تكفير المسلمين شعارهم الوحيد

البريد الإلكتروني طباعة
بحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 4 ، ص 352 ـ 353
________________________________________
(352)
تكفير المسلمين شعارهم الوحيد
من رجع إلى كتب محمد بن عبد الوهاب وما ألّف في الفترة المتاخمة إلى عصره يقف على أنهم اتفقوا على تكفير المسلمين قاطبة، سنّيهم وشيعيّهم ولم تكن المحاربة وقتل الأنفس وسفك الدماء في عصره وما بعده إلاّ على أساس أن غيرهم مشركون، لا حرمة لدمائهم وممتلكاتهم، يجب تتويبهم قسراً، وإلاّ فإنه ستهدر دماؤهم، ويشهد على ذلك ما كتبه الآلوسي صاحب تاريخ نجد الّذي له مع السعوديين أُلفة وطيدة حيث يقول بعد التطرق لذكر سعود بن عبد العزيز(3): إنه قاد الجيوش وأذعنت له صناديد العرب و رؤساؤهم، بيد أنه منع الناس عن الحج، وخرج على السلطان وغالى في تكفير من خالفهم، وشدّد في بعض الأحكام، وحمل أكثر الأُمور على ظواهرها، كما غالى الناس في قدحه، والإنصاف، الطريق الوسطى، لا التشديد الّذي ذهب إليه علماء نجد من تسمية غاراتهم على المسلمين بالجهاد في سبيل اللّه، ومنعهم الحج، ولا التساهل الّذي عليه عامة أهل العراق والشامات وغيرهما(4) .
________________________________________
3. سعود بن عبدالعزيز بن محمد وهو حفيد أول من بايع محمد بن عبدالوهاب، وسيتم التعرض لتاريخ حياته .
4. السيد محسن الأمين: كشف الارتياب، ص 9 نقلا عن تاريخ نجد .

________________________________________
(353)
فهذا الاعتراف الصريح من موالي الوهابيين يدل على أنهم كانوا في فترة من الزمن على تكفير المخالفين، وتسمية الغارة على المسلمين جهاداً في سبيل اللّه .
نعم في الفترة الأخيرة الّتي أخذ فيها أزمّة الحكم في نجد والحرمين الشريفين عبد العزيز، ثم خلفه أبناؤه من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد اليوم، تنازلوا عن تكفير المسلمين علانية، ولاترى هذه التهمة في صفحات وسائلهم الإعلامية السمعية والبصرية، فتغير موقفهم بالنسبة إلى جميع الطوائف الإسلامية، فيرون الحرمة لبلادهم ودمائهم وممتلكاتهم، إلاّ الشيعة، فهم موقفهم السابق منهم، وخصوصاً بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران فقد تأججت نار أحقادهم وحميتهم العصبية عليهم، فلا تمر برهة زمنية إلاّ وينتشر كتاب ضد الشيعة بأقلام المأجورين في مختلف أنحاء العالم، ويبذلون مال اللّه ليصدّوا الناس عن طريقه .
 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية