوصاية المعاني التي ورثها عن النبوة ، ليكون الكمال موجوداً لقاصده ، ومسلماً في شريعته التي جعلها عصمة لمن التجأ إليها ، وطهارة لمن التزم قوانينها وسار على محجَّتها ، فتسلم له دنياه ويفوز في عقباه بالتجائه إلى من عنده علم النجاة وحقيقة الشريعة السالمة من كلّ تغيير وتمويه مع سلامة توحيده لباريه. (6)

أقول : ولا يذهب عليك أنّ الإمام على هذا أفضل من النبي كما هو أفضل من الوصي ، لأنّ الإمام جامع للمنقبتين ظاهر الشريعة وباطنها ، إلّا إذا كان النبي رسولاً فهو جامع أيضاً للمنقبتين ، ولا أدري من أين لهم هذه الضوابط والقواعد ، وما هو الدليل على هذا التقسيم ؟!

4. في انقطاع الوصاية بعد ذهاب الوصي

يُعْتقد أنّ الوصي إنّما يوصيه الرسول على معالم شريعته ، وأسرار ملّته ، وعيون هدايته ، وحقيقة أقواله ، وحفظ أسراره ، فإذا قام بها ومضى إلى دار كرامته استحال قيام وصي ثان بعده ، لأنّ الشريعة لم تتغير ، ولا ذهبت فتأتي أوامر جديدة تحتاج إلى من يوصّى بحفظها والقيام بمعانيها وضبط أحوالها ، فلهذا كان انقطاع الوصية بعد مضي الوصي الذي خلّفه الرسول في العالم. (7)

5. في استمرار الإمامة في العالم دون النبوة والوصاية

يُعْتقد : انّ الإمامة مستمرة الوجود في الأدوار جميعها ، من أوّلها إلى آخرها ، لأنّ الإمام هو الوارث لما جاء به النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من الشرع والوصي على البيان ، لكونه حافظاً في الأُمة على الهداية التي ورثها منهما ، ولمّا كان أمر الرسول والوصي جارياً على أهل الدور من أوّله إلى آخره ، كان من ذلك حفظ درجة الإمامة على الدور بالاستمرار ، والتوالي ، إذ لم يبق زيادة تستجد فتحتاج إلى منزلة مستجدة ، فكانت هداية موروثة منسوبة إلى أصل الدور ، ومعلم الشريعة والبيان ، فلا تزال هذه الحالة مستمرة إلى حين تأذن الحكمة الإلهية بتجديد شريعة ثانية ، وأمر يحتاج العالم إليه لحفظ نظامه ، ولمّا كانت هذه الشريعة ، أي شريعة محمد ، لا تنسخ ، ولا يفقد حكمها حتى قيام الساعة ، بقيت الإمامة فيها موجودة ، ومحفوظة إلى حين قيام الأشهاد ، ويوم التناد ، فلهذا استمرت الإمامة في العالم دون النبوة ، والوصاية. (8)

وعلى هذا فكلّ إمام غائب أو حاضر بعد الإمام الصادق يساوي في الفضل والعلم والكمال الإمام المنصوص في يوم الدار ويوم الغدير ، فالإمام الحاضر ، أعني به : كريم آغا خان ، تساوي كفته في معالي الأُمور كفّة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام فيقوم بنفس ما يقوم به الإمام.

يا تُرَى ما هذا الجور في القضاء والاعتساف في الحكم ، فكيف يكون الإمام المذكور إماماً عالماً محيطاً بالشريعة وواقفاً على أسرارها مع أنّه تلقى علومه الأوّلية في مدارس سويسرا فأتقن الانكليزية والفرنسية والإسبانية كما درس اللغة العربية وبعد أن أكمل تحصيله في سويسرا انتسب إلى جامعة هارفرد الأمريكية ؟!! (9)

والإمام الذي يتلقّى العلوم الظاهرية في المدارس والجامعات كيف يكون واسطة في الفيض ، واقفاً على الأسرار ، وإماماً يعادل في التقى والعصمة والعلم والفضل الأئمّة المعصومين المنصوبين من قبل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟!

وكأنّي بابن المعرة يقول :

فيا موت زر إنّ الحياة ذميمة

 

ويا جد جدي ان سعيك هازل

6. في أنّ الإمام لا تجوز غيبته من الأرض

إنّ الإمام لا تجوز غيبته عن الأُمة بوجه ، ولا بسبب ، وإن حدثت فترة فتكون خواص شيعته على اتصال به ويعرفون مقامه ، ويدلّون من خلصت نيته إلى مقره.

والغيبة لا تخلو من ثلاث خصال :

1. أن تكون غيبته من قبل الله.

2. أن تكون من قبل نفسه.

3. أن تكون من قبل الناس وخيفة من أعدائه.

فباطل أن تكون الغيبة من قبل الله ، لأنّ ذلك لا يليق بالحكيم العادل.

وإذا رجعنا إلى نفسه فلا نجدها من قبلها ، لأنّه معصوم من الخطايا وفرض ولايته يوجب حضوره .

وإن كان من قبل الناس ، فقد شكّ في دين الله ، لأنّ الله نصبه وتكفل إيصال الهداية إلى الأُمة به ، وعرّفه أنّه لا يخرج من العالم حتى يورث مقامه هادياً مثله.

إذن فليس لخوفه من الناس وجه.

إلى أن قال : والإمام هو الحاكم بين عباد الله ، الموهوب له الحكم من الحكيم الخبير والنائب في خلافته على الخلق ، الوارث الأرض ، والمتصرف بأحكامها ولا يجب زواله ولا عدمه بوجه من الوجوه. (10)

أقول : إنّ المراد من الغيبة ليس هو الغيبة عن عالم الوجود كما تصوّره ذلك الكاتب ، بل المراد من الغيبة هو الغيبة عن أعين الناس ، فهو يبعث بين الناس فيعرفهم ولا يعرفونه ، لا أنّه يخرج من الدنيا ويعيش في عالم آخر يباين ذلك العالم ، وهذا يعرب عن أنّ الداعي لم يرجع إلى كتب الإمامية الاثني عشرية ، وهو مع ذلك يتصرف في الأُمور حسب مصالح الناس وإن كان الناس لا يعرفونه ، ويتشرف بحضوره ويتمتع بلقائه من هو أهل لذلك وإن كان يكتمه ولا يظهره إلّا للخاصة من الناس.

هذا هو القرآن الكريم يعرّف لنا ولياً من أوليائه سبحانه ، كان يعيش بين الناس ويركب سفينتهم ويتصرف فيها أمام أعينهم وهم لا يعرفونه ويتصرف في أُمور أشد من ذلك يقتل غلاماً معصوماً بإذن من الله ولا يُلاحَق ، ويبني جداراً في حال الانقضاض تحته كنز ليتيمين لغاية الستر عليه حتى يستخرجا كنزهما رحمة من ربه يقول سبحانه :

( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا * وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا * وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ). (11)

وقد غاب عن أعين الناس على وجه لم يكن الرسول موسى عليه‌السلام عارفاً به ، وإنّما عرفه بتعريف من الله سبحانه.

فلماذا لا تكون غيبة الإمام بهذه الصورة ، أي يكون غائباً عن أعين الناس ولكن متصرفاً في مصالحهم ويلتقي مع خيار أُمته ؟

هذا وانّ لأصحابنا كتباً ورسالات حول غيبة الإمام الثاني عشر كشفوا فيها علل الغيبة ومصالحها وفوائدها ، فمن أراد فليرجع إليها. (12)

7. في الوصية بعد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى الوصي

يعتقد بوصية الرسول إلى علي بن أبي طالب عليه السلام من اثني عشر وجهاً ، منها :

1. قول النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : « لا يحل لامرئ مسلم أن يبيت ليلتين إلّا ووصيته مكتوبة عند رأسه ».

2. إجماعنا على أنّ الرسول استخلف علي في المدينة في غزوة تبوك مقتدياً باستخلاف موسى لأخيه هارون عند مضيه لميقات ربه ، وفي هذا الاستخلاف قال له : « يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي ».

3. حديث الدار والإنذار وقد ذكره المفسرون في تفسير قوله سبحانه : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (13). (14)

أقول : والعجب انّه لم يذكر حديث الغدير الذي اتفقت الأُمّة علىٰ نقله !!

8. في قعود علي عن الخلافة

ويعتقد انّ قعود الوصي بعد الوصية لم يكن عن عجز ، ولا تفريط ، وذلك لأنّ الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قد أعلمه عن دولة المتغلبين ، وعقوبة الله عزّ وجلّ لهم في ذلك بقوله : « إنّ لك يا علي في أُمّتي من بعدي أمر ، فإن ولّوك في عافية ، وأجمعوا عليك في رضى ، فقم بأُمورهم ، وإن اختلفوا واتبعوا غيرك ، فدعهم وما هم فيه ، فإنّ الله سيجعل لك مخرجاً ».

