ثورة عيسى بن زيد الثائر

البريد الإلكتروني طباعة

بحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 7 ، ص 360 ـ  361
________________________________________
(360)
أصحاب الانتفاضة
5
عيسى بن زيد الثائر
(... ـ 168 هـ)

أحد أولاد زيد الثائر المعروف بـ «موتم الاَشبال»، وكان وصي إبراهيم ـ قتيل باخمرى ـ بن عبد اللّه المحض وحامل رايته، فلمّا قتل إبراهيم اختفى عيسى إلى أن مات، وكان أبو جعفر المنصور قد بذل له الاَمان وأكده وكان شديد الخوف منه لم يأمن وثوبه عليه، فقيل لعيسى في ذلك فقال: واللّه لئن يبيتنَّ ليلة واحدة خائفاً منّي أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس. وإنّما يسمّى موتم الاَشبال لاَنّه قتل أسداً له أشبال فسمّي موتم الاَشبال. فخرج عيسى مع محمد بن عبد اللّه النفس الزكية ثم مع أخيه إبراهيم، وكان إبراهيم قد جعل له الاَمر بعده وكان حامل رايته فلمّا قتل إبراهيم استتر ولم يتم له الخروج فبقي مستتراً أيام المنصور وأيّام المهدي وأيام الهادي وصلّى عليه الحسن بن صالح سراً ودفنه.
وقد ذكر النسابة ابن عنبة من حياته شيئاً كثيراً يوَجّج الفوَاد ومما ذكره أنّه كان في أيّام اختفائه يستقي الماء على جمل، وقال: حكى لي الشيخ النقيب تاج الدين بإسناده عن محمد بن زيد الشهيد: قال محمد بن محمد: قلت لاَبي محمد بن زيد: أُريد أن أرى عمي عيسى، فقال: اذهب إلى الكوفة فإذا وصلتها اذهب إلى الشارع الفلاني واجلس هناك فإنّه سيمر عليك رجل آدم طويل، له سجادة بين عينيه، يسوق جملاً عليه مزادتان، كلّما خطا خطوة كبّر اللّه سبحانه، وسبّحه وهلّله
________________________________________
(361)
وقدّسه، فذلك عمك عيسى فقم إليه فسلّم عليه، قال محمد بن محمد بن زيد فذهبت إلى الكوفة فلمّا وصلتها جلستُ حيث أمرني أبي فلم ألبث أن جاء الرجل الذي وصفه لي أبي وبين يديه جمل عليه راوية فقمت إليه وأكببت على يديه أُقبّلهما فذعر مني فقلت: أنا محمد بن زيد (1)فسكن ثم أناخ جمله وجلس إليَّ في ظل حائط هناك وحدثني ساعة، وسألني عن أهلي وأصحابه ثم ودّعني وقال لي: يابني لاتعد إليّ بعد هذا فإنّي أخشى الشهرة (2)
وقال صاحب المجدي: وكان من أصحاب محمد بن عبد اللّه قتيل «أحجار الزيت» فاختفى عيسى من يد المهدي ومات في الاستتار على أيام الرشيد وكان شيخنا أبو الحسن يقول: كان ابن دينار يزعم أنّه قتل زيد ولابنه الحسين أربع سنين ولابنه عيسى سنة ولابنه محمد أربعون يوماً (3)وعلى ذلك فقد توفي عيسى حوالي عام 167 للهجرة.
* * *
________________________________________
(1) كذا في النسخة المطبوعة والصحيح محمد بن محمد بن زيد ولعل الحذف للسهولة.
(2) ابن عنبة: عمدة الطالب، في أنساب آل أبي طالب: 286 ـ 287.
(3) أبو الحسن العلوي العمري: المجدي في أنساب الطالبيين: 186 ـ 187.

 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية