لماذ صرح القران بخطأ الأنبياء وهم معصومون؟
السؤال : لماذ صرح القران بخطأ الأنبياء وهم معصومون؟
الجواب : من سماحة السيّد علي الحائري
قد يُسند القرآن الكريم (الذنب) إلى بعض الأنبياء (سلام اللّه عليهم) ، لكن ليس المقصود بالذنب هناك معناه المصطلح الذي نفهمه ، وهو الإثم ، ومخالفة تشريع من التشريعات الآلهية ؛ فإنّهم معصومون من الذنوب والأخطاء ، بل المقصود به ما هو ذنب في عالم القرب من اللّه تبارك وتعالى ، وإن لم يكن ذنباً في عالَمِ التشريع والتقنين ؛ فإنّ حسنات الأبرار قد تكون سيّئات بالنسبة إلى المقرَّبين ، فالمقرَّب من المَلِك له حساب آخر يختلف عن حساب الآخرين ، فقد يكون العمل في نفسه عملاً لا بأس به ، ولا إثم فيه ، ولا مخالفة قانونية ، بحيث لوصدر هذا العمل من شخصٍ عادّي لا يعتبر مخالفاً وعاصياً ، لكن نفس العمل لو صدر من الإنسان الذي هو مقرَّب لدى السلطان والمَلِك ، لرأى نفسه مقصّراً وآثماً تجاه المَلِك ؛ فإنّ نبينا والأئمة (سلام اللّه عليهم) عباد مخلَصون ومقرَّبون عند اللّه تبارك وتعالى ، وقد اصطفاهم اللّه ، واختارهم ، وقرَّبهم لديه ، وجعلهم من خواصّه وأحبّائه وأصفيائه ، فلذا هم يشعرون بالتقصير في محضرة عند أدنى غفلة عنه ، وأقلّ توجّه إلى غيره ، ولو كان هذا التوجّه عبارة عن الإنشغال بأمر مباح ومشروع كالأكل والنوم والاستمتاع الجنسي وما إلى ذلك ، هذا ما نفهم من الذنب المنسوب إليهم ، واللّه العالم.