فلمّا قام أمير المؤمنين في يوم الجمل وصفين والنهروان قام في الوصية أيضاً لقول الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم : « يا علي تقاتل بعدي الناكثين والمارقين والقاسطين ».

فليت شعري من هؤلاء الذين نكثوا ومرقوا وقسطوا حتى قاتلهم ، هل هم غير أُمّة محمد الذين نكثوا بيعة وصيّه ومرقوا عن أمره ، وقسطوا وأظهروا الأحقاد الكامنة له ولأهل بيته بالرغم من أوامر الرسول إليهم. (15)

9. في فساد إمامة المفضول

يعتقد فساد إمامة المفضول وإبطال إمامة المشرك الناقض لقوله عزّ وجلّ : ( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ). (16)

فجلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه بيّن أنّ عهد الإمامة وخلافة الله تعالى لا تلحق من أشرك بالله طرفة عين ، وإنّما يكون ميراثها في الطاهرين المصطفين العلماء ، لقوله تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ). (17)

وقوله : ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ). (18)

وقد ثبت انّ كلّ من دخل في الإسلام من الجاهلية فقد عبد الأصنام وتدنس بالشرك مع ما كانوا يفعلون برسول الله أيام حياته ممّا هو مشهور غير خفي.

وتوقف كلّ واحد منهم بعده وحاجتهم إلى علم علي مع طهارته واصطفائه عليهم في حالتي العلم والجسم ، وكونه لم يسجد لصنم ، ولا توقف عن أمر محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم ولا كانت له سابقة في الجاهلية ، ولا أشرك في الله طرفة عين ، ولا تحمّل ، ولا كذب ، ولا داهن ، ولا مال إلى مفضول ، بالرغم من ميل الغير عنه إلى كل مفضول ، مع إقرار المفضول على نفسه بقوله : « ولّيت عليكم ولست بخيركم » وغير ذلك من قوله : « فإن غلطت فردّوني ، وإن اعوججت فقوّموني ، فإنّ لي شيطاناً يغريني ».

فليت شعري على أي شيء اعتمدوا بتقديم من قدّموه دون نص ، أو وصية ». (19)

10. في إبطال اختيار الأُمّة للإمام

ويعتقد انّ اختيار الأُمّة لنفسها الإمام غير جائز ، لأنّ إقامة الحدود على الأُمّة هي للإمام ، ففيها بعض رسوم الشريعة المبسوطة إلى الإمام ، من دون الأُمة ، فإقامة الإمام الذي تتعلّق به كلّ أُمور الشريعة ، لأنّه صاحب المقام العظيم ، والمستخلف أولى أن يكون بأمر الله ، وإذا كان إقامة الإمام بأمر الله كان من ذلك الإيجاب بأنّ الاختيار من الأُمّة باطل.

وانّ صحّة العلم انّ المختار للإمامة لا يكون إلّا بعد الإحاطة بجميع ما يحتاج إليه في الإمامة من علم الشريعة والكتاب والأحكام ، ثمّ العلم بأنّ ما عرف ممّا يحتاج إليه في الإمامة موجود فيمن يختاره هو كاف فيه. (20)

11. في أنّ كلّ متوثب على مرتبة الإمام فهو طاغوت

ويعتقد انّ كلّ من دفع الإمام عن مقامه ومنزلته وعانده بعد وصية النبي له في كلّ عصر وزمان ، إنّما هو المشار إليه باسم الطاغوت ، وهو رئيس الجائرين الحائدين عن أمر الرسول ، المعنيّ بالظالم ، الذي توجهت إليه الإشارة وإلى أمثاله في كلّ دور : ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ). (21) إلى قوله تعالى : ( لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ). (22)

فالطاغوت هو رئيس الجائرين المعتدي على المنصوص عليه ، والشيطان معاضده على الباطل القائم في نصرته المنمِّق للأحاديث الكاذبة ليصرف وجوه الناس إليه ، ويصدّهم عن أمر الله ورسوله بالكون معه ، والطاعة له ، وإذا نظروا إلى ما تضمّنته الشريعة ، يتبين لهم الأمر على جليته ، وتنفتح لهم طرق الهداية ويقع الانتباه ويزول الهوى ويشملهم التوفيق في قصدهم. (23)

12. في أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله فيها

يعتقد انّ الأرض لا تخلو من حجّة لله فيها : من نبي ، أو وصي ، أو إمام يقوم المسائل ، ويقيم الحدود ، ويحفظ المراسيم ، ويمنع الفساد في الشرع ، ويقبل الأعمال ، ويزكّي الأفعال ، وتقام به الحجة على الطالب ، ويزيل المشكلات إذا حلت على المتعلمين ، ويركز الأُمة بعد غيبة نبيها ، إذا كان شخصه غير مستقر البقاء في العالم ، محفوظ النسب ، معروف الولادة ، متبِع دينَ آبائه ، لا يرجع عن أقوالهم ، ولا يقدم غيرهم ، ولا يكون مأمون خلاف غيره ، ولا مشير في الفضيلة إلى سواه ، متبوع لا تابع ، مقصود لا قاصد ، مرغوب في حكمه ، وصحّة أفعاله ، وتعاليمه ، وهدايته ، لأنّ الرسول جعله دليلاً للمتعلم ، ونجاة للحائر. (24)

أقول : إنّ ما ذكره من أنّ الأرض لا تخلو من حجة لله حق ، ولكن السبب ليس ما جاء في كلامه من إقامة الحدود ، وحفظ المراسم ، ومنع الفساد ؛ فإنّ ذلك يقوم به سائر الولاة أيضاً ، وإنّما الوجه انّه الإنسان الكامل وهو الغاية القصوىٰ في الخلقة ويترتب على وجود ذلك الإنسان الكامل بقاء العالم بإذن الله سبحانه وآخره لحصول الغاية وإلى ذلك يشير الحديث النبوي :

« أهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض ». (25)

وقوله : صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي عليه السلام : « إنّي وأحد عشر من ولدي وأنت يا علي رزّ الأرض ـ أعني أوتادها وجبالها ـ بنا أوتد الله الأرض أن تُسيخ بأهلها فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا ». (26)

وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « أهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا هلك أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون ». (27)

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : « اللّهمّ بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة إمّا ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مغموراً ». (28)

13. منع المبتدي عن الكلام

ويُعتقد انّ منع المبتدي عن الكلام في الدين ، صفات ، واقتداء بأفعال الله ، وذلك انّ الله سبحانه وتعالى قادر على أن يجعل الطفل يتكلم عند خروجه وولادته ، وإنّما تأخر عن الكلام لحكمة أوجبها لتكون لأبويه عنده فضيلة التنطيق ، والتلقين ، والتعليم ، وكذلك المبتدي يمنع من المجادلة ، والنطق بما يشق على غيره ، ومتىٰ تعلم من شيخه أو معلّمه القائم له مقام الصورة ، فيعلمه الأُصول التي يجب الاحتياط بها نموذجاً يحتذى عليه في خطابه ، وكلامه فيما يجب الاحتياط له. (29)

14. في أنّ القرآن لا ينسخه إلّا قرآن مثله

ويعتقد انّ القرآن لا ينسخه إلّا قرآن مثله ، والدلالة على ذلك موافقة السنّة للكتاب ، قال الله تعالى : ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ). (30) قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في خطبة الوداع : « لا يقولنّ عليَّ أحد منكم ما لم أقله ، فإنّي لم أحلل إلّا ما أحلّه الله في كتابه ، وكيف أُخالف كتاب الله وبه هداني ؟ وكيف أخالف كتاب الله وبه هداني وعليّ أُنزل ؟ ». (31)

15. في تخطئة القياس والاستحسان

لا ترخّص الشيعة قاطبة القضاء والافتاء بالقياس والاستحسان ، والرأي غير المستنبط من الكتاب والسنّة ويظهر من الداعي علي بن محمد الوليد ، اتّفاق الإسماعيلية على منع العمل به قال :

إنّ الخطأ ، القول بالرأي ، والقياس ، والاجتهاد والاستحسان ، بدليل قوله تعالى : ( وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَالٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ). (32)

وقال الله عزّ وجلّ : ( وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّـهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّـهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ). (33) فالقائل في الدين برأيه واجتهاده قائل عن الله ما لا يعلم.

قال النبي : « اتبعوا ولا تبدعوا ، فإنّ البدعة رأس كلّ ضلالة ، وكلّ ضلالة في النار ».

وقال عبد الله بن جعفر بن محمد : « إيّاك وخصلتان فيهما هلك من هلك ، إيّاك أن تكتفي برأيك ، أو تدين بما لا تعلم ».

وقال عليه السلام : « إيّاك والقياس ، فإنّ أوّل من قاس إبليس فأخطأ في قوله : ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) (34) ».

فالدين لا يصح إلّا بالاقتداء والاتباع للكتاب والسنّة ، والرضا ، والتسليم ، إلى الهادي الذي عرفناه ، ورضيناه من غير ابتداع ، ولا قول برأي ولا قياس ، ولا تقليد سلف.

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « الأُمور ثلاثة : أمر قد بان لك رشده فاتبعه ، وأمر بان لك غيّه فاجتنبه ، وأمر أشكل عليك فرده إلى أهله ».

وقال الإمام جعفر بن محمد لأبي حنيفة النعمان القائل بالرأي والقياس : « يا نعمان بلغني انّك تعمل بالقياس ، فأخبرني إن كنت مصيباً : لم جعلت العين مالحة ، والمنخران رطبان ، والأُذنان مرّتان ، واللسان عذب ؟ » قال : لا أدري ، فأخبرني جعلت فداك ؟ فقال الصادق : « العين مالحة لأنّها شحمة ، ولا تصلحها إلّا الملوحة ؛ والأنف رطب لأنّه مجرى الدماغ والنفس ؛ والأُذن مرّة لقتل الدواب ، متى دخلتها ؛ وجعل اللسان عذب ليعرف به طعوم الأشياء. يا نعمان إذا لم تعرف ما جعله الله في بنيتك ، وأحكمه في صورتك لتمام منافعك ، فكيف تقيس على دين الله عزّ وجلّ ؟! » فقال : أخبرني جعلت فداك ، لم تقضي الحائض الصيام دون الصلاة ؟ فقال عليه السلام : « لأنّ الصلاة تكرر » قال : أخبرني لم وجب الغسل من الجنابة ، والوضوء من الغائط ؟ قال : « لأنّ الجنابة تخرج من جميع الجسد ، بينما الغائط من مكان واحد » قال : أخبرني لم فضّل الرجل في الفرائض على الامرأة مع ضعفها ، وقوته ؟ قال : « لأنّ الله تعالى جعل الرجال قوامين على النساء ، ينفقون عليهن » ، فقال أبو حنيفة : ( اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ). (35)

فترك القياس سعادة للمكلّف ، وضبط له عن الخوض في دين الله برأي النفس ، والهوى الغالب ، فإنّ أصل الشريعة ليس بقياس ، لأنّه أخذ عن الله تعالى بتعليم الملك ، وأخذ من الرسول بتعليم دون قياس ، وأخذ من الوصي بتعليم النبي ، وأخذ من الإمام بتعليم الوصي ، وأخذ الرجال بتعليم الإمام دون رأي من يرى ، وقياس من قاس ، واجتهاد من اجتهد ، بالظنون الكاذبة ، والرأي ، والآراء المتناقضة. (36)

الهوامش

1. عارف تامر : الإمامة في الإسلام : 143 ـ 144.

2. ماذا يعنون من هذه الجملة ، هل الإمامة أمر أزلي ، أو الإمام موجود قديم مع تضافر البراهين على حدوث ما سوى الله سبحانه ؟!

3. الإمامة في الإسلام : 141.

4. تاج العقائد : 65.

5. المصدر نفسه : 65 ـ 66.

6. تاج العقائد : 66.

7. المصدر نفسه : 68.

8. تاج العقائد : 69.

9. راجع تاريخ الدعوة الإسماعيلية : 403.

10. تاج العقائد : 69 ـ 70.

11. الكهف : 79 ـ 82.

12. لاحظ ، كمال الدين للشيخ الصدوق ، الغيبة للشيخ الطوسي ، ومنتخب الأثر للعلامة الصافي.

13. الشعراء : 214.

14. تاج العقائد : 60 ـ 64.

15. المصدر نفسه : 72.

16. البقرة : 124.

17. فاطر : 32.

18. يونس : 35.

19. تاج العقائد : 75 ـ 76.

20. تاج العقائد : 76.

21. الفرقان : 27.

22. الفرقان : 29.

23. تاج العقائد : 78 ـ 79.

24. تاج العقائد : 70 ـ 71.

25. الشريف الحضرمي : رشفة الصادي : 78 ، الصواعق المحرقة : 233 ـ 234.

26. الغيبة : 99 ، عنه البحار : 36 / 259 ح 79.

27. الصواعق المحرقة : 150.

28. نهج البلاغه : 497 ، قسم الحكم ، الحكمة رقم 147.

29. تاج العقائد : 181.

30. النحل : 101.

31. تاج العقائد : 98.

32. النحل : 116.

33. البقرة : 80.

34. الأعراف : 12.

35. الأنعام : 124.

36. تاج العقائد ومعدن الفوائد : 82 ـ 84.

مقتبس من كتاب : [ بحوث في الملل والنحل ] / المجلّد : 8 / الصفحة : 209 ـ 226